CNN CNN

تدخل إيران بسوريا يتزايد ومخاوف من عمليات بريف دمشق

الثلاثاء، 03 نيسان/ابريل 2012، آخر تحديث 19:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قالت مصادر أمريكية إنها لمست تزايداً واضحاً في الدور الإيراني بدعم القوات العسكرية السورية بحملة القمع التي تنفذها ضد المعارضة، في الوقت الذي فرضت فيه واشنطن عقوبات إضافية على دمشق، بينما حذر المجلس الوطني، أكبر تشكيلات المعارضة، من خطر مخطط لاقتحام مناطق بريف دمشق من أجل القضاء على القوات المنشقة فيها.

وذكر مسؤولون في الإدارة الأمريكية لـCNN  أن الدعم الإيراني المقدم لسوريا يأتي ضمن الجهود الكبيرة التي تبذلها طهران لإبقاء حليفها الرئيسي في المنطقة، الرئيس بشار الأسد، في السلطة.

وقال مسؤول طلب عدم كشف اسمه: "الدعم الإيراني يتزايد بالتأكيد، وهذا مصدر رئيسي للقلق، لقد قدمت إيران المعدات والأسلحة والدعم التقني، وخاصة أجهزة مراقبة الاتصالات الإلكترونية، بهدف مواجهة المعارضة."

وبحسب مسؤول أمريكي آخر، فإن إيران تقدم أيضاً المال والمعدات الخاصة بمواجهة المظاهرات، وتقدر واشنطن أن الجيش السوري مازال يحافظ على بنيته إلى حد كبير، إذ انشق عنه قرابة عشرة آلاف جندي وضابط، ولكنهم لا يشكلون نسبة كبيرة من بين إجمالي القوات المسلحة التي يصل عددها إلى 600 ألف جندي بالخدمتين الفعلية والاحتياطية.

وأصدرت وزارة الخزانة الأمريكية الاثنين قراراً حظرت بموجبه على الأمريكيين التعامل مع وسائل الإعلام الإذاعية والتلفزيوينية المملوكة للدولة في سوريا، واتهمتها بدعم قمع الحكومة السورية لشعبها.

ووصفت الوزارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون في سوريا بأنها "ذراع إعلامية للنظام السوري وهو يشن هجمات متزايدة الوحشية على شعبه،" ورأت أنها تسعى إلى التغطية على أعمال العنف منحها الصبغة الشرعية.

وردت دمشق عبر وكالة الأنباء السورية الرسمية، قائلة إن العقوبات الأمريكية تندرج "في إطار مصادرة حرية الرأي والإعلام التي تتشدق بها الولايات المتحدة والدول الغربية،" كما اعتبرت أن القرار "يكشف زيف الحديث الغربي الأميركي عن حرية الإعلام" على حد تعبيرها.

وتنتظر دمشق ليل الثلاثاء وصول فاليري اموس وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، بعد أن وافقت سوريا على استقبالها.

وقال مصدر إعلامي رسميا أن أموس "ستجري محادثات مع وليد المعلم وزير الخارجية والمغتربين ونائبه، ورئيس منظمة الهلال الأحمر العربي السوري، كما ستقوم بزيارة بعض المناطق في سوريا،" دون أن يشرح أسباب امتناع دمشق لأيام عن استقبالها.

من جانبه، أصدر المكتب الإعلامي بالمجلس الوطني بياناً قال فيه إنه تسلم "معلومات مؤكدة من بعض الضباط الأحرار" من داخل مراكز أمنية تفيد بوجود مخطط لدى النظام باقتحام مدينة الضمير بريف دمشق و"شن حرب إبادة وجرائم ضد الإنسانية" على غرار تلك التي وقعت في حمص، "وذلك للقضاء على قوات الجيش الحر."

وأضاف المكتب أن الهدف من العملية هو "تحضير دخول قافلة إيرانية محملة بالمعدات العسكرية والجنود من إيران عبر العراق يفترض بها أن تمر من مدينة الضمير في شهر أبريل/نيسان المقبل.

وحذر البيان أهالي المدينة من "أي عمل إجرامي قد يقوم به هذا النظام الهمجي" وطالب المجتمع الدولي وكافة الدول العربية "التدخل لحماية الشعب ومنع تكرار المجازر التي ارتكبها النظام وحماية الشعب السوري."

من جانبها، أشارت مواقع التنسيقيات الميدانية السورية إلى مداهمات وعمليات إطلاق نار وقصف في عدة مناطق، بينها دير الزور في الشرق ومدينة الحراك القريبة من درعا بالجنوب، إلى جانب إدلب في الشمال، علماً أن CNN لا يمكنها التأكد من الأوضاع على الأرض بشكل مستقل بسبب القيود المفروضة على عمل الإعلام الأجنبي بسوريا.

ويستمر نقص المواد الإنسانية والإغاثية في مناطق حمص التي شهدت عمليات عسكرية مؤخراً، وخاصة حي بابا عمرو، وقالت كالا حداد مارديني، الناطق باسم اللجنة الدولية للصليل الأحمر، إن السلطات التي سيطرت على الحي بعد قتال عنيف استمر لشهر تقريباً، تواصل منع مسعفيها من دخول المنطقة.

وأضافت مارديني أن الصليب الأحمر ومعه الهلال الأحمر تمكنا من توزيع مساعدات في حيين ملاصقين لبابا عمرو هما "التوزيع" و"الإنشاءات."