الطرق الجديدة لعلاج سرطان المثانة تحسن فرص البقاء على قيد الحياة

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يبدو أنّ مجموعة جديدة من أدوية السرطان تعمل على تمديد البقاء على قيد الحياة بشكلٍ عام لدى المرضى الذين يعانون من سرطان المثانة المتقدم بشكلٍ أكبر من العلاجات الكيميائية المستخدمة حاليًا كجزء من الرعاية المعيارية.

وعُرِض البحث الأحد في مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب الأورام (ESMO) هذا العام في العاصمة الإسبانية مدريد.

وأشار البحث إلى أنّ مزيجًا من عقار الأجسام المضادة "إنفورتوماب فيدوتين"، ودواء العلاج المناعي بـ"بيمبروليزوماب"، الذي يُعطى خلال الحقن الوريدي، قلّل من خطر تطور المرض أو الوفاة بنسبة 55% لدى المشخصين بسرطان المثانة المتقدم، والذين لم يُعالجوا من قبل، والذين انتشر مرضهم إلى أجزاء أخرى من الجسم.

وأدّى المزيج إلى إطالة عمر الأشخاص بشكل عامٍ بمتوسط بلغ ​​31.5 شهرًا مقابل 16.1 شهرًا مع العلاج الكيميائي المعياري.

وهذه واحدة من عدّة دراسات جديدة تستكشف طرقًا لتحسين كيفية علاج سرطان المثانة.

وقال أستاذ سرطان المسالك البولية في جامعة "لندن"، ومدير مركز "بارتس" للسرطان في المملكة المتحدة، الدكتور توماس باولز، والذي عَرَض البحث في نهاية هذا الأسبوع: "رُغم أنّه يعمل بشكلٍ جيد في البداية، إلا أنّ مشكلة العلاج الكيميائي تكمن بحدوث المقاومة بسرعة".

وعلى الصعيد العالمي، يُعد سرطان المثانة سادس أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين الرجال، ويودي هذا المرض بحياة نحو 200 ألف شخص كل عام.

ويموت الكثير منهم بسبب تقدم المرض وانتشاره خارج المثانة.

وتعتمد خيارات العلاج عادةً على مرحلة المرض، ولكنها قد تشمل الخضوع لعملية جراحية، أو استخدام أدوية العلاج الكيميائي الشائعة، مثل "كاربوبلاتين"، أو "سيسبلاتين".

وشملت تجربة المرحلة الثالثة 886 مريضًا تم تعيينهم عشوائيًا لتلقي إمّا دورات مدتها 3 أسابيع من تركيبة "إنفورتوماب فيدوتين" و"بيمبروليزوماب"، والتي مُنِحت عن طريق الحقن الوريدية، أو لتلقي علاج كيميائي يُدعى "جيمسيتابين" مع "سيسبلاتين"، أو "كاربوبلاتين".

وأكّد باولز: "حصلنا على البيانات منذ ثلاثة أسابيع فقط، لذا فالأمر يحدث بسرعة كبيرة جدًا"، مضيفًا أنّ الخطوة التالية لفريق البحث هي تقديم بياناتهم إلى إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) ووكالات أخرى حول العالم.

ولم تُنشر البيانات في مجلة خاضعة لمراجعة النظراء حتّى الآن.

نهج آخر يمد فرص البقاء على الحياة بشكلٍ أكبر

قامت بعض الدراسات الجديدة الأخرى بتقييم طرق جديدة لعلاج مجموعة مختلفة من مرضى سرطان المثانة المتقدم، أي أولئك الذين استمر مرضهم في التقدم حتّى بعد تجربة علاج أو اثنين من العلاجات السابقة.

ووجدت تجربة أخرى في المرحلة الثالثة أنّ العلاج المُستَهدف كان فعالاً للمرضى الذين يعانون من سرطان الظهارة البولية (urothelial cancer) المتقدم أو النقيلي، والذين تمتعوا بطفرات جينية محددة.

وسرطان الظهارة البولية هو نوع من سرطان المثانة يبدأ من خلايا الظهارة البولية المبطِّنة للجزء الداخلي من المثانة.

وقارنت الدراسة المنشورة السبت في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية البقاء على قيد الحياة الإجمالي بين 136 مريضًا تم إعطاؤهم دواء "إردافيتينيب" المضاد للسرطان كحبوب تؤخذ عن طريق الفم، مقابل 130 مريضًا تلقوا علاجًا كيميائيًا معياريًا.

وتمت متابعة المرضى، الذين سبق وأنّ تلقوا علاجات مختلفة للسرطان، لمدة بلغ متوسطها 15.9 شهرًا.

وكتب الباحثون أنّ "العلاج بدواء إردافيتينيب أدى إلى متوسط أعلى بكثير ​للبقاء على قيد الحياة مقارنةً بالعلاج الكيميائي بين المرضى الذين يعانون من سرطان الظهارة البولية المتقدم أو النقيلي".

وبلغ متوسط البقاء على قيد الحياة الإجمالي 12.1 شهرًا بين المرضى الذين تلقوا العلاج بدواء "إردافيتينيب"، مقارنةً بـ7.8 شهر بين أولئك الذين خضعوا للعلاج الكيميائي.

"نهج معياري جديد"

ووجدت دراسة أخرى نُشرت الأحد في مجلة "نيو إنغلاند" الطبية، وعُرِضت في مؤتمر "ESMO" أنّ استخدام العلاج الكيميائي مع أدوية العلاج المناعي أدّى إلى تحسين مدة البقاء على قيد الحياة بين المرضى المشخصين بسرطان المثانة المتقدم الذي لم يُعالج سابقًا، وذلك مقارنةً بالخضوع للعلاج الكيميائي وحده.

وأُجريت تجربة المرحلة الثالثة تلك على 608 من المرضى عانوا من سرطان المثانة المتقدم الآخذ بالانتشار، والذي لا يمكن إزالته جراحيًا.

ولم يُعالج مرضهم سابقًا.

ومُنِح نصف عدد هؤلاء حقنًا وريدية لعقار العلاج المناعي "نيفولوماب"، كما أنّهم خضعوا للعلاج الكيميائي باستخدام "جيمسيتابين" و"سيسبلاتين" كل 3 أسابيع لمدة تصل إلى 6 دورات، وتبع ذلك استخدام "نيفولوماب" كل أربعة أسابيع لعامين كحدٍ أقصى.

ومُنِح النصف الآخر دواء "جيمسيتابين-سيسبلاتين" وحده كل ثلاثة أسابيع لمدة تصل إلى 6 دورات.

ووجد الباحثون أنّ الأحداث السلبية من الدرجة الثالثة أو أعلى، مثل فقر الدم، أو التهابات المسالك البولية التي شوهدت في تجربة المرحلة الثانية، حدثت في 61.8% من المرضى الذين تلقوا تركيبة "نيفولوماب" مقابل 51.7% من الذين خضعوا للعلاج الكيميائي.

ووجد الباحثون، من مستشفى "ماونت سيناي" ومؤسسات دولية أخرى، أن المتوسط الإجمالي للبقاء على قيد الحياة بلغ 21.7 شهرًا عند الخضوع للعلاج المركب باستخدام "نيفولوماب"، وذلك مقارنةً بـ18.9 شهرًا مع تركيبة "جيمسيتابين-سيسبلاتين" وحدها.