رأي: ذهب أوباما والأسد باقٍ وبظهره روسيا وإيران.. وحرب سوريا باتت "صداع" ترامب

الشرق الأوسط
نشر
5 دقائق قراءة
رأي: ذهب أوباما والأسد باقٍ وبظهره روسيا وإيران.. وحرب سوريا باتت "صداع" ترامب
صورة لتفجير في مدينة كوباني السورية قرب الحدود التركيةCredit: Gokhan Sahin/Getty Images)

مقال بقلم غايل تسيمح ليمون، زميلة بارزة في مجلس العلاقات الخارجية ومؤلفة الكاتب الأكثر مبيعاً وفقاً لـ"نيويورك تايمز": "حرب آشلي: القصة غير المروية لفريق من المجندات في ساحة معركة العمليات الخاصة." المقال يعبر عن رأي الكاتبة ولا يعكس بالضرورة رأي شبكة CNN.

(CNN) -- نزح نصف السكان. أصبح هناك أكثر من 4 ملايين لاجئ في الخارج. العاصمة تعاني دون ماء.

مئات الآلاف من القتلى. حُرم جيل من الأطفال من الفصول الدراسية. هناك دمار على نطاق هائل. وتستمر حرب أهلية مستعرة وتنظيم "داعش" لا يزال يسيطر على أراض في الدولة.

هذا هو حال سوريا، بينما يغادر الرئيس الأمريكي باراك أوباما الذي طالب برحيل الرئيس السوري، بشار الأسد، في عام 2011. وكما اتضح، لم يحن الوقت لتنحي الأسد، كما صرّح أوباما، ويبقى من غير الواضح متى ستحين تلك اللحظة.

الواضح، أنه بمساعدة روسيا وإيران، الأسد باقٍ. وبلاده في حالة من الفوضى، خربتها غارات جوية روسية، ودمرها "داعش" والحرب الأهلية فيها لم تنته بعد.

ولكن، لم تعد سوريا مصدر قلق لإدارة أوباما بعد الآن. إذ سيتولى فريق الرئيس المنتخب دونالد ترامب التعامل مع إراقة الدماء وفوضى الحرب الأهلية السورية. ومن المرجح أن يكتشف فريق ترامب للأمن القومي بسرعة ما مدى محدودية النفوذ الأمريكي في الصراع، حيث يمكن تلخيص هدف أميركا الرئيسي لسنوات في كلمات: ابق خارجه.

وتحدث ترامب خلال حملته الانتخابية بانتظام حول التزام روسيا بمحاربة تنظيم "داعش". ولكن في الأيام الأخيرة، قال وزير الدفاع الحالي، أشتون كارتر، إن جهود روسيا ضد التنظيم تبلغ "صفراً فعلياً"، كما أعرب عدد من مرشحي ترامب للأمن القومي عن قلقهم من طموحات روسيا.

في حين وصل مرشح ترامب لتولي وزارة الدفاع الأمريكية، الجنرال جيمس ماتيس، إلى حد القول إن الزعيم الروسي "يحاول كسر حلف الشمال الأطلسي (ناتو)." وسيمثل العمل للوصل إلى توازن بين رغبة الرئيس المنتخب بالعمل الوثيق مع روسيا ومخاوف مرشحيه حول نهج روسيا وطموحاتها أحد التحديات التي تنتظر أمريكا.

منذ البداية، عملت الولايات المتحدة جاهدة لكيلا تنجرّ إلى الحرب الأهلية السورية بشكل مباشر، سواءً بقواتها الخاصة، أو بطريقة غير مباشرة، عن طريق تسليح المعارضة القومية التي تحارب ضد الأسد. وبعد سنوات من رفض مجموعة من الخيارات حول مزيد من التدخل فإن إدارة أوباما وجدت في نهاية المطاف نفسها تنجرّ إلى برنامج تدريب وتسليح كان له العديد من التوابع، وجاء ذلك في وقت متأخر من المباراة مع قلة عدد المقاتلين المشاركين. (برنامج وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA" السري له نقاشه المنفصل.)

والآن بعدما سقطت حلب تحت وابل من الضربات الجوية الروسية، تجد الولايات المتحدة محادثات مقررة حول سوريا في 23 يناير/ كانون الثاني في عاصمة كازاخستان، تقودها روسيا ومع أمريكا على هامش. تركيا، التي كانت سابقاً نداً لروسيا، وقعت اتفاقاً لتنسيق الضربات الجوية. وتتطلع تركيا إلى روسيا من أجل الدعم الجوي لمكافحة "داعش" - والأكراد السوريين - في شمال سوريا. تركيا تعارض القوات الكردية السورية التي تدعمها أمريكا - إذ تعتبرهم إرهابيين – وتكثر الأسئلة عمّا سيعنيه ذلك بالنسبة للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد "داعش"، في حين تلوح المعركة لاستعادة السيطرة على الرقة من "داعش" في الأفق.

وفي حين يتولى السيد ترامب مقاليد الحكم، لا تبدو الحرب الأهلية السورية أقرب إلى الانتهاء. والحرب ضد "داعش"، التي قال ترامب إنه سيركز جهوده حولها، تواجه أسئلة حول أي جماعة مسلحة ستقتل فعلياً الجماعة الإرهابية.

تواجه الإدارة الأمريكية المقبلة خيار التقدم مع حلفائها الآن، أو مضاعفة عدد المستشارين الأمريكيين، أو إعادة النظر في نهجها العام حول معركة مكافحة "داعش"، وربما تقترب حتى من الجانب الروسي.

من غير الواضح الآن الخيار الذي سيختاره ترامب. الواضح هو أن حرب "داعش" أصبحت معركته، كما أصبح خيار الدور الذي ستلعبه أمريكا في إنهاء الحرب الأهلية السورية، خياره.