نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN) -- شن الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، هجوماً قاسياً على النظام العالمي وحمله مسؤولية انتشار الحروب والفقر، وانتقد تهديدات إسرائيل لبلاده، ودعا إلى إدارة عالمية جديدة تشارك فيها كل الدول، ولم تخل كلمته من الإشارات الدينية إذ رأى أن الظلم سينتهي مع ظهور "الإمام المهدي" الذي تقدسه المعتقدات الشيعية.
وقال نجاد في ظهوره الأخير أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مع اقتراب نهاية ولايته، إن العالم "بحاجة إلى فكر جديد،" وانتقد النظام العالمي الحالي قائلاً إن "السیاسة الأحادیة الجانب والمعاییر المتعددة وفرض الحروب والاحتلال لتحقیق المصلحة الاقتصادیة وبسط الهیمنة على المراكز الحساسة فی العالم قد أصبحت أمورا عادیة."
وأضاف نجاد أن سباق التسلح والتهدید بالسلاح النووی وأسلحة الدمار الشامل من قبل من وصفها بـ"قوى الهیمنة" قد أصبح أمرا شائعا، وانتقد استمرار تطوير الأسلحة في العالم قائلاً إن التهديد بها تحول إلى "أدبیات جدیدة لإرعاب الشعوب للرضوخ لمرحلة جدیدة من الهیمنة."
وتابع نجاد الذي يتعرض نظام بلاده لانتقادات دولية بسبب برنامجه النووي وصلت إلى حد التلويح بالخيارات العسكرية أن تهديد من وصفهم بـ"الصهاینة غير المتحضرين" للشعب الإيراني بالهجوم العسكری "یعد من النماذج البارزة لهذه الحقیقة" على حد تعبيره.
واعتبر نجاد أن تواجده أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة يهدف إلى "نقل النداء الإلهي للرجال والنساء من إيران" وأطلق جملة مواقف واصل عبرها التشكيك في صحة هجمات سبتمبر مشيراً إلى مقتل الزعيم السابق لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، والإشارة إلى إلقاء جثته في البحر.
ورأى نجاد أن العالم يعيش في ظروف صعبة على المستوى الاقتصادي، بسب أزمات القروض واستغلال للإنسان وتهديد البيئة، معتبراً أن "عددا قليلا من أصحاب الرأسمالية الذي لوثوا المحيطات يعرضون حياة البشر للخطر."
وذكر نجاد أن البشر "يشعرون بالإحباط من هذا النظام العالمي" وأضاف أن المسبب الرئيسي للحوادث المريرة في العالم هي "مراكز القوة المزعومة التي تصغي إلى الشيطان" على حد تعبيره، واتهم النظام الدولي بـ"السعي للاستئثار بالعلم والتكنولوجيا."
وختم نجاد خطابه بإشارات دينية إذ أشار إلى أن العالم موعود بظهور رجل وصفه بأنه "رجل عادل وإنسان كامل هو المهدي سيأتي مع المسيح وسيقود المجتمع البشري للازدهار الخالد وسيفتح بداية جديدة للبشرية وسيكون قدومه نهاية للظلم وبداية للعدالة."
وأضاف نجاد أن ظهور المهدي الذي تقدسه المعتقدات الشيعية وتعتبره الإمام الثاني عشر "لن يكون ربيعاً لعنصر أو لشعب معين بل لكل البشر" وتابع: "نشعر بالنسيم العليل والرائحة الزكية لهذا الربيع الذي بدأ لتوه والذي سيصل قريباً إلى كل الأراضي في آسيا وأوروبا وأفريقيا والولايات المتحدة.. يعيش الربيع.. يعيش الربيع.. يعيش الربيع."
يشار إلى أن الوفد الأمريكي غاب عن قاعة جلسة الجمعية العامة خلال إلقاء نجاد لخطابه.