القاهرة، مصر (CNN)-- أكد أمير رمسيس مخرج الفيلم التسجيلي الطويل الذي يتناول موضوع يهود مصر أن فيلمه يسعى لإزالة الخلط بين اليهودية كديانة والصراع العربي الإسرائيلي، و التأكيد على مفهوم الهوية المصرية، التي أصبحت تختلف عما كانت عليه في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي، حيث كان مفهوم الهوية أكثر رحابة من الآن.
وأضاف رمسيس في مقابلة خاصة مع CNN بالعربية: "إن المصري أصبح يصنف حاليا لدى البعض بحسب ديانته ولونه و انتمائه السياسي ولغته، مقارنة بما كان عليه في الماضي، وهو أمر بدا ملموس أكثر حاليا."
وقال أن الفيلم يتحدث خلال 90 دقيقة وهى مدة عرضه، عن الطائفة اليهودية من المصريين منذ بداية القرن العشرين، وحتى مرحلة الخروج من مصر ما بين أعوام 48 وحتى 56 بعد العدوان الثلاثي، وأسباب تغير شكل العلاقة.
وأشار بأنه لا يتوقع رد فعل ايجابي على الفيلم الذي أثار ضجة حتى قبل أن يعرض رسميا الأربعاء المقبل، لأسباب خاصة يعتبرها ربما بوجود خلط شائع بين قطاعات كبيرة من المصريين حول هذا الأمر.
وأوضح أن رسالة الفيلم تختلف تمام عن دعوة الدكتور عصام العريان القيادي بجماعة الإخوان المسلمين حول عودة اليهود المصريين بإسرائيل إلى مصر، و التي لاقت هجوم وانتقاد حاد من مختلف التيارات السياسية المصرية وأيضا جماعات متشددة.
وأضاف المخرج: "كان لدي تحفظات على دعوة العريان تتعلق بما وراء تخصيص دعوته لليهود المصريين بإسرائيل، في حين أن أكثر من نصف اليهود المصريين فضلوا أن يهاجروا إلى دول أخري بالعالم على العيش بالدولة العبرية."
وبين رمسيس أن صناع الفيلم حصلوا على تصريح عرضه الأربعاء الماضي، بعدما كانت قد رفضت وزارة الثقافة تجديد رخصة عرضه، بضغوط من جهاز الأمن الوطني "امن الدولة سابقا،" و هو ما عطل عرضه الذي كان مقررا في 13 من مارس/آذار الجاري.
وأضاف أن وزارة الثقافة سعت إلى تبرير موقفها السابق، بأنه لأسباب خاصة بنقص بعض الأوراق المطلوبة، رغم ما أعلنته سابقا برفض جهة أمنية تتحفظ عليه، لافتا انه يعتقد بأن هناك تنسيق غير معلن مثلما كان قبل الثورة.
وقال أن الحملة الإعلامية وإعلان صناع الفيلم ونقابة السينمائيين بأنهم سيذهبون إلى القضاء بعد الرفض السابق بعرض الفيلم، ربما هو ما جعل الجهات المعنية تتراجع عن موقفها.
وأشار رمسيس إلى سابقة مماثلة حول فيلم "المشير والرئيس،" إذ كان هناك حكم سابق يمنع الجهات السيادية والأمنية بالتدخل في عمل الرقابة على المصنفات الفنية على حد قوله.
وذكر أن الفيلم كان قد عرض مرتين إحداهما في "بانوراما الفيلم الاوربي" بأكتوبر/ تشرين الأول الماضي، كما عرض بجمعية نقابة السينما بفبراير/ شباط الماضي أيضا، مشيرا إلى أن نحو 11 شخصية يهودية شاركوا بالفيلم منهم من هاجروا للعيش بالخارج وآخرين مازالوا يعيشون داخل مصر حتى الآن.
ترحب شبكة CNN بالنقاش الحيوي والمفيد، وكي لا نضطر في موقع CNN بالعربية إلى مراجعة التعليقات قبل نشرها. ننصحك بمراجعة إرشادات الاستخدام للتعرف إليها جيداً. وللعلم فان جميع مشاركاتك يمكن استخدامها، مع اسمك وصورتك، استنادا إلى سياسة الخصوصية بما يتوافق مع شروط استخدام الموقع.
الآراء الواردة أدناه لا تعبر عن رأي موقع CNN بالعربية، بل تعكس وجهات نظر أصحابها فقط.