لندن، بريطانيا (CNN) -- قال محلل وضع الرياضيات منذ سنوات بخدمة الرياضة إن لعبة كرة القدم هي اللعبة التي يلعب الحظ فيها الدور الأكبر، مقارنة بسائر الألعاب الجماعية، مضيفاً أن إقبال بعض الفرق على شراء النجوم بعشرات ملايين الدولارات أقل إفادة من تطوير مهارات بعض اللاعبين المغمورين، وفقا لما تؤكده الإحصائيات التاريخية.

وقال كريس أندرسون، مؤلف كتاب "لعبة الأرقام: لماذا كل ما تعرفه عن كرة القدم ليس صحيحا؟" إن الإحصائيات تثبت بأن النجوم مهمون للفريق، ولكن اللاعبين المغمورين الضعفاء أكثر أهمية منهم، فالأرقام تؤكد أن الاستثمار في تقوية اللاعبين الضعفاء وتحسين أدائهم أفضل للفريق من شراء نجوم مثل كريستيانو رونالدو أو غاريث بيل.

وتابع أندرسون، بلقاء مع CNN: "السبب يعود إلى أن مباريات كرة القدم تمتاز عادة بعدد منخفض من الأهداف، بعكس ألعاب أخرى يمكن فيها تسجيل عشرات الأهداف، ولذلك تبرز أهمية الفريق والأخطاء الفردية الصغيرة على حساب اللاعب النجم، فكم من فريق يضم العديد من النجوم لعب مباريات ممتازة ولكنها انتهت بخسارته."

وأضاف أندرسون: "هناك الكثير من الأمور التي تثير إعجاب الجمهور، ولكنها في الواقع سلبية التأثير، مثل الضربات الركنية مثلا، فالأرقام تؤكد بأن الضربة الركنية لا تزيد أبدا من فرص تسجيل الأهداف لصالح الفريق الذي يلعبها، بل على العكس من ذلك، يمكن أن تؤدي في الكثير من الحالات إلى إلحاق الهزيمة به لأنها تفتح الباب أمام الهجمات المرتدة السريعة للفريق المدافع."

ولفت أندرسون إلى أن لعبة كرة القدم هي "لعبة أخطاء قبل أي شيء أخر، يلعب الحظ في كرة القدم دورا أكبر بكثير مما يلعبه بأي لعبة أخرى يتم فيها عادة تسجيل عدد كبير من الأهداف، مثل كرة السلة أو هوكي الجليد" مضيفا أن نصف مباريات كرة القدم تحسم عادة عبر حادثة واحدة صغيرة، مثل تمريرة خاطئة خطوة غير موقفة من أحد الاعبين، معتبرا أنه بصرف النظر عن عدد النجوم في أي فريق فكل النتائج محتملة في نهاية المطاف.