بغداد، العراق (CNN)-- يولي العراق أهمية خاصة لإنجاح أول قمة عربية يستضيفها منذ عام 1990، وسط تدابير أمنية غير مسبوقة، وإنفاق ما يزيد عن نصف مليار دولار استعداداً للتجمع العربي الذي ستشارك فيه كافة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، باستثناء سوريا، التي ستهيمن أزمتها الدموية على أجندة اللقاء.
وقال وزير الخارجية العراقي، هوشيار زيباري، إن استضافة القمة، التي تبدأ أعمالها الخميس المقبل، يأتي كاعتراف بالعراق الجديد ما بعد الغزو الأمريكي، وكاعتراف بقياداته الجديدة ونظامه السياسي الجديد في قلب الشرق الأوسط.
وأضاف زيباري: "يمكن أن نطلق عليها بجدارة قمة الربيع العربي"، وهي أول قمة تعقد دون حضور قادة عرب أطاح بهم مد الانتفاضات الشعبية في أربعة من دول المنطقة.
وكان من المقرر عقد القمة العام الماضي، لكنها تأجلت بسبب الاحتجاجات الشعبية، التي أطاحت برؤساء كل من تونس ومصر واليمن، وانتهت بمقتل العقيد الليبي الراحل، معمر القذافي.
وأوضح وزير الخارجية العراقي، في مقابلة مع CNN، أنه باستثناء سوريا، إان كافة الدول الأعضاء بالجامعة العربية سيشاركون بالقمة، إلا أنه لم يحدد الزعماء المشاركين، ومن سيرأس وفد كل دولة.
وكانت الرئاسة العراقية قد أكدت في وقت سابق حضور الرئيس السوداني، عمر البشير.
ولفت زيباري إلى أن الملف السوري سيهيمن على جدول أعمال القمة، الذي يتضمن عشر قضايا محورية، مؤكداً أن القمة ستوفر "فرصة ذهبية للقادة العرب، للتفكير بشكل جماعي حيال الأزمات المتصاعدة."
ومن بين القضايا الحاضرة على أجندة القمة: الصومال، النزاع العربي الإسرائيلي، واليمن، والإرهاب الدولي، وجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل.
ويؤكد العراق عزمه إنجاح القمة التي يرى فيها عودته إلى "بيت العرب" كقوة إقليمية فاعلة، وسط رهان على قدرته على تنظيم وتأمين الحدث العربي الكبير، وسط تصاعد التهديدات من جماعات إرهابية، لوحت بقدراتها على تسديد ضربات دموية بسلسلة من التفجيرات الدموية، أوقعت مئات القتلى والجرحى، الأسبوع الماضي.
وكانت جماعة متشددة تنضوي تحت لواء تنظيم القاعدة قد تبنت مسؤولية التفجيرات، قائلة الهدف منها إفشال اجتماع الطغاة.
وذكر زيباري أن الحكومة العراقية رصدت نصف مليار دولار لترميم وتحديث المنشآت التي ستستضيف أعمال القمة، من قصور وفنادق ومراكز اجتماعات.
وتزينت بغداد لاستقبال الوفود، وسط احتياطات أمنية فوق العادة، إذ تشير تقديرات إلى نشر 100 ألف رجل لحماية العاصمة أثناء القمة.
وأشارت الداخلية العراقية لإتخاذ "كافة التدابير الوقائية"، لاستضافة الوفود ووسائل الإعلام التي تغطي الحدث الكبير، الذي وصفته الوزارة بأنه "إنجاز سياسي كبير، يتوافق وأهمية العراق بموقعها الجيو-سياسي في المنطقة."
ورغم استبعاد الوزارة إغلاق طرق أو فرض حظر للتجول أثناء القمة، فقد تم إغلاق عدة طرقات رئيسية منذ أيام، مما أدى إلى تفاقم مشكلة زحمة السير الخانقة في العاصمة العراقية، فيما تم تشديد التفتيش عند الحواجز الأمنية.
وأعلنت الحكومة عطلة تستمر لأسبوع، اعتباراً من 25 مارس/ آذار الجاري وحتى نهاية القمة في الأول من أبريل/ نيسان المقبل، وذلك على أمل إبقاء القسم الأكبر من الناس في بيوتهم.
وأثارت الترتيبات الأمنية حفيظة المواطنين العراقيين، وقال أحدهم "هذا ليس الوقت المناسب للقمة، لو كان بالفعل كذلك ما أغلقوا كل شيء تقريباً.. عليهم العار.. منذ أسابيع يخططون لكيفية حماية القادة العرب، في حين المواطن العراقي دون حماية."