القاهرة، مصر (CNN)- حالة من الحذر والترقب تسود المشهد المصري، عقب دعوات الرياض للتهدئة بين القاهرة والدوحة، بعد عام ونصف من اتساع هوة الخلاف بينهما، وذلك من إجراءات لتنفيذ نتائج اتفاق تكميلي أعلنه الديوان الملكي السعودي، يهدف لوحدة الصف والتوافق العربي.
وفي حين قال الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي: "دعونا ننتظر ونرى نتائج اتفاق الرياض بشأن قطر"، فإن بعض وسائل الإعلام المصرية أعلنت عن رصدها لأداء قناة "الجزيرة"، فيما تبثه وتنقله حول الشأن الداخلي المصري.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو لمذيع بقناة الجزيرة يقاطع متصل، وصف الانتخابات الرئاسية الأخيرة بالبلطجة، "بأن هناك واقع جديد ورئيس منتخب، كما ستجرى انتخابات برلمانية في بداية العام المقبل."
وقال المحلل السياسي، عمار على حسن، إن هناك ترقب للخطوات التي ستتخذها الدوحة، بإجراءات عملية وتنفيذية، يطمئن لها الجانب المصري، وذلك بالتوقف عن ما وصفه بـ"دعم جماعة الإخوان مالياً وإعلامياً"،، وعدم التدخل في الشأن الليبي، واتخاذ إجراءات لبناء الثقة حيال الوضع الاقتصادي.
وأكد عمار علي حسن، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، على أهمية التزام الجانب المصري بالتهدئة، وذلك من بعض إعلاميين بالقنوات الخاصة، الذين كانوا يوجهون السباب ويهاجمون الأسرة الحاكمة.
وأوضح أن كلا البلدين حريصان على إبقاء الباب مفتوحاً، حيث لم تقم مصر بسحب سفيرها، ولم تتأثر العمالة هناك، كما خففت الدوحة من حدة اللهجة الإعلامية، وأبعدت بعض عناصر تنظيم الإخوان، وساندت السلطات المصرية في ملف حقوق الإنسان في جنيف.
وقال إن اتفاق الرياض ينعكس على الوضع الأمني، حيث بات الإرهاب يهدد الجميع في المنطقة بلا استثناء، ولن تكون قطر بمنأى عنه، لافتاً إلى أن التفاهم الغربي مع إيران وظهور تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، المسمى بـ"داعش"، والملف السوري، وسقوط الإخوان وعدم تمكنهم من الوصول الى الحكم في دولة تلو الأخرى، عجلت باتخاذ هذه الخطوة.
من جهته، قال المحلل السياسي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، محمد عز العرب لـCNN بالعربية، إن اتفاق الرياض يهدف لتحويل المصالحة الخليجية إلى مصالحة عربية، ويرى أن واحدة من المحددات التي تعيقها هي وجود توتر في العلاقات بين القاهرة والدوحة.
وأوضح أن الاتفاق يستهدف إيجاد نوع من التهدئة بين البلدين، بعد عام ونصف شابها التوتر في العلاقات بشكل معلن وليس مكتوماً، انعكس على تغطية قناة الجزيرة للشأن الداخلي المصري، واعتبار ما حدث في 30 يونيو/ حزيران 2013، بأنه "انقلاب عسكري"، فضلا عن محاولة إيواء عناصر تابعه لتنظيم الإخوان الهاربين من العدالة.
وتابع بالقول: "لابد بالمقابل أن يكون هناك التزام من بعض الأصوات المصرية، التي تسعى للإضرار بالعلاقات الثنائية، فضلاً عن الحد من أدوار مشعلي الحرائق."
وأوضح العرب أن السياسات العملية هي ما ستوضح الالتزام بهذا الاتفاق، حيث تدرك الرياض أن السياسة القطرية، لا يمكن أن تتغير بين عشية وضحاها، ذلك على الرغم من تحول نسبي بموقفها، حيث يحتاج جناح الشيخ تميم لبعض الوقت لأن يثبت نفوذه في مواجهة جناح الأمير الوالد، و بالتالي يمكن التعويل على تغيير السياسة القطرية بشكل تدريجي.