طهران، إيران (CNN) -- نشر وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، مقالا في صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية حمل عنوان "لنخلص العالم من الوهابية" شن فيه هجوما على المملكة العربية السعودية عبر اتهامها "بنشر الوهابية" التي تحولت إلى أيديولوجيا تعتنقها الحركات المسلحة في العالم، معتبرا أن الإشكالية لا تتمثل في الصراع بين السنة والشيعة بل بين السنة والوهابيين.
وقال ظريف إن ما وصفها بـ"الوهابية المسلحة" شهدت عمليات تجميل لصورتها منذ هجمات 11 سبتمبر ولكن أيديولوجيتها بقيت كما هي، معتبرا في هذا السياق أن أحدا لم يصدق إمكانية تبديل جبهة النصرة لوجهتها السياسية بمجرد الإعلان عن انفصالها عن تنظيم القاعدة.
وتابع ظريف، الذي تقدم بلاده دعما عسكريا كبيرا لنظام الرئيس السوري بشار الأسد، بالقول إن جهود السعودية لدفع من وصفها بـ"زبائنها" في الغرب لدعم رؤيتها التي وصفها بـ"القاصرة" تقوم على افتراض خاطئ بأن "بث الفوضى في العالم العربي سيُضعف إيران" على حد قوله، معتبرا أن ذلك هو السبب الرئيسي بتصاعد التوتر بين السنة والشيعة.
واستطرد بالقول إن أسوأ أشكال سفك الدماء في المنطقة وقعت في الحقيقة على يد من وصفها بـ"الوهابيين الذين يقاتلون سائر السنة والعرب". متهما السعودية بدعم "الأيديولوجيا المتطرفة التي تشجع العنف" مضيفا: "الأمراء في الرياض يحاولون استعادة أيام المعادلة السياسية خلال حكم صدام حسين الذي كان يحصل على دعم العرب والغرب لمواجهة ما يوصف بالخطر الإيراني.. لكن هناك مشكلة واحدة، السيد صدام قد مات قبل زمن طويل وعقارب الساعة لن تعود إلى الوراء."
وواصل الوزير الإيراني هجومه على السعودية عبر المطالبة بوقف تمويلها لـ"الوهابية" عبر المدارس التي تدعمها بمليارات الدولارات في شتى أنحاء العالم على حد قوله. ورأى أن جميع الحركات المسلحة، من القاعدة إلى بوكوحرام، استوحت الأفكار من تلك الأيديولوجيا.
وطالب الوزير الإيراني الأمم المتحدة بالعمل لأجل وقف تمويل التطرف والتحقيق في القنوات المستخدمة لنقل الأموال إلى تلك الجماعات، مختتما مقالته بالقول: "رغم أن الكثير من العنف المرتكب باسم الإسلام يمكن رده إلى الوهابية ولكنني لا أقول إن السعودية لا يمكنها أن تكون جزءا من الحل. على العكس. نحن ندعو حكام السعودية إلى وضع الادعاءات حول الخوف تبادل التهم جانبا ووضع أيديهم في أيدي الغرب وسائر الأمم من أجل القضاء على لعنة العنف والإرهاب التي تهددنا جميعا."
يشار إلى أن مقال ظريف يأتي في ذروة التوتر بين طهران والرياض على خلفية ملف الحج حاليا، علما أن الخلافات بين الجانبين تطال معظم الملفات المطروحة في المنطقة من سوريا إلى اليمن والعراق ولبنان. وقد سبقت مواقف الوزير الإيراني حملة من الاتهامات شاركت فيها القيادة الإيرانية على أعلى المستويات، بما في ذلك المرشد علي خامنئي.