عمان، الأردن (CNN) -- طلبت الحكومة الأردنية الأحد من نظيرتها الكازاخية، التحقيق في حادثة الاعتداء التي وقعت في مخيم تابع لإحدى شركات المقاولات في مدينة تنجيز، على عشرات العاملين والمهندسين من جنسيات مختلفة بينهم أردنيين وعرب، على خلفية قضية نشر صور وفيديو اعتبرت مسيئة لفتاة كازاخية عاملة.
وجاءت مطالبة وزارة الخارجية الأردنية وشؤون المغتربين بالتحقيق، بحسب بيان رسمي صدر عنها وتلقت CNN بالعربية نسخة منه، خلال استقبال أمين عام الوزارة الأردنية السفير زيد اللوزي، للسفير الكازاخي في عمّان، إيداربك توماتوف، الذي أبدى اعتذاره عن الحادثة، وفقا للبيان.
وطلب الأردن عبر اللوزي، من الدبلوماسي الكازاخي، توضيح حقيقة الحادثة وإعلان أسبابها للرأي العام والتأكيد على أن الأردنيين لا صلة لهم بالحادث الذي وصفه بأنه جاء على خلفية قضية "أخلاقية".
وجددت الحكومة الأردنية مطالبتها بحماية رعاياها، يعمل 107 منهم بين مهندس وفني ضمن مشاريع شركة اتحاد المقاولين CCC ومقرها الرئيسي اليونان.
وأعربت الحكومة الأردنية عن قلقها من تداعيات الحادثة، وضرورة إجراء تحقيق رسمي، لحفظ حقوق العاملين الأردنيين، فيما أبدى السفير الكازاخي تفهم بلاده واعتذارها عن الحادثة.
والتقى السفير الأردني في كازاخستان، يوسف عبد الغني، الأحد الأردنيين الذين تم نقلهم إلى منطقة تبعد 400 كم عن موقع الحادث، حيث تم تأمينهم في فندق يخضع لحماية السلطات المحلية، وفقا لبيان وزارة الخارجية الأردنية.
ونفت الخارجية عبر المتحدث باسمها سفيان القضاة، أن تكون صور الاعتداء ومقاطع الفيديو التي تم تداولها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، تعود للأردنيين، فيما أعلنت الخارجية عن استعدادها لإعادة أي من الأردنيين للمملكة إذا رغبوا في ذلك مع حفظ حقوقهم الوظيفية.
وأكدت الخارجية أن اجتماعا أمنيا سيعقد الاثنين بحضور أطراف أمنية وقضائية في كازاخستان للتحقيق في الاعتداء.
ويساور الأردنيين المتواجدين في منطقة أتراو التي نقلوا إليها، القلق حيال مصيرهم، وفقا لما أكده عدد منهم في حديث عبر اتصال مع الموقع، طالبين عدم الكشف عن أسمائهم.
وقال أحد المهندسين العاملين هناك لموقعنا، الاحد، إن الحادثة كانت مفاجئة للجميع، وأن قصة تسريب الصورة والفيديو المسيء انتشرت الجمعة، فيما تفاجأ العاملون في موقع المشروع بمئات العاملين المحليين وهم يتوجهون نحو العاملين من الجنسيات الاخرى بمن فيهم العرب والأردنيين، من أجل الاعتداء عليهم صبيحة السبت.
وانتقد المهندس، تأخر تعامل السلطات المحلية مع الحادثة، مشيرا إلى أن المعتدى عليهم تم نقلهم بعد وقوع الحادثة ( وقعت حوالي الساعة 9:15 صباحا بتوقيت كازاخستان) بساعات وأن نقلهم إلى فندق في مطقة أتراو جاء فجر اليوم التالي، بعد أن مكثوا في باصات لساعات أمام أحد المراكز الأمنية، وأشار المهندس، إلى تعرض بعضهم للمضايقات أثناء ذلك.
ونفى المهندس، صحة ما أعلنت عنه الخارجية الأردنية من تأمين الأردنيين خلال وقت قصير من وقوع الحادثة، فيما قال إن مقتنياتهم وجوازات سفرهم لاتزال في السكن الخاص بهم في موقع المشروع في تنجيز.