جيري ماهر يكتب لـCNN: رداً على كلام روحاني.. لتشكيل تحالف دولي يستهدف حزب الله عسكرياً!

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
جيري ماهر يكتب لـCNN: رداً على كلام روحاني.. لتشكيل تحالف دولي يستهدف حزب الله عسكرياً!
Credit: LOUAI BESHARA/AFP/Getty Images

هذا المقال بقلم جيري ماهر، محلل سياسي وكاتب لبناني. المقال يعبر عن رأي الكاتب ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

لم يمر تصريح الرئيس الإيراني حسن روحاني مرور الكرام في لبنان فجاءه الرد  من رئيس الحكومة سعد الحريري عبر تغريدة على تويتر رفض فيها كلام الرئيس الإيراني جملةً وتفصيلاً حيث غرد الحريري قائلاً: ''قول روحاني أن لا قرار يتخذ في لبنان دون إيران قول مرفوض ومردود لأصحابه. لبنان دولة عربية مستقلة لن تقبل بأي وصاية وترفض التطاول على كرامتها'' .

هذا وجاء الرد الحريري على روحاني بعد كلمة القاها الأخير وبثها التلفزيون الرسمي الإيراني وقال فيها أن "مكانة الأمة الإيرانية في المنطقة اليوم أكبر من أي وقت مضى". وتساءل: "أين من الممكن، في العراق وسوريا ولبنان وشمال افريقيا والخليج الفارسي، اتخاذ قرار حاسم من دون أخذ الموقف الإيراني في الاعتبار؟"

كلام الرئيس الإيراني الذي نعتبره مساساً بالسيادة اللبنانية وتدخلا صريحاً وانتهاكاً لكافة المعاهدات الدبلوماسية، يؤكد ما تحدثنا عنه لسنوات عن حجم التوغل الإيراني في المنطقة العربية وسعيها للسيطرة على دولها وقراراتها لمصلحة مشروع إرهابي يقوده الولي الفقيه وساهم خلال سنوات بزرع التنظيمات الإرهابية في المنطقة العربية، بداية من حزب الله في لبنان والحوثي في اليمن والحشد الشيعي الإرهابي في العراق.

إن الوقاحة الإيرانية التي تجعل من شخص بمنصب رئيس جمهورية يقلل من شأن دولة عربية تجعلنا اليوم نزيد من تأكيدنا على التحالف مع المملكة العربية السعودية ودول عربية لمواجهة المشروع الإيراني الساعي إلى السيطرة على دولنا وزعزعة أمنها، والمطلوب من رئاسة الحكومة اللبنانية استدعاء السفير الإيراني في بيروت وتحميله رسالة احتجاج رسمية وتخفيض التمثيل الدبلوماسي الإيراني في بيروت وعدم السكوت عن مثل هذه التصريحات التي تزيد من غضب البيئة المناهضة للحزب وإيران في لبنان والتي يقودها اليوم من شمال لبنان الوزير السابق أشرف ريفي.

إن السكوت عن تصريحات روحاني في لبنان ستكون الخطوة الأولى على طريق الاستسلام الكامل للسياسة الإيرانية والخروج من العباءة السعودية العربية، وكان كلام الوزير السبهان قبل أيام واضحاً بهذا الخصوص ووضع اللبنانيين أمام خيارين، أما مع السعودية أو مع حزب الله الإرهابي وهنا الرسالة واضحة بأن المملكة لن تدعم لبنان الحر المستقل والرافض لسلاح حزب الله وسياسته وتبعياته لإيران ولكنها لن تقبل بدعم لبنان خاضع لسيطرة حزب إرهابي ومن خلفه دولة تسعى بكل قوتها وقدراتها إلى زعزعة أمن البحرين، السعودية، اليمن، العراق، سوريا وغيرهم من الدول العربية.

على الحكومة اللبنانية أن تتمتع بشيء من الشجاعة وترفع الصوت عالياً رفضاً للسياسات الإيرانية في لبنان ورفضاً لربط لبنان بالمشروع الإرهابي الفارسي، والتأكيد على الثوابت وعلى المبادئ العربية تحت ظل جامعة الدول العربية ومجلس التعاون لدول الخليج العربي.

إن المطلوب من المجتمع الدولي اليوم هو تشكيل تحالف يقود عملية عسكرية تواجه النفوذ الإيراني في لبنان وإنهاء التمرد العسكري لحزب الله في لبنان وإعادة الشرعية للمؤسسات، ولعل ذكرى مقتل الـ241 جندياً أميركياً على أيدي حزب الله في بيروت تكون حجر الأساس لإعلان هذا التحالف والبدء بعملية عسكرية دقيقة.

أعتقد أن هذا هو أفضل رد على كلمة الرئيس روحاني وهي عبر إنهاء أبنائه المنتشرين بيننا كالجراثيم الخبيثة، على هيئة ميليشيات عسكرية تعمل جاهدة كمرتزقة للمشروع الايراني في لبنان والعراق واليمن وسوريا.