محكمة بريطانية تدين نمساويا بمحاولة التجسس على قناة إيرانية معارضة

الشرق الأوسط
نشر
4 دقائق قراءة
محكمة بريطانية تدين نمساويا بمحاولة التجسس على قناة إيرانية معارضة
صورة أرشيفية لعناصر من الشرطة البريطانية Credit: Robert Perry/Getty Images

(CNN) -- أدانت محكمة بريطانية رجلا نمساويا بمحاولة التجسس على قناة "إيران إنترناشيونال"، وهي قناة إيرانية مستقلة وجهت انتقادات إلى النظام الإيراني.

وقالت شرطة لندن، في بيان، الأربعاء، إن تحقيقاتها خلصت إلى "إدانة الرجل الذي حاول القيام باستطلاع عدائي في الموقع السابق للقناة الناطقة بالفارسية في لندن".

وأثارت قناة "إيران إنترناشيونال" غضب النظام الإيراني بسبب تغطيتها للاحتجاجات في إيران، ووصفتها الحكومة الإيرانية بأنها "إرهابية".

ونقلت القناة مكتبها في غرب لندن إلى واشنطن في فبراير/ شباط بعد أن أبلغتها شرطة لندن بوجود تهديدات أمنية خطيرة لصحفييها.

وقالت الشرطة إن المواطن النمساوي ماغوميد حسين دوفتاييف البالغ من العمر 31 عاما، قام بزيارة إلى مكتب القناة في 11 فبراير، وشعر حراس الأمن بالقلق بعد التحدث معه واتصلوا بالشرطة التي ألقت القبض عليه.

وذكرت السلطات أن لقطات كاميرات المراقبة التي تم الحصول عليها في وقت لاحق أظهرت دوفتاييف وهو يصور مقاطع فيديو للمبنى.

ولم تعثر الشرطة على أي مقاطع فيديو من هذا القبيل على الجهاز الذي تمت مصادرته من دوفتاييف، معتقدة أنه ربما "التقط مقطع فيديو من خلال تطبيق على هاتفه ولم يترك أي أثر".

وقال رئيس مكتب شرطة لندن: "لم يذكر دوفتاييف قط من الذي كان يعمل لصالحه أو معه، ولم نتمكن من العثور على دليل آخر على ذلك، لكننا وجدنا ما يكفي من الأدلة لإظهار لهيئة المحلفين أنه كان هناك للقيام بأنشطة ذات صلة بالإرهاب".

وأُدين دوفتاييف بـ"محاولة جمع معلومات من المحتمل أن تكون مفيدة بهدف الإرهاب"، بحسب الشرطة، ومن المقرر أن يصدر الحكم عليه، الجمعة.

وواجهت "إيران إنترناشيونال" تهديدات محتملة في الآونة الأخيرة، بما في ذلك تلك التي نشرتها قناة ITV News البريطانية، الخميس، والتي كشفت تفاصيل مؤامرة مزعومة نيابة عن النظام الإيراني لاغتيال اثنين من مقدمي البرامج السابقين في "إيران إنترناشيونال".

وزعمت قناة ITV أن اثنين من الجواسيس المقيمين في سوريا قاما بتجنيد "مهرب أشخاص" لزرع سيارة مفخخة خارج استوديوهات القناة في أكتوبر/ تشرين الأول 2022.

وتبين أن المهرب كان عميلا مزدوجا كان يعمل أيضا لصالح وكالة استخبارات غربية لم يذكر اسمها، حيث أحبط مؤامرة الاغتيال.

وبعد اكتشاف مدى الحراسة المشددة التي تخضع لها استوديوهات "إيران إنترناشيونال"، تغيرت الخطة في اللحظة الأخيرة لتقتل الصحفيين طعنا في منزليهما.

ولا تستطيع شبكة CNN التحقق بشكل مستقل من تقارير ITV والتي زعمت أنها حصلت على مقاطع فيديو ورسائل متبادلة كجزء من المؤامرة.

وفي المقابل، قالت السفارة الإيرانية في لندن، الخميس، في بيان، إنها "ترفض بشكل قاطع" ما تصفه بـ "الاتهامات التي لا أساس لها" التي وجهتها القناة.

وأضافت أن "إيران، كدولة مسؤولة، ملتزمة بالتزاماتها وفقا للقانون والأعراف الدولية بعدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي دولة".

ومن غير المعروف ما إذا كان المواطن النمساوي المدان مرتبطا بهذا المخطط المزعوم.

وقالت "إيران إنترناشيونال"، في بيان، الأربعاء: "لن تخيفنا التهديدات، سيواصل صحفيونا تقديم الأخبار المستقلة وغير الخاضعة للرقابة التي يستحقها الشعب الإيراني".

وأضافت: "الحكم الصادر اليوم يبعث برسالة واضحة مفادها أن المملكة المتحدة تظل معقلاً لحرية التعبير حيث لن يتم التسامح مع التهديدات ضد الصحفيين".