دراسة: صراخ البالغين على الأطفال يمكن أن يكون ضارًا بنمو الطفل مثل الاعتداء الجنسي أو الجسدي

علوم وصحة
نشر
4 دقائق قراءة
231002085308-parents-children-shouting-damage-wellness-stock.jpg
Credit: tomazl/E+/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ الأهل، والمدرّسين، والمدرّبين وبعض البالغين الآخرين الذين يصرخون في وجه الأطفال، أو يعمدون إلى تحقيرهم، وتهدّديهم لفظيًا، قد يُضِرّون بنموّهم إسوة بالاعتداء الجنسي أو الجسدي.

وبهدف وضع تحليل مفصّل للأدبيات الموجودة حول هذا الموضوع، راجع الباحثون 166 دراسة سابقة، نُشرت في مجلة "Child Abuse & Neglect".

ودعا المؤلفون إلى تصنيف الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة ضمن فئة سوء المعاملة، تسهيلًا للوقاية.

وتتضمّن فئة سوء معاملة الأطفال حاليًا أربع فئات هي: الاعتداء الجسدي، والاعتداء الجنسي، والإساءة العاطفية التي تُعد الإساءة اللفظية جزءًا منها، والإهمال. ويمكن لهذه الدراسة أن توجّه استراتيجيات الوقاية والعلاج.

وبخلاف أشكال الإساءة العاطفية الأخرى، ضمنًا اللامبالاة، والمعاملة الصامتة، ومشاهدة العنف المنزلي، صنّف الباحثون الإساءة اللفظية على أنها "فاضحة"، وقالوا إنّها "تستحق اهتمامًا خاصًا".

وبتكليف من مؤسسة "Words Matter" الخيرية البريطانية الهادفة إلى تحسين صحة الأطفال من خلال وضع حد للإساءة اللفظية، أجرى باحثون من جامعة وينغيت في ولاية كارولينا الشمالية وكلية لندن الجامعية الدراسة.

وأفادت البروفيسورة شانتا دوبي، المؤلفة الرئيسية للدراسة ومديرة برنامج ماجستير الصحة العامة في جامعة وينغيت، في بيان، أنّ "الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة بحاجة ماسة إلى الاعتراف بها كنوع فرعي من الاعتداء بسبب ما ينتج عنها من عواقب سلبية تدوم مدى الحياة".

واستشهدت الدراسة بتأثير صراخ البالغين مثل الأهل، والمدرّسين، والمدرّبين، في العديد من الأبحاث التي أشارت إلى أنّ الآثار الدائمة للإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة، فد تظهر على شكل اضطراب عقلي، مثل الاكتئاب والغضب، بينما تظهر الأعراض الخارجية، على شكل ارتكاب الجرائم، أو تعاطي المخدرات، أو القيام بالاعتداء، ومشاكل الصحة البدنية، مثل الإصابة بالسمنة أو أمراض الرئة.

وشدّدت جيسيكا بوندي، مؤسّسة منظمة "Words Matter"، على أهمية فهم "الحجم والأثر الحقيقيين للإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة".

وأشارت في بيان إلى أنّ "جميع البالغين يشعرون بالإرهاق في بعض الأحيان، ويتلفّظون بعبارات عن غير قصد"، موضحة أنه "علينا العمل بشكل جماعي لابتكار طرق للتعرف على هذه الأفعال ووضع حد للإساءة اللفظية من قبل البالغين في مرحلة الطفولة، حتى يتمكّن الأطفال من الازدهار".

كما وجدت هذه الدراسة الأخيرة أنّ "تحولًا كبيرًا محتملًا في إساءة معاملة الأطفال ربما يحدث"، إذ تنتشر الإساءة العاطفية بمرحلة الطفولة فيما سجّل كل من الاعتداء الجسدي والجنسي تراجعًا، بحسب منظمة الصحة العالمية عام 2014، وأربع أوراق بحثية أخرى استشهدت بها الدراسة الجديدة.

ودعا الباحثون أيضًا إلى "الحاجة إلى التوافق" حول تعريف الإساءة اللفظية في مرحلة الطفولة بحيث يمكن "قياس مدى انتشارها وتأثيرها بشكل مناسب، وتطوير التدخلات".

وتشجّع الموارد المتاحة على موقع "Words Matter" البالغين على تجنب الصراخ، أو توجيه الإهانات، أو التحقير، أو الشتم عند التحدث إلى الأطفال، وكذلك التفكير قبل التحدث، وتخصيص الوقت لإصلاح العلاقة مع الطفل بعد قول أمر جارح.