ماذا قال أوباما عن قطع إسرائيل الغذاء والماء عن سكان غزة؟

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة

(CNN)--  قال الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، الاثنين، إن قرار الحكومة الإسرائيلية بـ"قطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين في غزة لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب فمن الممكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل، ويقوض الجهود طويلة المدى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

وأضاف أوباما، في بيان يعد من تعليقاته المطولة حول الأحداث الجارية منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه، أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن مواطنيها ضد مثل هذا العنف الوحشي (هجوم حماس)، وأنا أؤيد تماما دعوة الرئيس بايدن للولايات المتحدة لدعم حليفتنا منذ فترة طويلة في ملاحقة حماس، وتفكيك قدراتها العسكرية، وتسهيل العودة الآمنة لمئات الرهائن إلى أسرهم".

وتابع: "لكن حتى ونحن ندعم إسرائيل، ينبغي لنا أيضا أن نكون واضحين بشأن الكيفية التي ستشن بها إسرائيل هذا القتال ضد حماس، وهو أمر مهم، ومن المهم على وجه الخصوص كما أكد الرئيس بايدن مرارا وتكرارا أن تلتزم الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية بالقانون الدولي، بما في ذلك تلك القوانين التي تسعى إلى تجنب موت أو معاناة السكان المدنيين، إلى أقصى حد ممكن".

وذكر أن "التمسك بهذه القيم أمر مهم في حد ذاته، لأنه عادل أخلاقيا ويعكس إيماننا بالقيمة المتأصلة في كل حياة إنسانية، والتمسك بهذه القيم أمر حيوي أيضا لبناء التحالفات وتشكيل الرأي العام الدولي وكلها أمور بالغة الأهمية لأمن إسرائيل على المدى الطويل".

وذكر أوباما أن "هذه مهمة صعبة للغاية، فالحرب مأساوية دائما، وحتى العمليات العسكرية المخطط لها بعناية غالبا ما تعرض المدنيين للخطر، وكما أشار الرئيس بايدن خلال زيارته الأخيرة لإسرائيل، فإن أمريكا نفسها فشلت في بعض الأحيان في الوفاء بقيمنا العليا عندما انخرطت في الحرب، وفي أعقاب أحداث 11 سبتمبر/ أيلول، لم تكن الحكومة الأمريكية مهتمة بالاستجابة لنصيحة حتى حلفائنا عندما يتعلق الأمر بالخطوات التي اتخذناها لحماية أنفسنا من تنظيم القاعدة".

ولفت إلى أن "العالم يراقب عن كثب الأحداث الجارية في المنطقة، وأي استراتيجية عسكرية إسرائيلية تتجاهل الخسائر البشرية قد تأتي بنتائج عكسية في نهاية المطاف".

وتابع: "قُتل بالفعل آلاف الفلسطينيين في قصف غزة، وكان العديد منهم من الأطفال، وأُجبر مئات الآلاف على ترك منازلهم".

وقال إن "قرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الغذاء والماء والكهرباء عن السكان المدنيين الأسرى لا يهدد بتفاقم الأزمة الإنسانية المتفاقمة فحسب فمن الممكن أن يزيد من تصلب المواقف الفلسطينية لأجيال، ويؤدي إلى تآكل الدعم العالمي لإسرائيل ويقوض الجهود طويلة المدى لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة".

وأضاف: "لذلك فمن المهم أن يقوم أولئك منا الذين يدعمون إسرائيل في وقت حاجتها بتشجيع استراتيجية يمكن أن تشل قدرة حماس مع تقليل المزيد من الخسائر في صفوف المدنيين".

وتابع: "يعد سماح إسرائيل الأخير بدخول شاحنات الإغاثة إلى غزة، والذي نتج جزئيا عن جهود دبلوماسية لإدارة بايدن من وراء الكواليس، خطوة مشجعة، لكننا بحاجة إلى مواصلة قيادة المجتمع الدولي في تسريع وتيرة المساعدات والإمدادات الحيوية لسكان غزة اليائسين بشكل متزايد".