العاهل الأردني: أي هجوم إسرائيلي على رفح سيؤدي إلى كارثة إنسانية أخرى

الشرق الأوسط
نشر
8 دقائق قراءة

(CNN) --  قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، إن أي هجوم إسرائيلي على مدينة رفح سيؤدي إلى "كارثة إنسانية أخرى"، وأضاف أن "الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب".

وأضاف الملك عبدالله الثاني، في تصريحات صحفية مشتركة مع الرئيس الأمريكي جو بايدن عقب قمة عقدت في البيت الأبيض، الاثنين، أن "الحرب على قطاع غزة التي تعد واحدة من أكثر الحروب تدميرا في التاريخ الحديث لا تزال مستمرة"، مؤكدا أنه "لا يمكننا أن نقف متفرجين وندع هذا الوضع يستمر"، وفقا لبيان نشره الديوان الملكي الأردني.

وأكد العاهل الأردني على "ضرورة وقف إطلاق النار بشكل دائم الآن"، مشددا على أن "هذه الحرب يجب أن تنتهي"، وذكر أن "الوضع الحالي لا يمكن احتماله بالنسبة لأكثر من مليون شخص تم تهجيرهم إلى رفح منذ بداية الحرب"، مؤكدا أن الأردن ينظر إلى "الخطر المحتمل بتهجير الفلسطينيين إلى خارج غزة والضفة الغربية بقلق شديد وهو أمر لا يمكن أن يتم السماح به". 

وحث على "العمل بشكل طارئ وعاجل لضمان إيصال المساعدات بكميات كافية وبصورة مستمرة إلى قطاع غزة عبر كل المداخل الحدودية وبشتى الآليات الممكنة"، معربا عن شكره لـ"دعم الولايات المتحدة لهذه الجهود".

وذكر أن "القيود المفروضة على المساعدات الإغاثية والطبية الحيوية تسببت بتفاقم الوضع الإنساني المأساوي في غزة"، وأكد على وجوب استمرار تلقي وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) الدعم المطلوب لتمكينها من القيام بدورها ضمن تكليفها الأممي، معتبرا أن "أية وكالة أممية لا تستطيع أن تقوم بالعمل الذي تقوم به (الأونروا) لإغاثة سكان غزة في هذه الكارثة الإنسانية".

وأوضح أن "عمل الأونروا حيوي أيضا في مواقع أخرى بخاصة الأردن، التي تقدم خدماتها لنحو 2.3 مليون لاجئ فلسطيني مسجل في المملكة".

وأكد على ضرورة "عدم تجاهل الوضع في الضفة الغربية والأماكن المقدسة بالقدس"، وقال إن "التصعيد المستمر للمستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية والأماكن المقدسة في القدس والتوسع في بناء المستوطنات غير القانونية سيؤديان إلى الفوضى بالمنطقة بأكملها".

وأشار أنه "لا يمكن القبول بالفصل بين الضفة الغربية وغزة، مبينا أن سبعة عقود من الاحتلال والقتل والدمار بصورة لا شك فيها أثبتت أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام دون أفق سياسي، وأن الحلول العسكرية والأمنية ليست الحل ولن تقود أبدا إلى السلام".

وقال إن "قتل المدنيين الأبرياء، بما في ذلك هجمات 7 أكتوبر/ تشرين الأول لا يمكن أن يقبل بها أي مسلم"، منوها إلى أهمية "ضمان ألا يتكرر رعب الأشهر الماضية الذي يجب ألا يقبل به أي إنسان".

وذكر: "علينا العمل مع شركائنا من الأشقاء العرب والمجتمع الدولي على تكثيف الجهود للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، والبدء فورا بالعمل لإيجاد أفق سياسي يؤدي إلى السلام العادل والشامل وفقا لحل الدولتين".

وأكد أن "قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، وعاصمتها القدس الشرقية، لتعيش إلى جانب إسرائيل بأمن وسلام، هو الحل الوحيد الذي سيضمن الأمن والسلام للفلسطينيين والإسرائيليين وللمنطقة بأسرها".

وأشار إلى "القيادة المحورية" للرئيس الأمريكي في التعامل مع هذا الصراع، مؤكدا أن "الأردن كما هو دوما مستعد للعمل معكم لتحقيق السلام".

وأكد العاهل الأردني أن زيارته تحمل "معنى إضافيا، إذ يحتفل الأردن والولايات المتحدة الأمريكية بمرور 75 عاما على الشراكة الاستراتيجية الاستثنائية بينهما"، وقال "كنا نأمل أن نشهد هذه المناسبة المهمة في ظل ظروف أفضل في منطقتنا وفي العالم".

ومن جانبه، قال الرئيس الأمريكي إنه ناقش مع العاهل الأردني "صفقة الرهائن بين إسرائيل وحركة (حماس)، والتي من شأنها أن تجلب فترة هدوء فورية ومستمرة إلى غزة، لمدة 6 أسابيع على الأقل، والتي يمكننا بعد ذلك أن نأخذ الوقت الكافي لتحويلها إلى شيء أكثر استدامة".

وأضاف بايدن: "على مدى الشهر الماضي، أجريت اتصالات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وكذلك مع قادة مصر وقطر لدفع هذا الأمر إلى الأمام".

وتابع: "العناصر الرئيسية للصفقة مطروحة على الطاولة، وهناك فوارق بين المواقف لا تزال قائمة، لكنني شجعت القادة الإسرائيليين على مواصلة العمل لإنجاز الصفقة، والولايات المتحدة ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق ذلك".

وعلق الرئيس الأمريكي على التقارير التي تتحدث عن أن إسرائيل تدرس القيام بتوغل عسكري في رفح، وأكد على أنه "لا ينبغي المضي قدما دون خطة ذات مصداقية لضمان سلامة ودعم أكثر من مليون شخص يحتمون بالمدينة"، وأضاف: "لقد نزح العديد من الأشخاص إلى هناك، هربا من العنف في الشمال، وهم الآن مكتظون في رفح، معرضين للخطر ومعرضين للخطر، إنهم بحاجة إلى الحماية"، وأضاف: "لقد كنا واضحين أيضا منذ البداية - نحن نعارض أي تهجير قسري للفلسطينيين من غزة".

وقال بايدن إنه يعمل "ليلا نهارا" مع الملك عبدالله لإعادة الرهائن الذين تحتجزهم "حماس" إلى وطنهم وضمان التوصيل الآمن للمساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة.

وشكر الرئيس الأمريكي العاهل الأردني على قيامه شخصيا بالمشاركة في إنزال الإمدادات الطبية جوا إلى غزة.

ودعا بايدن السلطة الفلسطينية إلى إجراء إصلاحات، وقال: "يجب على الفلسطينيين أيضا اغتنام الفرصة، وكما ناقشت مع الملك اليوم، يجب على السلطة الفلسطينية إجراء إصلاحات عاجلة حتى تتمكن من تقديم الخدمات بشكل فعال للشعب الفلسطيني في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة". 

وأضاف: "بمجرد انتهاء سيطرة حماس على غزة، يجب عليهم الاستعداد لبناء دولة تقبل السلام ولا تؤوي جماعات إرهابية مثل حماس والجهاد الإسلامي".

وقال البيت الأبيض، في بيان، إن الرئيس الأمريكي والعاهل الأردني ناقشا "آخر التطورات في غزة، وأكدا التزامهما بالعمل معا للتوصل إلى نهاية دائمة للأزمة، وتحقيق سلام دائم يتضمن حل الدولتين مع ضمان أمن إسرائيل، وتسهيل إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة".

وأضاف البيان أن بايدن والملك عبدالله الثاني بحثا "أهمية الاستقرار في الضفة الغربية وفي المنطقة على نطاق أوسع"، وشدد الرئيس الأمريكي على "أهمية الحفاظ على الوضع الراهن في الحرم القدسي الشريف/جبل الهيكل، مع الاعتراف بدور الأردن الحاسم باعتباره الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية في القدس"، وأكد بايدن على "دعم الولايات المتحدة الثابت للأردن وشعبه".

يذكر أن العاهل الأردني هو أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر.