CNN CNN

سوريا: 83 قتيلاً وترجيح إسقاط المقاتلة التركية للاشتباه بأنها إسرائيلية

الاثنين، 23 تموز/يوليو 2012، آخر تحديث 10:00 (GMT+0400)

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قال وزير الإعلام السوري، عمران الزعبي، إن الدفاعات الجوية العائدة لبلاده ربما أسقطت الطائرة التركية قبل أيام لاعتقادها بأنها "مقاتلة إسرائيلية" مشيراً إلى أن دمشق لا ترغب بوقوع أزمة في علاقاتها مع تركيا، بينما رفعت المعارضة السورية تقديراتها لعدد القتلى برصاص الجيش وقوات الأمن في سوريا الأربعاء إلى 83 قتيلاً.

وقال الزعبي، في مقابلة مع قناة "هابر" التركية حول موضوع إسقاط الطائرة: "كما تعرفون فإن هناك دولة في المنطقة تدعى إسرائيلي، وكما تعرفون فإن طائرات هذه الدولة الصهيونية مشابهة للغاية (للطائرات التركية) وهي تأتي من نفس المصانع الأمريكية، وربما اعتقدت سوريا أن الطائرة هي في الواقع إسرائيلية."

واستخدم الزعبي لغة ملطفة مع تركيا، التي أعلنت على لسان رئيس وزرائها، رجب طيب أردوغان، أنها "غيرت قواعد الاشتباك" عند حدودها مع سوريا، فقال: "أشدد على أن سوريا لم تكن بصدد شن هجوم، وأتمنى لو أن العلاقات بين تركيا وسوريا كانت في وضع أفضل مما هي عليه اليوم."

وتابع بالقول: "القضية الراهنة هي أن طائرة تركية دخلت الأجواء السورية وقد جرى الرد عليها باعتبارها هدفاً مجهولا، ولم يتم إسقاطها لأنها طائرة تركية، نحن لا نرغب بإلحاق الأذى بتركيا أو الشعب التركي."

يشار إلى أن سوريا كانت قد تعرضت أكثر من مرة لضربات وخروقات جوية إسرائيلية دون أن ترد عليها، بينها اتهامها بتدمير منشأة قرب دير الزور، قيل آنذاك إنها عبارة عن مفاعل نووي سري، إلى جانب استهداف معسكرات تدريب قرب العاصمة دمشق عام 2003.

ولم يوضح الزعبي أسباب الاشتباه بهوية الطائرة المستهدفة، خاصة وأن الحادث وقع في أقصى الشمال السوري، عند الحدود مع تركيا، بينما تقع الحدود مع إسرائيل على بعد مئات الكيلومترات جنوباً.

ميدانيا، قالت لجان التنسيق المحلية في سوريا، وهي هيئة معارضة تقوم برصد الأوضاع الميدانية على الأرض، إن أعداد القتلى في سوريا ارتفعت إلى 83 الأربعاء، بينهم 23 قتيلاً في إدلب و13 في دير الزور و15 في دمشق وعشرة في كل من درعا وحمص، وثمانية في القامشلي، إلى جانب ثلاثة قتلى في حماه وقتيل في حلب.

كما قالت اللجان إن بلدة كفرشمس القريبة من جرعا تعيش أوضاعا إنسانية صعبة منذ يوم الاثنين بعد حصول عملية انشقاق كبيرة في إحدى الثكنات العسكرية القريبة منها، وحصول المنشقين على أسلحة ثقيلة من صواريخ مالوتكا ورشاشات ثقيلة و مختلف أنواع الأسلحة والذخائر.

وأضاف اللجان إن جيش النظام "يحاصر البلدة و يقصف بشكل عنيف وعشوائي على المنازل من مدافع الهاون والدبابات و ناقلات الجند و مضادات الطيران في ظل انقطاع تام للكهرباء و الماء و خدمات الانترنت،" مشيرة إلى مثتل 22 شخصاً في البلد جراء القصف وإطلاق النار، كما قتل بعض السكان " ذبحا بالسكاكين."

وأبدت اللجان خشيتها من استمرار حصار البلدة و استقدام تعزيزات عسكرية ضخمة، معربة عن تخوفها من "أنباء عن قيام قوات النظام بعمليات قتل عشوائية للأهالي."

يشار إلى أن CNN لا يمكنها التأكد بشكل مستقل من صحة التقارير الميدانية الواردة من سوريا نظراً لرفض السلطات السورية السماح لها بالعمل على أراضيها.

وكان الرئيس السوري، بشار الأسد، قد قال إن بلاده تعيش حالة حرب "حقيقية"، في كلمة له أمام الحكومة الجديدة، الثلاثاء، تزامنت مع سقوط 113 قتيلاً في عمليات عسكرية تقوم بها القوات الموالية له بمواجهة مناهضيه، بينما قتل ثلاثة أشخاص الأربعاء، في هجوم تعرضت له قناة "الإخبارية" السورية.

وصرح الأسد خلال الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد أداء أعضاء الحكومة الجديدة اليمين الدستورية: "نحن نعيش كما قلت في خطابي أمام مجلس الشعب حالة حرب حقيقية بكل جوانبها وبكل ما تعني هذه الكلمة من معنى وعندما نكون في حالة حرب فكل سياستنا وكل توجهاتنا وكل القطاعات تكون موجهة من أجل الانتصار في هذه الحرب وفي معاركها"، على ما أوردت وكالة الأنباء السورية، سانا.

وتأتي الحكومة السورية الجديدة عقب مرور 15 شهرا على بدء انتفاضة شعبية مناهضة لنظامه في عدة مدن، أطلق بمواجهتها عمليات عسكرية ما أسفر عن مقتل ما يزيد عن 9 آلاف شخص ونزوح مئات الآلاف من مناطقهم داخل وخارج سوريا.

وأمر الأسد الحكومة الجديدة بتوجيه جميع السياسات نحو الانتصار في هذه المواجهة، ودعاها إلى "تعزيز العلاقات مع الشرق أي من روسيا باتجاه دول الشرق ومع الجنوب أي دول أمريكا الجنوبية وأفريقيا"، طبقاً لسانا.

مقتل ثلاثة إعلاميين بهجوم على قناة "الإخبارية

وفي الأثناء، لقي ثلاثة من الإعلاميين بقناة "الإخبارية" السورية، الموالية للنظام، مصرعهم في هجوم "إرهابي" استهدف مقر المحطة الفضائية.

وذكرت "سانا" أن "الإخبارية" سوف تواصل بثها "رغم فظاعة الجريمة التي ارتكبها الإرهابيون ومحاولاتهم إسكات صوت سوريا وتغييب صورتها."

ويلقي النظام السوري بتبعة العنف الناجم عن عمليات عسكرية تقوم بها قواته ضد المناهضين له على "عناصر إرهابية مسلحة."

ومن جهته، شجب "المجلس الوطني للإعلام" الهجوم، وأكد في بيان، نقلته سانا، إن:" الإعلام الوطني السوري سيبقى من أهم أسس المقاومة السورية."