هل تذكرون سوريا؟.. هل فقد العالم اهتمامه بالنزاع الدموي هناك؟

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
هل تذكرون سوريا؟.. هل فقد العالم اهتمامه بالنزاع الدموي هناك؟
Credit: AHMED DEEB/AFP/Getty Images

أتلانتا، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)- مع توتر الأوضاع في مناطق أخرى في الإقليم، بجانب الأزمة الأوكرانية، انصرف التركيز الدولي عن الحرب السورية، حيث يتواصل نزيف الدم مع سقوط المزيد من القتلى الذين تجاوزت حصيلتهم 100 ألف قتيل.

وأعاد "قيصر"، الذي يقدم نفسه على أنه منشق من الجيش السوري، تذكير الكونغرس الأمريكي بجرائم النظام، خلال جلسة استماع أمام لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الامريكي الأسبوع الماضي، بعرضه صور ضحايا التعذيب والتنكيل في أقبية المعتقلات السورية.

ويزعم "قيصر" أنه قام بتهريب ما لا يقل عن 50 ألف صورة، ذكر البيت الأبيض أنها توحي بعمليات قتل وتعذيب على نطاق واسع من قبل نظام الرئيس السوري، بشار الأسد، وقال النائب الديمقراطي، أليوت انجيل: "أردنا النظر بعيداً.. لكن لا ينبغي علينا"، وأضاف رئيس اللجنة، اد رويس: "لن ننسى أبداً الشعب السوري."

ولا يتفق ناشطون مع التصريح الأخير، مع تواري الأزمة السورية للخلف، واتهم أوبي شاهبندر، مستشار بالائتلاف السوري المعارض في واشنطن، المجتمع الدولي بتجاهل ما يحدث في سوريا، والسماح للنظام السوري، و"تنظيم الدولة الإسلامية " – داعش – سابقاً بالإفلات من "جرائم ضد الإنسانية."

وأضاف: "هناك قلق حقيقي من أن المذابح اليومية لنظام الأسد، أصبحت، فجأة، مقبولة من قبل الأسرة الدولية كواقع جديد"، فحتى الأمم المتحدة تجد صعوبة في إحصاء حصيلة ضحايا النزاع العام الماضي، في حين أشار متحدث باسم المنظمة الأممية إلى صعوبة الحصول على أرقام موثوق بها، مرجحاً إمكانية تحديث الحصيلة هذا الشهر.

وقدر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" مقتل 1600 شخص خلال عشرة أيام فقط في يوليو/ تموز الفائت، بالإضافة إلى أكثر من 115 ألف قتيل، قضوا منذ بدء الانتفاضة ضد نظام الأسد في مارس/ آذار 2011.

وتشير تقارير من سوريا إلى جرائم تقشعر لها الأبدان، من صلب في العلن، وعرض رؤوس مفصولة فوق أعمدة، فكيف يسمح المجتمع الدولي بنسيان صراع دائر منذ أكثر من ثلاثة أعوام؟.. بررها آل تومكينز، من معهد بوينتر للصحافة"، بتعدد الأزمات قائلاً: "هناك عدد من الأزمات في وقت واحد.. أكبرها ما يجري الآن بين حماس وإسرائيل، ثم هناك طائرة أسقطت فوق أوكرانيا.. والأزمة السورية لا تزال تتواصل."

وأضاف سبباً آخر وهو صعوبة دخول وسائل الإعلام إلى سوريا، وقال في هذا الصدد: "الوضع خطير وصعب.. تغطية قصص سوريا مكلفة"، واستدرك قائلاً: "نسيان أزمة لا يعني أنها أقل أهمية."

ودعا وزير العدل الأمريكي، أريك هولند، الشهر الماضي، واشنطن على أخذ تحذيرات "تنظيم الدولة الإسلامية" على محمل الجد، محذراً من أن انعكاسات الحركة المتشددة قد تطال الغرب.

وربما تزايد تواري الأزمة السورية للخلف، في مايو/ أيار الماضي،  بعد نقض قرار مجلس الامن الدولي إحالة الأزمة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وهي الخطوة الأولى نحو تقديم منتهكي حقوق الإنسان في سوريا للعدالة، في خطوة أثارت حفيظة البعض، من بينهم رئيس لجنة التحقيق الدولية المستقلة بشأن سوريا، باولو بينيرو، الذي صرح بإحدى شهاداته: "ما نشدد عليه هو أنه إذا لم يتم التعامل مع شأن المساءلة في هذا النزاع، فهذا يعني عدم احترام للضحايا، وللسكان المدنيين، من يدفعون ثمن وطأة هذا الصراع."

وتعود سوريا لمحط الاهتمام تدريجياً مع ادانة مجلس الأمن الدولي في مايو/ أيار الماضي شحنات نفط قامت بها المليشيات المسلحة في كل من سوريا والعراق، والتحذير من ما قد تمثله عائدات المبيعات من دعم إلى  "تنظيم الدولة الإسلامية"، بجانب قرار المنظمة الدولية إدخال مساعدات إنسانية إلى سوريا، دون موافقة مسبقة من النظام، كما أعلن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، عن 378 مليون دولار إضافية لدعم الشعب السوري.

ودعا تومكينز أمثال "قيصر" للتقدم قدماً، مضيفاً: "قصة دون صور هي قصة ضائعة.. طالما هناك صور للحفاظ على حركة السرد.. فستظل دوماً في المقدمة"، على حد قوله.