العربي عشية مؤتمر إقليمي بالأردن: سنبحث آليات تأسيس شبكة عربية لإدارة الأزمات

الشرق الأوسط
نشر
7 دقائق قراءة
تقرير هديل غبون
العربي عشية مؤتمر إقليمي بالأردن: سنبحث آليات تأسيس شبكة عربية لإدارة الأزمات
Credit: CNN

عمان، الأردن (CNN)-- رفض أمين عام جامعة الدول العربية، نبيل العربي، استخدام كلمة "التفاؤل" حيال ما سيؤول إليه مسار التفاوض بين الفلسطينيين والاسرائيليين مع قرب عقد جلسة طارئة لوزراء الخارجية العرب الاربعاء للاستماع إلى موقف الرئاسة الفلسطينية في هذا الشأن، فيما أعرب عن سعادته وذهوله من مستوى غرفة إدارة الأزمات الكبرى في الأردن.

وجاءت تصريحات العربي خلال مقابلة صحفية حضرها موقع CNN بالعربية، مساء الأحد في العاصمة الأردنية، عمان بحضور الأمين العام المساعد لشؤون الاعلام الدكتورة هيفاء أبو غزالة، قبيل ساعات من انطلاق مؤتمر إقليمي بمشاركة 18 دولة عربية لبلورة مقترح بإنشاء شبكة عربية لإدارة الأزمات وبطلب من الأردن.

وبين العربي أن المؤتمر الذي ستنطلق اعماله الاثنين، سيبحث آليات تأسيس الشبكة، قائلا: "هذا موضوع هام جدا يهم كل الدول العربية.. هناك أزمات سياسية وكوارث طبيعية وحرائق وغيرها ولابد للدول العربية أن تنسق فيما بينها وقد سعدت وذهلت بمدى التقدم الذي أحرزته الأردن في هذا الموضوع وغرفة الأزمات في الأردن تضاهي ويمكن أن تتفوق على أي غرفة أزمات في العالم ولذلك تأسيس شبكة هو لصالح كل الدول العربية." نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية

وتقع غرفة إدارة الأزمات في دابوق غرب العاصمة عمان تحت الأرض على أربع طوابق، وتعتبر مركز عمليات كبرى محصن ويرتبط بمختلف الدوائر الرسمية في البلاد.

ولفت العربي أن تفاصيل إنشاء الشبكة ستطرح عل طاولة النقاش خلال المؤتمر، حيث من المتوقع أن تترك قضية الانضمام للشبكة إلى كل دولة، مؤكدا أن التنسيق سيكون عند إنشاء الشبكة بين الدول العربية، على مستوى تبادل المعلومات والتنسيق وفي القضايا المختلفة السياسية منها وغيرها.

كما يأتي المشروع، بحسب العربي، امتدادا لغرفة الأزمات التي أطلقتها الأمانة العامة في الجامعة في نوفمبر 2012 بدعم من الاتحاد الاوروبي، مرجحا أن تكون الجامعة العربية مقرا للشبكة.

وفي سياق الزيارة إلى المملكة، التقى العربي العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، بحثا فيها نتائج القمة العربية التي عقدت الشهر الماضي في الكويت، وتداعيات الأزمة السورية، إضافة إلى ملف التفاوض بين الاسرائيليين والفلسطينيين.

وقال العربي، إن للأردن دور رئيسي ومحوري في المفاوضات، قائلا إن العاهل الأردني أطلعه على قضايا عديدة، دون ان يكشف عنها، واكتفى بالقول: "جلالة الملك أطلعني على بعض الأمور لا أستطيع الحديث عنها الاردن لديه دور محوري ولدى الأمريكيين واسرائيل وفلسطين به ثقة.. الدور الذي يقوم به هام جدا وأرجو ان يستمر بهذا الدفع وبهذا القوة."

وفيما تزامن حديث العربي مع تقارير إعلامية كشفت فيها نواب في البرلمان الأردني نقلا عن العاهل الأردني الأحد، بأن هناك مساران متوازيان للمفاوضات احدهما "فلسطيني إسرائيلي والآخر "أردني إسرائيلي"، أشار العربي إلى أنه من الصعب التكهن بما سيؤول إليه التفاوض مع نفاد المدة المقررة نهاية الشهر الجاري.

وقال: "لا أستطيع القول بأن الموقف الحالي من المفاوضات ميؤوس منه أو من الممكن أن يطرأ عليه تحسنا أو أنه سينجح.. لكن ما أستطيع قوله  بأنه كان هناك جزء من الاتفاق بالإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى الفلسطينيين ولكن اسرائيل تراجعت بحجة أن هناك 14 منهم من فلسطينيي 48 والقدس." نبيل العربي، الأمين العام لجامعة الدول العربية

ولفت العربي إلى ان اجتماع الوزراء الخارجية العرب المقرر الأربعاء بطلب من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ستستمع فيه الجامعة إلى موقف الفلسطينيين مما وصلت إليه عملية التفاوض.

وقال: "أعتقد أن أبو مازن سيطلب دعم الجامعة العربية لكن في أي اتجاه لا نعلم."

وفي السياق ذاته، كشف العربي عن اتصال هاتفي تلقاه من وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الأحد، تحدث فيه الأخير، عن الاتفاقيات الدولية الخمسة عشر التي وقعتها السلطة الفلسطينية قبل أيام، ملمحا إلى أن الطرف الأمريكي اعتبرها عاملا سلبيا مؤثرا في "مسار التفاوض."

وعن هذا أضاف: "لابد من الثناء على الجهود الكبيرة التي يبذلها كيري في سياق الالتزام بالأجندة الزمنية لبحث إطار التفاوض.. إسرائيل تسعى لكسب الوقت.. وقد قلت لكيري اليوم أن توقيع أبو زمان الاتفاقيات الدولية تحرك دبلوماسي طبيعي لأن فلسطين لديها عدد كبير من السفارات في الخارج وحظيت بأغلبية 138 في الأمم المتحدة."

ورأى العربي أن موقف إسرائيل من الفلسطينيين لا يقارن بأي موقف آخر، حتى بالموقف من سوريا، وقال: "أنا لا استخدم كلمة تفاؤل، كل اتفاق ومعاهدة في طرف اسرائيلي إلى آخر لحظة يمكن ان يتوقف أنا تفاوضت مع اسرائيل 16 عاما في موضوعات مختلفة وهم مزعجين وموقفهم مع سورية والأردن لا يقارن مع الفلسطينيين."

ووصف العربي محاولات اسرائيل نزع السيادة الهاشمية عن المقدسات الاسلامية والفلسطينية في القدس "بالخسيسة"، مشيرا الى أن هناك تحرك مماثل تقوم به اسرائيل لنزع اعتراف من الفاتيكان بالكنيسة الكاثوليكية في القدس.

وعلق قائلا: "نحن نعارض ذلك وأنا متأكد أن جلالة الملك عبد الله الثاني سيناقش ذلك خلال زيارته إلى الفاتيكان."

أما فيما يتعلق بالملف السوري، فقد حمل العربي مجلس الأمن الدولي المسؤولية الكاملة عن استمرار معاناة السوريين والقتال، وقال: "نحن كجامعة عربية حاولنا منذ البداية وقف القتال وضغطنا وأوفدنا مراقبين حتى 2012 وللأسف الشديد أغلقنا الملف وهو اليوم بيد مجلس الأمن."

كما رأى العربي أن محاولة الطرفين الأمريكي والروسي لإيجاد مخرج للأزمة السورية كان محط شكوك بالنسبة له، قائلا: "إن الأردن يتحمل ما لا تتحمله دولة في العالم نتيجة تدفق اللاجئين السوريين، وبواقع نحو زيادة  مضافة تقدر بربع سكان الأردن."

 وبشأن الخلافات الخليجية، قال العربي: إن هناك اتصالات جانبية غير معلنة "ليس ملما بها ولن يعلن عنها، فيما أشار الى أنه لم يسمع عن طلب وساطة أردنية لاحتواء هذا الخلاف.

إلى ذلك، اعتبر العربي أن مصر تمر بمرحلة انتقالية وأنها ما تزال بحاجة إلى الوصول إلى الحكم الرشيد، وقال: "أعتقد أن الوضع الحالي في مصر فيه حرية ربما زائدة عن اللزوم... والمرجو أن تنفذ خارطة الطريق بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، مع أنه يهمني أن تنتج أحزابا جديدة تمد جذورها في الأرض لأن مصر ليس فيها أحزاب قوية."