CNN CNN

الدابي: العنف يتصاعد على حساب الحل السلمي بسوريا

الأربعاء، 22 شباط/فبراير 2012، آخر تحديث 20:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كشف رئيس بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية في سوريا عن تصاعد معدلات العنف خلال الأيام القليلة الماضية، في مختلف المحافظات السورية، وذلك في أعقاب تقديم البعثة تقريرها إلى اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة الوضع في سوريا، والذي جاء فيه أن وتيرة العنف تراجعت مع بدء مهمة فريق المراقبين، أواخر الشهر الماضي.

وقال الفريق أول محمد أحمد مصطفى الدابي، رئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية إلى سوريا، في بيان صدر عن غرفة العمليات للبعثة، تلقته CNN بالعربية الجمعة، إن معدلات العنف في سوريا تصاعدت "بشكل كبير" في الفترة من 24 إلى 27 يناير/ كانون الثاني الجاري، وخاصةً في مناطق حمص وحماة وإدلب.

وأضاف الضابط السوداني، الذي وافقت دمشق على تمديد عمل بعثته لمدة شهر إضافي، أن "الوضع بما هو عليه الآن من عنف، لا يساعد على تهيئة الظروف أمام القرارات التي اتخذها المجلس الوزاري للجامعة العربية في اجتماعه الأخير، والتي تهدف إلى دفع كافة الأطراف للجلوس إلى طاولة الحوار."

وفيما لم يحدد رئيس بعثة المراقبين الأطراف المسؤولة عن تصاعد العنف، فقد طالب بـ"وقف العنف فوراً، حفاظاً على أرواح أبناء الشعب السوري، وإفساح المجال أمام الحلول السلمية"، بحسب ما جاء في البيان، ونوه إلى أن بعثته "ستواصل حتى الآن، إنجاز مهامها، رغم هذه الظروف."

وكان الفريق الدابي قد ذكر في مؤتمر صحفي بالقاهرة في وقت سابق من الأسبوع الماضي، أن مهمة بعثة المراقبين لم تكن تحقيق الوقف الفوري لإطلاق النار، وإنما كانت تقتصر فقط على التأكد من تطبيق الحكومة السورية لبروتوكول الجامعة العربية، ومراقبة الأوضاع على الأرض.

وعلى صعيد الوضع الميداني، فقد شهدت العديد من المحافظات السورية احتجاجات حاشدة، وسلسلة تفجيرات الجمعة، وسط أنباء بسقوط ما يزيد على 41 قتيلاً الجمعة، بينهم طفلان و3 نساء، بحسب ما أفادت مصادر في المعارضة السورية.

وذكرت لجان التنسيق المحلية للثورة السورية، إحدى أبرز جماعات المعارضة من داخل سوريا، أن سيارة مفخخة انفجرت في نقطة تفتيش أقامتها القوات الموالية لنظام الرئيس بشار الأسد، في أحد مداخل مدينة إدلب، مما أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى بين أفراد القوات الحكومية.

وأشارت اللجان المحلية، في صفحتها على موقع "فيسبوك" إلى سقوط 11 قتيلاً في بلدة "نوى" بمحافظة درعا، بالإضافة إلى 10 قتلى في حمص، و8 في حلب، و5 في ريف دمشق، و4 في إدلب، و2 في حماة، وقتيل واحد في "طفس" قرب درعا.

يشار إلى أن CNN لا يمكنها تأكيد صحة هذه الأنباء بشكل مستقل نظراً للقيود التي تفرضها السلطات السورية على عمل المراسلين الأجانب على أراضيها.

وفي إطار التحركات الدولية لممارسة مزيد من الضغط على الحكومة السورية، ذكر دبلوماسيون بريطانيون وفرنسيون في الأمم المتحدة أن مجلس الأمن الدولي سيعقد محادثات مغلقة بعد ظهر الجمعة، حول مشروع قرار بشأن سوريا، حصلت شبكة CNN هذا الأسبوع على نسخة منه، يدعو "جميع الدول" إلى اتخاذ خطوات مماثلة للعقوبات التي فرضتها الجامعة العربية في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأكدت مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة لـCNN الخميس، أن الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، ورئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني، سوف يطلعان مجلس الأمن على تفاصيل المبادرة العربية لإنهاء الأزمة في سوريا، ونتائج عمل بعثة المراقبين، خلال الاجتماع المرتقب للمجلس الاثنين المقبل.

وفي العاصمة المصرية القاهرة، ذكرت الأمانة العامة للجامعة العربية، في بيان أصدرته الخميس، أن الأمين العام ووزير الخارجية القطري سينقلان إلى مجلس الأمن قرار مجلس الجامعة لحل الأزمة السورية "سياسياً"، والذي صدر في ختام الاجتماع الطارئ لمجلس وزراء الخارجية، في 22 يناير/ كانون  الثاني الجاري.

ومن المقرر أن يعقد المسؤولان العربيان لقاءات مع ممثلي الدول الأعضاء في مجلس الأمن، بهدف الحصول على دعم المجلس للمبادرة العربية، التي تتضمن تشكيل حكومة وحدة وطنية في سوريا خلال شهرين، وتفويض الرئيس السوري، بشار الأسد، نائبه الأول بصلاحيات كاملة للقيام بالتعاون التام مع حكومة الوحدة الوطنية، لتمكينها من أداء واجباتها في المرحلة الانتقالية.