دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) – قال مقرّر الأمم المتحدة الخاص المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، فيليب الستون، إن هنالك "مناطق فقيرة جدا في كل من المدن الكبيرة والمناطق الريفية النائية بالسعودية"، رغم أن "معظم السعوديين مقتنعون بخلو بلادهم من الفقر"، حسب ما نقله عنه مركز أنباء الأمم المتحدة.
وتحدث اليوم الخميس فيليب الستون، خلال ندوة صحفية، في اختتام زيارته الرسمية إلى السعودية، عن أن نظام الحماية الاجتماعية الحالي للفقراء في البلاد يعدّ "خليطا حقيقيا من البرامج غير الفعالة، غير المستدامة، ضعيفة التنسيق، وفوق ذلك، غير ناجحة في توفير الحماية الاجتماعية الشاملة لمن هم في أشد الحاجة لها".
وأشار المقرر الأممي إلى وجود " إهمال كبير تجاه المصاعب الاقتصادية للعديد من السكان غير السعوديين المقيمين لمدة طويلة"، داعيا الحكومة السعودية إلى الاعتراف بالحماية الاجتماعية كحق من حقوق الإنسان، معتبرًا أن ذلك "سيكون متماشياً مع النظام الأساسي السعودي والمبادئ والالتزامات الإسلامية".
كما وصف فيليب ستون خطط الحكومة السعودية لتحويل اقتصاد البلاد بـ"الجريئة والطموحة"، لافتًا إلى أن هذه الخطط "تشكل فرصة فريدة لتحسين حقوق الإنسان بالنسبة للمرأة والفقراء"، وأن النهج السعودي الجديد "يقر بالحاجة إلى تشجيع المشاركة الكاملة للمرأة في سوق العمل، والتي ستعمل على دفع التغييرات الثقافية اللازمة لتمكين المرأة لتصبح أكثر إنتاجاً اقتصادياً وأكثر استقلالية على حدٍ سواء".
وطالب ستون من السلطات السعودية استخدام رؤية 2030 لأجل "تعزيز المساواة على مستوى نوع الجنس، وخاصة بالنسبة للإناث في الشرائح الفقيرة من المجتمع"، مضيفًا: "تقر رؤية 2030 بأن النساء السعوديات يمثلن رصيداً عظيماً لم يتم استغلاله بصورة كافية حالياً، والحاجة للإقرار بحقوق المرأة مؤشـر في الاتجاه نفسه".
وحذر المقررّ الأممي من كون "الجدول الزمني الحالي للإصلاح يبدو طموحاً بصورة غير واقعية خصوصاً في ضوء تجارب بعض الدول الأخرى التي تبين مخاطر رد الفعل القوي ضد إصلاحات جذرية متعلقة بالدعم".
وهذه أول زيارة لمقرر أممي خاص للسعودية منذ ثماني سنوات، والثالثة من نوعها في السنوات الثلاثين الماضية، ومن المنتظر أن يقدم فيليب ستون تقريرا شاملا لزياراته يتضمن نتائج ما توصل إليه وتوصياته كاملة إلى الجلسة رقم 35 لمجلس حقوق الإنسان في يونيو/حزيران 2017.