المغرب.. الريسوني وشمس الدين الجزائري لا يمانعان بتخصيص مقابر للملحدين

الشرق الأوسط
نشر
3 دقائق قراءة
المغرب.. الريسوني وشمس الدين الجزائري لا يمانعان بتخصيص مقابر للملحدين
Credit: CNN

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تناغم رأي رجل الدين شمس الدين الجزائري مع وجهة نظر نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين والقيادي بحركة التوحيد والإصلاح، الذراع الدعوي لحزب العدالة والتنمية، أحمد الريسوني، الذي اعتبر تخصيص مقابر "مدنية" خاصة بالملحدين المغاربة، أمرا "مقبولا ومعقولا".

وقال شمس الدين، في اتصال هاتفي مع CNN بالعربية: "يجوز دفن الملحدين في مقبرة خاصة بغير المسلمين،" مستندا في ذلك إلى ما كان معمولا به في الحضارة الإسلامية، أين "كانوا يخصصون مقبرة لغير المسلمين سواء كانوا ملحدين أو مرتدين"، وذلك لأنه "لا يجوز دفنهم مع المسلمين".

وأوضح شمس الدين، الذي يقدم برنامجا تلفزيونيا على قناة النهار، أن "علماء الدين في القديم لم يخصصوا مقبرة للملحدين وحدهم، بل خصصوا مقبرة لغير المسلمين يدفن فيها الملحد والمرتد، صونا لكرامة الإنسان، بعدم ترك جثته مرمية على الأرض لتكون عرضة للحيوانات."

وكان الريسوني نشر تدوينة على صفحته في فيسبوك، يعتبر فيها تخصيص مقبرة خاصة بالملحدين أمرا "معقولا ومقبولا"، معللا كلامه، قائلا "المذاهب الفقهية الإسلامية متفقة على أن غير المسلمين لا يجوز دفنهم في مقابر المسلمين، وكذلك لا تجوز صلاة الجنازة على جثامينهم، ولا يجوز إدخالها إلى المساجد أصلا".

وجاء حديثه هذا، تعقيبا على "تصريحات لأحد الحقوقيين المغاربة، وهو يمثل منظمة حقوقية عالمية، طالب فيه بتخصيص مقابر مدنية خاصة للملحدين المغاربة المتوفين، حتى لا يدفنوا في مقابر إسلامية وبالطريقة الإسلامية، على اعتبار أن ذلك حق من حقوق الإنسان".

وبحسب الريسوني، الذي يحظى بمتابعة واسعة في المغرب وخارجه، فإن "المقابر الإسلامية هي أرض وقفية محبَّسة على دفن الموتى المسلمين، والتقيد بشروط المحبسين ومقاصدهم واجب بلا خلاف"، وأشار أيضا، إلى أن "هذه المسَلَّمات لا تحتاج إلى وصية أو طلب من الملحد أو من أصدقائه وأهل ملته".

وتساءل الريسوني في تدوينته، قائلا "مقابر المسلمين أصبحت مكتظة لا تتسع حتى للمسلمين، فكيف يُزاد فيها الموتى الملحدون، وهم يشكلون أذية وإهانة للموتى المسلمين"، مشددا على أن "الموتى الملحدون لا مكان لهم في مقابر المسلمين ولا في مساجدهم، حتى لو رغبوا أو رغب أقاربهم في ذلك".

وخلُص الريسوني في الأخير، إلى أنه "من حق الملحدين أن يَدفنوا موتاهم كيف شاؤوا وأين شاؤوا، بعيدا عن مساجد المسلمين ومقابرهم وطقوسهم. فإن لم يفعلوا، فمن حق المسلمين أن يتعاملوا مع الجثث المتعفنة المهملة بما يحفظ البيئة ويدفع الأذى".