كيف دفعت أمريكا قطاع النفط بفنزويلا للانهيار؟

اقتصاد
نشر
3 دقائق قراءة

 نيويورك (CNN) -- ساهمت العقوبات الأمريكية على شركة النفط الوطنية الفنزويلية في تسريع الانهيار غير المسبوق لانتاجها النفطي، لينتقل هذا التأثير إلى سوق الطاقة العالمي على طريقة الدومينو .

ودفعت العقوبات على قطاع النفط بفنزويلا،التي أعلنتها الإدارة الأمريكية في 28 يناير/ كانون الثاني، في محاولة لتسريع خروج نيكولاس مادورو من سدة الحكم، مصافي النفط بساحل الخليج الأمريكية للبحث عن مصادر بديلة للخام الثقيل الذي كانت تعتمد عليه في وقت ما من فنزويلا.

وتمر فنزويلا بمصاعب سياسية، بعد أن نصب رئيس البرلمان، المعارض خوان جوايدو، نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، واعترفت به عدد من الدول في مقدمتها الولايات المتحدة وكندا.

فنزويلا، التي كانت حتى الخريف الماضي، المصدر الرابع للخام في الولايات المتحدة، خلف كندا والسعودية والمكسيك، اضطرت للبحث عن عملاء جدد وطرق جديدة لتخفيض سعر الخام الثقيل للغاية لتجهيزها للتصدير.

وكتب ريان فيتزموريس، الخبير الاستراتيجي في مجال الطاقة في رابوبنك، إلى العملاء في تقرير الأسبوع الماضي: "العقوبات لها بالفعل تأثير معوق على إمدادات النفط".

وعادة ما يكون النفط الخام الثقيل أرخص من الخفيف، ولكن الطلب عليه أصبح شديدا لدرجة أنه يتم تداوله فجأة بسعر أعلى للبرميل عقب دخول العقوبات على فنزويلا حيز النفاذ.

وفي غضون ذلك، تبحث حكومة فنزويلا، التي تمثل صادرات النفط 90٪ من إيراداتها، عن عملاء آخرين لخامها، وسافر وزير النفط الفنزويلي مانويل كيفيدو الى الهند، الأسبوع الماضي، في محاولة واضحة لحشد الدعم، مما دفع مات سميث، مدير أبحاث السلع في كليبر داتا للقول: "إنهم يتدافعون للعثور على مشترين لخامهم".

ضربة مزدوجة لفنزويلا

تعاني فنزويلا من أزمة إنسانية هائلة، أدت لعدم قدرة الملايين من المواطنين على الحصول على الإمدادات الأساسية، مما أدى إلى المجاعة والمرض.

وانخفض إنتاج فنزويلا من 2.4 مليون برميل نفط يوميا عام 2015 إلى 1.34 مليون برميل فقط بنهاية عام 2018، وفقاً لشركة الأبحاث ريستاد إنرجي، والتي توقع محللوها استمرار هبوط الإنتاج النفطي في الدولة اللاتينية العام الجاري.

ولم تكن أمريكا فقط العميل الأول لنفط فنزويلا، بل كانت المصدر الرئيسي للنافتا في البلاد، حيث استخدم خليط الهيدروكربون السائل لتخفيف الخام، وبدون أمريكا لا يمكن نقل خام فنزويلا الثقيل بسهولة.

وارتفعت أسعار النفط الأمريكية بنسبة 5٪ تقريبًا منذ الإعلان عن العقوبات، كما زاد سعر برنت ، المؤشر القياسي العالمي ،  بنسبة 8 ٪. لكن المحللين لا يعتقدون أن فنزويلا هي السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار النفط الخام، ويشيرون إلى تخفيضات إنتاج أوبك بشكل أعمق من المتوقع ، والاضطرابات في ليبيا والنبرة الصعودية في الأسواق المالية العالمية مع تخوف من الركود.