محامي الكنيسة القبطية يكشف تفاصيل مشروع قانون بناء الكنائس في مصر

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
محامي الكنيسة القبطية يكشف تفاصيل مشروع قانون بناء الكنائس في مصر
Credit: GETTY IMAGES

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- وافقت الحكومة المصرية على مشروع قانون تنظيم بناء وترميم الكنائس، الأسبوع الماضي، وأكد مجلس الوزراء، أن الموافقة تأتى في ضوء أحكام الدستور، وبعد التوافق الكامل عليه مع ممثلي مختلف الكنائس، وذلك بعد أيام من رفض الكنيسة واعتراضها على تعديلات سابقة من جانب الحكومة اعتبرتها تشكل خطرا على الوحدة الوطنية.

ومن المقرر إرسال القانون إلى مجلس النواب لإقراره خلال دورة الانعقاد الحالية للبرلمان طبقا لنص المادة 235 من الدستور، والتي تنص على أن يصدر مجلس النواب في أول دورة انعقاد له قانوناً لتنظيم بناء وترميم الكنائس، بما يكفل حرية ممارسة المسيحيين لشعائرهم الدينية.

وجاءت موافقة الحكومة بعد يوم واحد من إصدار المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية برئاسة البابا تواضروس الثاني بيانا، أعلن فيه التوصل إلى توافق حول الصياغة النهائية لمشروع قانون بناء وترميم الكنائس مع الحكومة، وذلك في جلسة خاصة حضرها 105 من أعضاء المجمع البالغ عددهم 126 عضوا.

وأكد إيهاب رمزي وهو أحد محامي الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في مصر، على توافق الكنيسة والحكومة على قانون بناء وترميم الكنائس بعد استجابة مجلس الوزراء لمطالب الكنيسة، كما عدلت في بعض مواده من ضمنها تقنين أوضاع كافة الكنائس المقامة والمقام بها شعائر دينية وترخيصها. 

وأضاف رمزي، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه سيتم أيضا تشكيل لجنة برئاسة رئيس الوزراء لحل مشكلات الكنائس المقامة والموقوفة وعددها يصل إلى حوالي 54 كنيسة للأقباط الأرثوذكس، سواء بقرار من الأمن أو التي تخضع لهيئة الآثار على أن تقوم بتوفيق أوضاع هذا الكنائس خلال عام.

وقال إن التعديلات عالجت مسألة شكل الكنيسة فيما يتعلق بوضع صليب وقبة وذلك طبقا لقواعد وتقاليد كل طائفة، ولكن يظل موقف المحافظ كما هو بالقانون الجديد، والذي حدد أن يتم الحصول على تصريح ببناء كنيسة من المحافظ بعد موافقة الجهات الأمنية، ولكن تم التعديل على طريقة الطعن على قرار المحافظ.

وأوضح رمزي أن "القانون سيتم تطبيقه بعد موافقة مجلس النواب الذي سيعرض عليه القانون الأسبوع الجاري، على أن يتم مناقشته مرة أخرى بعد عام لمدى جدية الدولة وحتى نرى أن هذا القانون صالح في صورته الحالية أم تظل المشاكل والتعسفات قائمة".

وأضاف أن البرلمان سيناقش القانون قبل انتهاء دورة البرلمان الحالية، وفقا للالتزام الدستوري حيث تم مد فترة الانعقاد حتى يتم الانتهاء من مناقشة القانون حيث كان من المقرر أن تنتهي بعد عشرة أيام.

من جهة أخرى، قال الناشط والمحامي القبطي نجيب جبرائيل رئيس المركز المصري لحقوق الإنسان، إن بيان المجمع المقدس بشأن قانون بناء الكنائس جاء "غامضا وغير شفاف" حيث توجد 5 نقاط خلافية أساسية لم يتم توضيحها في القانون الذي سيعرض على مجلس النواب.

وأضاف جبرائيل، في تصريحات خاصة لـCNN بالعربية، أنه "تم تعديل المادة الأولى فقط بأن تبنى الكنيسة وفقا للتقاليد الكنسية، كما تم وصفها بأنها مبنى داخل سور تمارس به الشعائر الدينية، وتابع: "طالبنا إضافة أن يعلو المبنى صليب وقبة ومنارة بها جرس وهو ما لم يرد في بيان الكنيسة حتى موافقة مجلس الوزراء".

وحول ما إذا كان يقصد بالتقاليد الكنسية كل ذلك، أوضح الناشط القبطي أن "هذا اجتهاد مع النص، فربما تأتى حكومة سلفية وتأكد أن النص لا يتضمن ذلك"، مشيرا إلى مواقف سابقة عند ترميم إحدى كنائس المنيا في عام ٢٠١٤ من تدخل بعض السلفيين لطلب ألا يكون هناك قبة أو صليب أو جرس بالكنيسة.

وقال إنه لم يتم إدخال تعديلات على النقاط الخلافية الأخرى، وإن المركز المصري لحقوق الإنسان وبعض الائتلافات طالبو الكنيسة بإصدار بيان لتوضيح موقفها من القانون بعد موافقة مجلس الوزراء".

وأضاف أن المجلس وبعض القوى المدنية ستلجأ إلى القضاء الإداري والمحكمة الدستورية لإلغاء هذا القانون، مشيرا إلى النقاط الأخرى والخاصة ببناء الكنيسة وفقا لعدد السكان من الأقباط، ورأى أنه "يتعارض مع مفهوم المواطنة، وأيضا مع أماكن ومناطق بها أقليات مسيحية قد تمنع من تأدية الشعائر، إذ قد تكون أقرب كنيسة على بعد ١٢ كيلومترا مثلا".

وذكر أنه "لم يتم تعديل النص الخاص بأن تكون سلطة بناء الكنائس في يد المحافظ بعد الحصول علي رأى الجهات المعنية، وهو ما أدى لتعطيل إصدار تراخيص بسبب الموافقات الأمنية خلال السنوات الماضية".