ما المتوقع من الجولة الرابعة للمفاوضات حول سد النهضة؟.. خبير يرد

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
ما المتوقع من الجولة الرابعة للمفاوضات حول سد النهضة؟.. خبير يرد
صورة أرشيفية لسد النهضة الإثيوبيCredit: AMANUEL SILESHI/AFP via Getty Images

القاهرة، مصر (CNN)--  بدأت، الاثنين، الجولة الرابعة من مفاوضات بشأن سد النهضة الإثيوبي بين مصر والسودان وإثيوبيا بهدف التوافق على قواعد ملء وتشغيل السد، وتأتي هذه الجولة رغم انتهاء المدة المحددة من قبل مصر وإثيوبيا للتوافق على القواعد، دون التوصل لحلول خلال الجولات الثلاثة الماضية.

واستبعد خبير مياه مصري، التوصل لاتفاق نهائي "في ظل التعنت الإثيوبي ومماطلة لاستكمال باقي مراحل ملء السد".

وأعلنت إثيوبيا في إبريل/ نيسان 2011 إطلاق مشروع بناء السد على فرع النيل الأزرق لتخزين مياه لزيادة حجم إنتاجها من الكهرباء، إلا أن مصر والسودان اعترضتا على السد لـ"تخوفهما من تأثيره على حصة البلدين من المياه"، خاصة أن القاهرة "تعاني من ندرة المياه تصل إلى 50% من احتياجاتها المائية، وتأتي على رأس قائمة الدولة القاحلة فهي الأقل من حيث معدل هطول الأمطار بين دول العالم"، وفقا لبيان سابق لوزارة الخارجية المصرية.

واستمرت المفاوضات بين الدول الثلاثة حتى توصلوا لاتفاقية مبادئ عام 2015 ملزمة بالتوصل لاتفاق حول السد "لا يتسبب في ضرر لأي طرف"، في هذه الأثناء استكملت إثيوبيا بناء السد وبدأت منذ عام 2020 إجراءات ملء السد 4 مرات، مع رفض مصري وسوداني لهذه "الخطوات الأحادية في المل".

وفي 13 يوليو/ تموز الماضي، اتفق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مع رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على "بدء مفاوضات عاجلة للانتهاء من الاتفاق حول ملء سد النهضة وقواعد تشغيله خلال 4 شهور، مع تعهد إثيوبيا بعدم إلحاق ضرر مصر والسودان أثناء ملء السد خلال العام الهيدرولوجي 2023/2024"، وفقا لبيان للرئاسة المصرية.

وقال أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، عباس شراقي، إن "هذه الجولة هي الأخيرة في هذه المفاوضات التي كان من المقرر لها الانتهاء الشهر الماضي، غير أنه تم مدها شهر إضافي أملا في التوصل لاتفاق".

واستضافت القاهرة الجولتين الأولى والثالثة من مفاوضات سد النهضة خلال أغسطس/ آب وأكتوبر/ تشرين الأول الماضيين، فيما استضافت العاصمة الإثيوبية أديس أبابا الجولة الثانية في سبتمبر/ أيلول الماضي، وخلال الجولات الثلاثة أعلنت مصر "عدم تحقيق تقدم يذكر في المفاوضات".

وأبدى شراقي، في تصريحات خاصة لـ"CNN بالعربية"، "عدم تفاؤله بالتوصل لاتفاق ملزم لإثيوبيا خلال هذه الجولة من المفاوضات، في ظل عدم إحراز أي تقدم خلال الجولات الثلاثة الماضية، إضافة إلى صدور تصريحات رسمية من وزارة الري المصرية أكدت فيه تراجع إثيوبي عن بعض النقاط السابقة التي تم الاتفاق عليها"، مضيفا: "أرى أن الجولة الرابعة من المفاوضات تحصيل حاصل مثل غيرها من الجولات السابقة، والموقف الإثيوبي يزداد تعنت ومماطلة لاستكمال باقي مراحل الملء".

وفي بيان رسمي سابق، أكدت وزارة الري المصرية، أن الجولة الثالثة من المفاوضات التي جرت في سبتمبر بإثيوبيا "شهدت تراجعا عن عدد من التوافقات التي سبق التوصل إليها بين الدول الثلاث في إطار العملية التفاوضية، مع الاستمرار في رفض الأخذ بأي من الحلول الوسط المطروحة وكذا الترتيبات الفنية المتفق عليها دوليا التي من شأنها تلبية المصالح الإثيوبية اتصالا بسد النهضة دون الافتئات على حقوق ومصالح دولتي المصب".

وذكر عباس شراقي أن "إثيوبيا قدمت طلبات جديدة في مفاوضاتها الأخيرة مع مصر منها تحديد الحصص المائية لدول المصب، وتقاسم لمياه النيل، وهذه البنود لم تكن ضمن المفاوضات، التي كان من المفترض أن تناقش قواعد ملء وتشغيل السد، بعدما أصبح السد أمرا واقعا"، مضيفا أن "إثيوبيا خزنت المياه 4 مرات وصلت كميتها إلى 41 مليار متر مكعب، وتعتزم خلال فصل الصيف المقبل بدأ الملء الخامس والأخير مما يعني أنها حققت مستهدفها من ملء وتخزين السد".

وتابع أن "مصر والسودان يحاولان التوصل لاتفاق مع إثيوبيا حول الملء والتفريغ لسد النهضة خلال السنوات المقبلة دون الإخلال بحصتهما المائية، وفي الوقت نفسه التوصل لاتفاق حول قواعد إنشاء دول المصب سدود مائية خاصة وأن إثيوبيا تعتزم بناء سدود جديدة".