CNN CNN

باكستان تفرج عن فتاة مسيحية متهمة بالكفر

الثلاثاء، 09 تشرين الأول/أكتوبر 2012، آخر تحديث 16:01 (GMT+0400)

إسلام أباد، باكستان (CNN) -- أطلقت السلطات الباكستانية، السبت، سراح الفتاة المسيحية المتهمة بحرق صفحات من القرآن، في قضية أثارت جدلاً وتوتراً طائفياً في باكستان، فيما عرضت عدد من الدول بينها كندا وإيطاليا والولايات المتحدة استضافة الصبية وأسرتها.

وعقب الإفراج عنها، جرى نقل رمشة، التي قامت بتغطية وجهها بوشاح أخضر، من سجن روالبندي بمركبة مدرعة لنقل الجنود ثم بواسطة مروحية إلى مكان مجهول.

وكان قاض باكستاني قد وافق، الجمعة الماضي، على الإفراج عن رمشة، 14 عاماً، بكفالة قدرها عشرة آلاف دولار.

وقال بشارات كوكهار، ممثل عائلة رمشة، إن عدداً من الدول من بينها كندا وإيطاليا والولايات المتحدة قدمت عروضاً لإستضافة الفتاة وعائلتها، إلا أنهم رفضوا العروض وآثروا البقاء في باكستان.

واعتقلت الفتاة، 14 عاما، في 20 أغسطس/آب، بتهمة "الكفر،" بزعم أنها دنست صفحات من القرآن في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، في أحدث اعتقال يتم بموجب قانون "التجديف" المثير للجدل.

وأثارت قضية رمشة، جدلا واسعا في باكستان، وتكشفت فيها حقائق جديدة الأسبوع الماضي، عندما اعترف أحد رجال الدين الذي كان اتهمها "بالكفر" بأنه هو نفسه من قام بتمزيق صفحات من المصحف للإيقاع بها.

وقد اتهمت الفتاة من قبل أحد السكان المحليين بحرق صفحة من المصحف، ضمن كومة من الورق جمعته ليصبح وقودا للطهي.

وقال قاسم نيازي، ضابط الشرطة المسؤول عن مركز الشرطة القريب حيث من مكان الحادث، إن الفتاة المتهمة أبلغته بأنه ليس لديها فكرة عن وجود صفحات من القرآن داخل الأوراق التي أحرقت.

وكان الرئيس آصف علي زرداري دعا إلى التحقيق في الحادثة على نحو عاجل، وقال إنه "يجب حماية الشرائح الضعيفة في المجتمع من أي سوء استعمال لقانون التجديف."

وأضاف فرحة الله بابار المتحدث باسم الرئيس الباكستاني أن "الكفر مسألة لا يمكن التغاضي عنها، ولكن أيضا لن نسمح لأي واحد باستغلال قانون التجديف لتصفية الحسابات الشخصية."

وطالما انتقد عدد من النشطاء القوانين المثيرة للجدل في باكستان بدعوى أنها تستخدم لاضطهاد الأقليات الدينية، وعلى رأسها قانون التجديف الذي يجعل من إهانة الإسلام، أو القرآن، أو النبي محمد، جريمة يعاقب عليها بالإعدام.

ويعيش في باكستان نحو مليوي مسيحي، يشكلون أكثر من 1 في المائة من تعداد هذه الأمة الإسلامية، وفقا لإحصاءات الحكومة.

واضطرت عائلة رمشة للفرار من منزلها بمشارف العاصمة الباكستانية، إسلام أباد، خشية التعرض لهجمات انتقامية.

وقالت منظمة العفو الدولية "أمنستي" إن المئات من الأسر المسيحية غادرت الحي الذي تقيم به رمشة بعد اتهامها بـ"الكفر."