الرباط، المغرب (CNN)-- أفادت تقارير لوسائل إعلام مغربية ووكالات أنباء دولية بأن الولايات المتحدة سحبت مقترحها الذي كان يدعو إلى توسيع مهام بعثة الأمم المتحدة في الصحراء الغربية "المينرسو"، لتشمل مراقبة احترام حقوق الإنسان في المنطقة.

وكان مشروع مقترح للولايات المتحدة بتوسيع صلاحيات المينورسو من مراقبة وقف إطلاق النار إلى مراقبة أوضاع حقوق الانسان بالصحراء، قد أثار ردود فعل غاضبة على مستوى السلطات المغربية، وجل فصائل النخبة السياسية، وفعاليات المجتمع المدني، باستثناء بعض الأصوات القليلة التي أيدت المقترح من وجهة نظر حقوقية.

ويرى كثير من المراقبين في الرباط ونيويورك أن عدول واشنطن عن مقترحها الأولي جاء إثر اتصالات على أعلى مستوى بين السلطات المغربية والإدارة الأمريكية، تصدرتها، حسب تسريبات إعلامية، محادثات بين العاهل المغربي محمد السادس، والرئيس الأمريكي باراك أوباما، لم يصدر حتى الآن بلاغ بشأنها.

وأعرب رئيس الفريق البرلماني لحزب التقدم والاشتراكية، رشيد ركبان، في تصريح لموقع CNN بالعربية عن "الارتياح الكبير" للموقف الأمريكي الجديد الذي "يعيد الأمور إلى نصابها" متحدثاً عن جهود مكثفة تم بذلها دفاعاً عن الموقف المغربي بشأن هذا الملف المعقد.

وقال القيادي الحزبي: "إن سحب مقترح توسيع مهمة البعثة الأممية دليل على مصداقية وصلابة الموقف المغربي متوقعا أن العلاقات التقليدية بين الرباط وواشنطن لن تتأثر بما جرى."

من جهته قال القيادي بحزب الأصالة والمعاصرة المعارض، يونس السكوري: "إن الحملة الدبلوماسية التي قادها العاهل المغربي أتت أكلها لكن هذا المكسب لا ينبغي أن ينسي الجهات المعنية ضرورة التحلي باليقظة تجاه ما يحمله المستقبل بالنسبة لقضية الصحراء."

وأضاف السكوري في تصريح لموقع CNN بالعربية: "إن المغرب يتوفر على ملف ممتاز في هذا المجال لكنه يحتاج الى تسويق جيد،" معتبرا أن المملكة باتت تشكل نموذجا جهويا فريدا في التحول الهادئ نحو ديموقراطية متقدمة، يستحق الدعم الدولي، الشيء الذي يقتضي في نفس الوقت مواصلة العمل نحو تعزيز آليات حماية حقوق الانسان والحريات بالمغرب.

يذكر أن المغرب يقترح منح الصحراء الغربية، المستعمرة الإسبانية السابقة، حكما ذاتيا موسعا، حظي بإشادة بعض القوى الدولية، الأمر الذي ترفضه الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب "البوليساريو"، بدعم من الجزائر، وتطالب باجراء استفتاء لتقرير المصير بإشراف الأمم المتحدة.