ماذا نعلم عن المحادثات "الحاسمة" لمدير CIA مع مسؤولين من إسرائيل ومصر وقطر بشأن غزة في فرنسا؟

الشرق الأوسط
نشر
8 دقائق قراءة
ماذا نعلم عن المحادثات "الحاسمة" لمدير CIA مع مسؤولين من إسرائيل ومصر وقطر بشأن غزة في فرنسا؟
صورة أرشيفية لويليام بيرنز Credit: AL DRAGO/POOL/AFP via Getty Images

(CNN)--  تعتبر اجتماعات مدير وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) ويليام بيرنز خلال الأيام المقبلة مع رئيسي الاستخبارات الإسرائيلية والمصرية ورئيس الوزراء القطري علامة على التقدم المستمر في الوقت الذي يضغط فيه البيت الأبيض من أجل التوصل إلى اتفاق.

ويتعين علينا أن نرى ما إذا كانوا حاسمين في التوصل إلى اتفاق، وقد أعرب المسؤولون عن حذرهم من أن المناقشات كانت متقلبة حتى الآن، وأن العقبات لا تزال قائمة أمام التوصل إلى اتفاق يمكن أن تتفق عليه جميع الأطراف.

ومن بين النقاط الشائكة الرئيسية: أن إسرائيل مصرة على أنها لا تستطيع الموافقة على وقف دائم لإطلاق النار في غزة، وهو المطلب الرئيسي لحركة"حماس"، ومن غير الواضح كيف سيتم حل هذا الاختلاف الكبير.

ومع ذلك، تم إحراز تقدم بشأن معايير صفقة الرهائن التي ستتم على 3 مراحل، وتشمل إطلاق سراح المدنيين والجنود وجثث الرهائن الذين ماتوا أثناء احتجازهم.

ومن المتوقع أن تعقد اجتماعات بيرنز مع مدير الموساد ديفيد بارنياع ومدير الاستخبارات المصرية عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبدالرحمن آل ثاني في فرنسا خلال عطلة نهاية الأسبوع، وفقا لمصدرين مطلعين.

 ورفضت وكالة الاستخبارات المركزية التعليق على سفر بيرنز .

وكان لبيرنز وبارنياع دور محوري في اتفاق نوفمبر/تشرين الثاني الذي أدى إلى وقف القتال لمدة أسبوع مقابل إطلاق سراح أكثر من 100 رهينة.

وهذه المحادثات هي الأحدث في سلسلة من الجهود الدبلوماسية الأخيرة لإطلاق سراح أكثر من 100 رهينة متبقين مع التحرك نحو وقف طويل الأمد للأعمال العدائية.

وتعد موجة النشاط هذه بمثابة الجهد الأكثر كثافة منذ أشهر للتوصل إلى اتفاق يمكن أن يغير بشكل كبير مسار الحرب في غزة.

وفي حديثه من البيت الأبيض بعد ظهر الجمعة، وصف المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الامريكي جون كيربي المحادثات الجارية بأنها "مثمرة ولكنها لم تصل بعد إلى نقطة النجاح".

وقال كيربي: "نحن متفائلون بشأن التقدم، لكنني لا أتوقع - ولا ينبغي لنا أن نتوقع - أي تطورات وشيكة".

وأضاف أن بايدن تحدث مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي وكذلك أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني لمناقشة محادثات الرهائن الجارية.

وتابع: "نواصل بذل كل ما في وسعنا لتسهيل صفقة رهائن أخرى مثلما فعلنا في نوفمبر"، وأضاف أن بريت ماكغورك منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط سيعود إلى واشنطن، الجمعة، بعد اجتماعات في المنطقة، ووصف كيربي تلك المحادثات بأنها "مجموعة جيدة من المناقشات".

وأضاف: "على كل المستويات، من الرئيس إلى أسفله، نحن نبذل كل ما في وسعنا لإعادة هؤلاء الأمهات والآباء والأبناء والبنات والإخوة والأخوات إلى ديارهم وعائلاتهم، قلوبنا معهم، وبالطبع مع أحبائهم، وكذلك مع جميع الفلسطينيين الأبرياء الذين ما زالوا محاصرين في هذه الحرب".

وقال مصدر دبلوماسي، لشبكة CNN، إنه من المتوقع أن يسافر رئيس الوزراء القطري إلى واشنطن الأسبوع المقبل.

 ولعبت قطر دور الوسيط الرئيسي في المحادثات مع "حماس".

ويأمل المسؤولون الأمريكيون الآن في وقف القتال لفترة أطول بكثير، معتقدين أن ذلك يمكن أن يوفر مساحة لتدفق المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة بالإضافة إلى استمرار المناقشات حول مستقبل الحملة الإسرائيلية ضد "حماس" ومستقبل غزة.

وتعمل قطر ومصر والولايات المتحدة على محاولة إيجاد أرضية مشتركة في المقترحات التي طرحتها قبل عدة أسابيع كل من "حماس" وإسرائيل، وفقا لمسؤول مطلع على المناقشات الجارية.

 وفي الأسبوع الماضي، أرسلت قطر أفكارها إلى كل منهما، بما في ذلك الإطار الزمني لوقف إطلاق النار لمدة شهرين والذي سيشهد إطلاق سراح الرهائن على مراحل.

وفي البداية سيتم إطلاق سراح من تبقى من النساء والأطفال والمسنين، تليها مرحلة أخرى تشمل الجنود الإسرائيليين وجثث الرهائن القتلى.

وفي المقابل، سيتم إطلاق سراح الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية في صفقة تبادل ثلاثة مقابل واحد، على غرار الاتفاق الذي تم التوصل إليه العام الماضي، حسبما قال مصدر ثان مطلع على الأمر، الذي قال إن العملية ستستغرق حوالي شهر.

وستصاحب كل مرحلة وقفة للقتال وتوصيل المساعدات إلى شمال غزة وجنوبها.

لا تزال هناك عقبات

وكانت النقطة الشائكة الرئيسية بالنسبة لـ"حماس" هي رفض إسرائيل مناقشة إنهاء الحرب بعد وقف مؤقت لإطلاق النار.

 وقال المسؤول إن تركيز إسرائيل كان على محاولة مناقشة مرحلة واحدة في كل مرة - مع ما يصاحب ذلك من توقف مؤقت وإطلاق سراح السجناء - في حين دفعت "حماس" من أجل خطة شاملة تشمل موافقة إسرائيل على إنهاء الحرب ضد "حماس".

وكجزء من المقترحات التي تتم مناقشتها حاليا، فإن نهاية عملية إطلاق سراح الرهائن ستأتي مع وقف دائم لإطلاق النار، وهي خطوة لم تكن إسرائيل مستعدة للموافقة عليها.

وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يوآف غالانت إن الحرب قد تستمر لبقية العام، إن لم يكن حتى عام 2025. 

وكان نتنياهو صريحا بشكل متزايد في رفضه لإقامة دولة فلسطينية، وهي بند ذو أولوية بالنسبة لبايدن والولايات المتحدة.

وتضغط إدارة بايدن علانية على إسرائيل للانتقال إلى مرحلة أقل كثافة من العمليات، بما في ذلك من خلال الاتصالات الهاتفية بين بايدن ونتنياهو.

وبصرف النظر عن مصلحة إدارة بايدن الخاصة في رؤية إطلاق سراح 6 رهائن إسرائيليين أمريكيين، يرى المسؤولون الأمريكيون أن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن هو المفتاح للتوصل إلى وقف كبير في القتال من شأنه أن يساعد في تدفق المساعدات الإنسانية ويسمح للفلسطينيين للعودة إلى منازلهم التي دمر الكثير منها.

ولكن مع وجود طرفين لديهما أولوياتهما الخاصة، بالإضافة إلى 3 وسطاء رئيسيين على الأقل، هناك مجموعة معقدة من الأفكار والمقترحات والمبادرات التي يتم طرحها.

وقال المسؤول: "هذه الأشياء مائعة للغاية، وتتغير في كل دقيقة".

ويبقى أن نرى ما إذا كان بإمكان جميع الأطراف التوصل إلى اتفاق، وستجري المحادثات على خلفية التوترات المتجددة بين إسرائيل وقطر، والتي أثارها تسجيل مسرب يُزعم أنه نتنياهو ينتقد الدولة الخليجية.

وتأتي مناقشات بيرنز وماكغورك مع اللاعبين الإقليميين وسط توترات بين إسرائيل وقطر بشأن تسجيل مسرب يقال إنه لرئيس الوزراء الإسرائيلي ينتقد قطر.

وفي التسجيل، الذي تم بثه على التلفزيون الإسرائيلي، يصف صوت يُزعم أنه لنتنياهو قطر بأنها "إشكالية"، ويقول المتحدث أيضا إنه "غاضب جدا من الأمريكيين" لتجديدهم وجودهم في قاعدتهم العسكرية في قطر دون الحصول على امتياز بشأن الرهائن من البلاد.

 ولم تتمكن CNN من التحقق من أن الصوت الموجود في التسجيل المسرب يعود لبنيامين نتنياهو.

وفي ردها على التسجيل، قالت قطر إن نتنياهو "يقوض جهود الوساطة" في الحرب بين إسرائيل و"حماس".

وكرر البيت الأبيض يوم الخميس امتنانه لقطر، التي عملت كوسيط رئيسي في محادثات الرهائن، ردا على التسجيل المسرب، و قال كيربي، في بيان، مساء الخميس: "قطر شريك رئيسي في المنطقة، نحن ممتنون لدعمهم لجهودنا المستمرة لمحاولة إخراج الرهائن من غزة ولم شملهم مع عائلاتهم".