"الميدان" يخسر جائزة الأوسكار..ويستمر بالنضال لتحقيق الثورة المصرية

منوعات
نشر
5 دقائق قراءة
"الميدان" يخسر جائزة الأوسكار..ويستمر بالنضال لتحقيق الثورة المصرية
مخرجة الفيلم المصري "الميدان" جيهان نجيم تلقي كلمة حول فيلمها الوثائقي في فندق "حياة ريجنسي بلازا" في 25 كانون الثاني/يناير العام 2014 في ولاية كاليفورنيا الأمريكية.Credit: Alberto E. Rodriguez/Getty Images for DGA

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- رغم أن فيلم "الميدان" الذي يتناول رحلة خبايا "ثورة 25 يناير" التي أطاحت بالرئيس المصري حسني مبارك في العام 2011، لترسو عند شباب الثورة، وحياة عدد من النشطاء في كفاحهم ضد الزعماء والأنظمة، وهم يخاطرون بحياتهم سعيا لبناء مجتمع ديمقراطي جديد، لم يتمكن من أن يفوز بجائزة الأوسكار بنسخته الـ86 لأفضل فيلم وثائقي، إلا أن مشاهد الفيلم يعيش تجربة النشوة بوضع حد لنظام فاسد استمر ثلاثين عاما في عهد الرئيس المصري السابق حسني مبارك. ثم يرى التحول في التحالفات بين مراكز القوى في الجيش، والإخوان المسلمين والثوريين العلمانيين، حيث تناضل كل مجموعة للسيطرة على وسط الميدان وسط الغاز المسيل للدموع والدبابات والذخيرة الحية.

ويرصد الفيلم حياة مجموعة من الرجال والنساء الذين يلتقون في الميدان، وينخرطون في التحرك لإسقاط مبارك، وكفاحهم ضد العسكر من جهة، وضد الإخوان من جهة ثانية.

وفي هذا السياق، قالت مخرجة الفيلم الأمريكية المصرية جيهان نجيم في مقابلة مع مقدم برنامج "غلوبال بابليك سكوير" في شبكة CNN فريد زكريا قبل إعلان النتائج في حفل توزيع جوائز الأوسكار ليل الأحد، إن "تجربة الفيلم كانت مسلية ومثيرة، وأعتقد أن هذا هو الدافع لإخراج فيلم والأحداث مستمرة." وأضافت نجيم أن "المرة الأولى عندما أردنا إنهاء الفيلم، كان لدى انتخاب مرسي. ولكن، هذا كان خط القصة السياسي، وليس بالضرورة الخط الأكثر إثارة، إذ بعدما كنا في طريقنا إلى صندانس لتقديم الفيلم الذي كان قد أصبح جاهزا، عادت جميع الشخصيات إلى الشارع من جديد، للقول إن هذا هو رئيسنا الذي تم انتخابه بحرية، لكنه يستخدم أدوات الديمقراطية لخلق ديكتاتورية أخرى، ونحن بحاجة لمحاسبة الحكومة. وهكذا، أصبحت القصة أعمق من ذلك بكثير، وأكثر إثارة للاهتمام وتعقيدا، حول ما يعني أن يكون المرء مواطنا لمساءلة الحكومة."

وردا على سؤال حول الفيلم الذي يصور إطاحة مبارك وجيشه، ومن ثم التظاهرات لإطاحة الرئيس المنتخب مرسي، وما هي إرادة الشعب، إذ من ناحية يبدو أنها الانتخابات، ومن ناحية أخرى يبدو أنها ضد الرئيس المنتخب؟ قالت نجيم: "أعتقد أن ما يحدث في مصر هو على غرار أي حركة في العالم، مثل حركة الحقوق المدنية، ومكافحة الفصل العنصري. وتستغرق الامور وقتا طويلا. ونحن نمر بالعديد من الأخطاء، وعرفنا كيفية إطاحة القادة. ولكن لم نصبح بعد جيدين في معرفة كيفية انتخاب القادة والإبقاء عليهم--جيهان نجيم-مخرجة "الميدان". وسنرى أين نذهب في المرحلة المقبلة، ولكن في النهاية أشعر أن الناس لديهم حق في الوصول الى نقطة حيث ندرك أننا بحاجة إلى التحرك نحو التعددية."

وأجابت نجيم على سؤال زكريا حول مصير الشخصيات في الفيلم والتي يؤيد بعضها الإخوان المسلمين، وما هو موقف هذه الشخصيات من نظام الجيش الذي يقمع حرية التعبير لجزء كبير من المصريين الذين صوتوا لصالح الإخوان المسلمين، أن هؤلاء الأشخاص رأوا أيضاً خلال خلال تجربة حكم الإخوان المسلمين قمع حريات التعبير، والإعتداء على الحقوق الإنسانية-- جيهان نجيم-مخرجة "الميدان".

وأما إذا كان ذلك يسبب الشعور بالإحباط لكلا الجانبين، فأوضحت نجيم: "نحن عالقون بين هذا الثنائي الذي كان موجود لفترة طويلة. هل نحن بحاجة الى قيادة دينية والتي ستأتي وتنظف وتنقي الحكومة، أم إلى رجل عسكري سيستخدم القوة ويكون رجلنا القوي، والفرعون الذي كان لدينا لـ5000 عام. أعتقد أن هدف الثورة كان محاولة لخلق مساحة وايجاد بديل. وأعتقد أننا ما زلنا نناضل من أجل ذلك."

وأكدت نجيم في إجابة حول إذا كان سيتم السماح لفيلمها بأن يعرض رسمياً في مصر، "أعتقد أن ما كان رائعا جدا حول ترشح الفيلم لجائزة الأوسكار، والاهتمام الدولي الذي حظي، سببه تسليط الضوء عليه في الصحف المصرية." وأشارت إلى أن "إصدار فيلم كهذا، يعالج مشاكل البشر، ويحكي عن القصص الإنسانية للأشخاص الذين يشاركون في المعركة من أجل حقوقهم الإنسانية، والعدالة الإجتماعية، والكرامة. إن مجرد النظر إلى ما يكافح هؤلاء الأشخاص من أجله بطريقة عميقة وشخصية، هو ما يؤنسن هؤلاء الأشخاص، ما يعتبر شيئاً ثميناً لكل المصريين."