دبلوماسي سعودي سابق مثلي غاضب من أوباما

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
دبلوماسي سعودي سابق مثلي غاضب من أوباما
Credit: GETTY IMAGES

(CNN)-- لا يبدو الدبلوماسي السعودي السابق علي أحمد العسيري راضيا عن "جدية" الرئيس الأمريكي باراك أوباما فيما يتعلق بدعم حقوق المثليين والسحاقيات، وذلك على هامش زيارة الأخير إلى المملكة العربية السعودية والتي اختتمها السبت.

ويكافح العسيري منذ سنوات طويلة من أجل الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة التي يقيم فيها منذ رفضه الامتثال لأمر المسؤولين عنه عندما كان يشتغل قبل سنوات في بعثتها الدبلوماسية السعودية لديها.

ويقول العسيري إنّ يخشى على حياته في حال العودة إلى السعودية بسبب نظام العقوبات المتعلقة بالمثلية الجنسية هناك.

وقال العسيري في مقابلة أجريت عبر الهاتف "أنا من أكثر المناطق ظلمة في الأرض. لقد تم غسل أدمغتنا بكوننا نحتكم على أفضل نظام وأن القوانين التي تم سنها اعتمادا على الشريعة تأتي من الله--علي أحمد العسيري-دبلوماسي سعودي سابق. ولكنهم يعلموننا كره الآخر. لقد جئت إلى الولايات المتحدة لتنظيف دماغي."

وينحدر العسيري من عائلة متوسطة محافظة تتألف من والديه وثلاثة أشقاء وثلاث شقيقات، عاش جميعهم في إطار محافظ يرفض حتى مجرد مشاهدة التلفزيون والاستماع إلى الموسيقى. وقال "عندما بلغت الثالثة عشرة من عمري شعرت بميولي الجنسية ولكنني اعتقدت أنه مجرد شعور سيختفي والمشكلة أنه لا يمكنك التحدث في مثل هذه الأمور."

ودرس العسيري القانون ثم تخرج واشتغل مساعدا قضائيا في إحدى محاكم السعودية ثم غادر وظيفته في غضون أشهر "لأنني كنت غاضبا من النظام المعتمد في تسليط العقوبات على المدانين."

وبعد أن غير وظيفته ليعمل في مكتب النيابة العمومية ثم غادرها بسبب "عدم ارتياحه" لكونه كان يجبر على حضور إساءات تلحق بالمتهمين، قرر العمل في السلك الدبلوماسي "لأنه الوسيلة التي تمنحني فرصة الخروج من البلاد."

التحق العسيري بوزارة الخارجية السعودية وتزوج إحدى مواطناته وأنجب منها صبيا، لكنه قرر في 2004 الطلاق لأنه يرغب في "أن يعيش حياته التي يرغب فيها" وجرت نقلته إلى القنصلية السعودية في لوس أنجلوس.

هناك، وفق ما كتب في عرضية طلب اللجوء، أصبح العسيري يعيش حياتين بعد أن تعرف عن كثب على تجمعات المثليين "فكنت على مدى أربع سنوات، دبلوماسيا نهارا وفي الليل أزور أماكن المثليين وكنت أبلغ أصدقائي أنني من إيطاليا أو من أمكنة أخرى ولكن ليس من السعودية."

وفي عام 2009، تصادمت حياتا العسيري المزدوجتان عندما تعرف على صديقه وانتقل للعيش في وست هوليود. لكن سريعا ما بدأ زملاء العمل يتساءلون عن حياته الشخصية خارج العمل.

وعندما انتهت صلاحية جواز سفره، وبعد أن قدمه للمصالح القنصلية لتجديده، لم يتلق أي ردّ، قبل أن يتم إبلاغه بأن حياته في الولايات المتحدة انتهت وأن عليه العودة إلى المملكة، وهو ما رفضه، متهما زملاؤه بالتحرش به معبرا عن مخاوفه على حياته.

ولذلك قرر العسيري أن يطلب اللجوء، وأثناء جلسة الاستجواب التي خضع لها، ركز موظفو الهجرة طيلة ثماني ساعات على عمله في المحاكم السعودية والنيابة العمومية هناك.

وقبل ذلك، وفي 1994، كان الدبلوماسي محمد الخليوي، السكرتير الأول السابق في بعثة بلاده لدى الأمم المتحدة، آخر سعودي يحصل على اللجوء السياسي بعد أن انتقد علنا سجل الرياض الحقوقي وكذلك ما قال إنه دعم منها للإرهاب.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2011، رفضت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية الموافقة على طلب العسيري. ووفق وثيقة الرد التي حصلت CNN على نسخة منها، قالت الحكومة الأمريكية للعسيري "هناك أدلة تشير إلى أنكم أمرتم، (أو) حرضتم، (أو) ساعدتم (أو) شاركتم في محاكمة آخرين على أساس العرق أو الدين أنو الجنسية أو الانتماء لمجموعة اجتماعية أو على أساس رأي سياسي--رد الحكومة الأمريكية على طلب اللجوء."

وإثر ذلك بشهرين وقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على قرارات تدعم حقوق المثليين والسحاقيات. واعتبر أوباما أنّه من واجبه حماية هذه الفئة من البشر من جميع أشكال التفرقة والعنف وحماية حياتهم.

واستغرق الأمر حتى فبراير/شباط، حتى يحصل العسيري على موعد جلسة استماع تتعلق باستئناف كان قد تقدم به. وخلال الجلسة عرضت ضابطة الهجرة على العسيري أن يبقى في الولايات المتحدة بصفة دائمة من دون أن يكون الحق في الحصول على بطاقة الهجرة الخضراء أو اللجوء. كما أنه لن يكون مسموحا له بمغادرة البلاد. وعندما رفض العرض، طلبت الضابطة أن يتم التأجيل إلى جلسة مقبلة لتعرض مزيدا من الوثائق. وسيكون على العسيري أن ينتظر العام المقبل.

والآن لا يستطيع العسيري تأمين حاجياته الأساسية بوظيفته حيث أنه يعمل حارسا أمنيا بصفة جزئية، وينام على أرائك منازل أصدقائه في وست هوليود، فيما ترفض طليقته السماح له حتى بالتحدث لابنه.

وقال "رغم معيشتي الصعبة، إلا أنه لا مجال للعودة إلى السعودية. لو أعود وأقول أنا مثلي وفخور بذلك، ولم أعد متدينا فهذا يعني القتل حسب الشريعة وستكون سعيدا لو تم قتلك على الفور."

ويقول علي أحمد، وهو منشق سعودي يساعد العسيري، إنّ الدبلوماسي السابق ضحية لرغبة الولايات المتحدة في عدم إغضاب الحكام السعوديين--علي أحمد-منشق سعودي.

وقال العسيري إنه كان يعلق آمالا على إعلان أوباما دعمه للمثليين، وهو ما عزز من آماله في الحصول على اللجوء في الولايات المتحدة. وقال "عندما تقدم أوباما للانتخابات عام 2008، ساندته وشجعت جميع أصدقائي الناخبين على التصويت له. والآن لم أعد أقوى حتى على الوقوف أمام الشاشة لرؤيته. أنا غاضب. لقد قال إنه يدعم حقوق المثليين، فلماذا يحدث كل هذا لي؟"

ولم ترد كل من السفارة السعودية في واشنطن والقنصلية السعودية في لوس أنجلوس على اتصالاتنا الهاتفية، فيما رفضت وزارة الأمن الداخلي الأمريكية التعليق، قائلة إنّ حالات طلب اللجوء سرية.