تطبيع السعودية وإسرائيل.. نظرة تحليلية لما هو على المحك لمحمد بن سلمان وبايدن ونتنياهو بمحاولة إعادة تشكيل الشرق الأوسط

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
تطبيع السعودية وإسرائيل.. نظرة تحليلية لما هو على المحك
05:53
تطبيع السعودية وإسرائيل.. نظرة تحليلية لما هو على المحك

ألقى مذيع CNN ومقدم برنامج GPS، فريد زكريا، نظرة تحليلية لما هو على المحك لكل من الرئيس الأمريكي جو بايدن وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجهود الرامية إلى التوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بين السعودية وإسرائيل، وما الذي قد يحدث في حال نجاح هذه الجهود.

وقال زكريا إن "البيت الأبيض يحاول الآن بذل جهد كبير آخر، والذي - في حالة نجاحه - سيكون بمثابة تغيير في قواعد اللعبة. التطبيع السعودي-الإسرائيلي. هناك العديد من التعقيدات التي يمكن أن تعرقل المفاوضات، لكن إذا تم التوصل إلى اتفاق، فإن أقوى قوة عسكرية وأكثرها تقدماً تقنياً في الشرق الأوسط، إسرائيل، ستتحالف مع أقوى قوة اقتصادية في المنطقة، المملكة العربية السعودية، التي لا تزال المورد الحاسم للنفط في العالم- كل ذلك تحت هندسة أمنية أمريكية. سيكون ذلك بمثابة فوز كبير لواشنطن".

وأضاف: "منذ أكثر من عقد من الزمن، كانت الولايات المتحدة تبحث عن دور في الشرق الأوسط لا يكون الدور شبه الإمبراطوري القديم، ومع ذلك، يؤمن المصالح الأمريكية في هذه المنطقة الحاسمة، مما يسمح لواشنطن بالتركيز على التحديات الأكبر التي تثيرها روسيا والصين. ومن خلال تنظيم تحالف أكثر ليونة بين إسرائيل والسعودية، يمكن لبايدن الاعتماد على هذين البلدين لترسيخ استقرار المنطقة اقتصاديًا وعسكريًا. هناك كلفة بالطبع وهي كبيرة. تريد المملكة ضمانات أمنية أمريكية وتكنولوجيا أمريكية لبناء صناعة الطاقة النووية، ويشمل ذلك التخصيب المحلي لليورانيوم الذي لم تقم الولايات المتحدة بتسهيله في أي بلد آخر".

وأشار زكريا إلى أن "العديد من البلدان التي لديها صناعات نووية محلية تعمل على تخصيب اليورانيوم، من الهند إلى فرنسا. إن ما أفهمه بناءً على مصادر في الحكومة الأمريكية هو أن الجانبين قريبان من الاتفاق بشأن القضية النووية - التي من المحتمل أن تشمل منشأة تخصيب خاضعة للسيطرة الأمريكية في السعودية. يقال إن المظلة الأمنية لن تحتوي على نسخة من ضمان المادة 5 لحلف الناتو، بل على التزام أكثر ليونة للرد واتخاذ الإجراءات في حالة تعرض المملكة لهجوم. سيتطلب ذلك لغة حذرة لضمان عدم تفعيل هذه البنود إذا تسببت السعودية في حدوث أزمة كما حدث في السنوات الأخيرة. وسيتضمن بعض الضمانات بأن السعودية يمكنها تلبية المصالح الأمريكية بشأن سعر النفط واستبعاد المنشآت الصينية من أراضيها وإبقاء تسعير النفط بالدولار. وبافتراض أنه يمكن التغلب على هذه القضايا، ستفتح واشنطن مظلتها الأمنية أمام المملكة".

كما أكد أنه "منذ عقيدة كارتر عام 1980، التي أعلنت أن الخليج منطقة ذات أهمية حيوية للولايات المتحدة، أدركت واشنطن أن التدخل في الخليج من قبل قوة معادية من شأنه أن يهدد دماء الحياة الاقتصادية للعالم الصناعي. عندما وقع مثل هذا الهجوم ضد الكويت في عام 1990، والذي كان يهدد السعودية بشكل مباشر، فقد هبت الولايات المتحدة، في الواقع، لإنقاذ الرياض".

ونوّه زكريا إلى أن "التحدي الأكبر هو مع إسرائيل. سيتم إبرام هذه الصفقة مع الحكومة اليمينية الأكثر تطرفًا في تاريخ إسرائيل. حكومة تحاول تغيير التركيبة الدستورية للبلاد وتتحرك لجعل الدولة الفلسطينية أمرًا مستحيلًا. لكن السعودية والولايات المتحدة لديهما الكثير من النفوذ. إسرائيل تحتاج إلى هذه الصفقة أكثر منهما، وعلى وجه الخصوص، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يواجه احتجاجات جماعية ومحاكمة قائمة وائتلاف لا يهدأ من المتشددين. إذا عملت واشنطن والرياض معًا، فقد يكون بمقدورهما تشكيل تحالف جديد بين الولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل من شأنه أيضًا أن يحقق تقدمًا أكبر في الحقوق الفلسطينية، الأمر الذي لم يتحقق منذ عقود".

وشدد مذيع CNN على أنه "ينبغي على كل من الرياض وواشنطن أن يوضحا لنتنياهو أنه يتعين عليه اتخاذ خطوات صارمة لإبقاء المسار مفتوحًا لحل الدولتين. وهذا يعني تجميد توسيع المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية ووضع حد لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية غير القانونية وفتح المناطق الخاضعة حالياً للسيطرة الإسرائيلية للسماح للفلسطينيين بتوسعة مدنهم داخل الضفة الغربية. وهذا من شأنه أن يثير غضب شركاء نتنياهو الأكثر تشددًا في الائتلاف والذين يريدون ضم الضفة الغربية بأكملها".

وتابع بالقول: "لكن هناك مخرج من الطريق المسدود كما أخبرني مارتن إنديك، سفير الولايات المتحدة الأسبق إلى إسرائيل - حيث ينبغي على بايدن أن يقدم لنتنياهو صفقة استراتيجية كبيرة تتضمن اتخاذ إجراء بشأن القضية الفلسطينية ويدع نتنياهو يفكر في كيفية إدارة ائتلافه أو كيفية كسره وتشكيل ائتلاف جديد. ما يقترحه بايدن هو الأفضل للولايات المتحدة والسعودية وإسرائيل. لا ينبغي السماح للمتطرفين في حكومة نتنياهو باستخدام حق النقض (الفيتو) ضده".

وفيما يتعلق بنتنياهو، أشار زكريا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يعتمد على نظرية أن السعودية لا تهتم فعلًا بالفلسطينيين وستبيعهم مقابل تنازلات كلامية رمزية. لكنه قد يكون مخطئًا بهذا الافتراض، إذ أبقى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان رجال الدين بعيدًا بينما فتح البلاد ونفذ إصلاحات اقتصادية واجتماعية كبيرة. قد لا يرغب في إثارة غضبهم بالتخلي عن الفلسطينيين أيضاً. وإذا أصر، فمن الممكن أن يدعمه بايدن، ومن المحتمل أن يوضح بعض أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين لنتنياهو أن ثمن تصديق مجلس الشيوخ هو حركة حقيقية بشأن حل الدولتين. وفي هذه الحالة، سيتعين على نتنياهو أن يقرر ما الذي يريده أكثر: تقدم تاريخي حقاً في أمن إسرائيل أو إبقاء ائتلافه المتطرف المثير للجدل على قدميه".

نشر