إيلون ماسك يعلن عن قيام شركته بزرع شريحة في دماغٍ بشري لأوّل مرة

علوم وصحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- قامت شركة Neuralink الناشئة المثيرة للجدل والتابعة لرجل الأعمال، إيلون ماسك، بزرع شريحة في دماغٍ بشري لأوّل مرة، بحسب ما أفاد به الملياردير في منشورٍ على منصة "إكس" (تويتر سابقًا) الإثنين. 

وأوضح ماسك أنّ العملية أُجريت الأحد، وأنّ والمريض يتعافى بشكلٍ جيد.

ويمكن أنّ يمثّل إعلان ماسك علامة فارقة مهمة لجهود Neuralink لإخراج تكنولوجيا قد تكون مغيّرة للحياة من المختبر إلى العالم الحقيقي. 

وقدم ماسك تفاصيل قليلة. ولم يكن منشوره واضحًا بشأن مدى أهمية التقدم العلمي التي ستمثله عملية الزرع.

وحصلت الشركة على موافقة لدراسة السلامة، ووظائف أدوات زرع الرقائق، والأدوات الجراحية.

وكتب أغنى رجل في العالم ومؤسس Neuralink على منصة "إكس": "تُظهر النتائج الأولية اكتشافًا واعدًا لارتفاع الخلايا العصبية"، مضيفًا في منشورٍ آخر أنّ المنتج الأول لـ Neuralink سيُسمّى Telepathy، لافتًا إلى أنّ مستخدميه الأوائل هم أشخاص فقدوا القدرة على استخدام أطرافهم.

وقال ماسك: "تخيّل لو استطاع ستيفن هوكينج التواصل بشكلٍ أسرع من كاتبٍ سريع أو بائع بمزاد. هذا هو الهدف".

وعملت Neuralink على استخدام الغرسات لربط الدماغ البشري بأجهزة الحاسوب لنصف عقد، ولكن واجهت الشركة الانتقادات بعد وفاة قرد في عام 2022 أثناء محاولة لجعل الحيوان يلعب لعبة "بونغ"، التي تُعدّ من أوائل ألعاب الفيديو. 

وفي ديسمبر/كانون الأول من عام 2022، قال موظفون لوكالة "رويترز" إنّ الشركة تسرّعت للدخول إلى السوق، ما أدّى إلى نفوق حيوانات بسبب الإهمال، وتم إجراء تحقيق فيدرالي.

وفي مايو/أيار من العام الماضي، حصلت Neuralink على موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) لإجراء التجارب السريرية على البشر، وبعد بضعة أشهر، بدأت الشركة الناشئة في تجنيد المرضى الذين يعانون من الشلل الرباعي الناجم عن إصابة في الحبل الشوكي العنقي، أو التصلب الجانبي الضموري (ALS).

وتُعد هذه التجربة جزءًا ممّا تسميه الشركة دراسة PRIME، وهي اختصار لـ"واجهة الحاسوب والدماغ المزروعة آليًا بدقة"، والتي تهدف إلى دراسة سلامة الغرسة والروبوت والجراحة، واختبار وظائف أجهزتها، وفقًا لما أوضحته الشركة بمنشورٍ في سبتمبر/أيلول حول تجنيد المشاركين في التجربة.

سيتلقّى المرضى في التجربة غرسة توضع جراحيًا في جزء من الدماغ الذي يتحكم في نيّة الحركة. 

وكتبت الشركة في سبتمبر/أيلول أنّ الشريحة، التي ستوضع بواسطة روبوت، ستقوم بعد ذلك بتسجيل وإرسال إشارات الدماغ إلى تطبيق، بهدف أولي هو "منح الأشخاص القدرة على التحكم في مؤشر الكمبيوتر أو لوحة المفاتيح باستخدام أفكارهم فحسب".

ولم تستجب Neuralink لطلب CNN للحصول على المزيد من التفاصيل.

وقبل وصول عمليات زرع الدماغ التي تقدمها Neuralink إلى السوق الأوسع، ستحتاج الشركة إلى موافقة الجهات التنظيمية. 

وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ورقة بحثية في عام 2021 تحدد الأفكار الأولية للوكالة حول أجهزة واجهات الدماغ والحاسوب، مشيرةً إلى أنّ هذا المجال "يتقدّم بسرعة".

ورغم أنّ ماسك وشركته حظيا باهتمامٍ كبير لمحاولة إنشاء واجهة بين الدماغ والحاسوب، إلا أنّ هناك عدد من الشركات الأخرى أيضًا في هذا المجال، بما في ذلك Synchron، وهي أول شركة تحصل على تصريح إدارة الغذاء والدواء لاختبار جهاز على البشر في عام 2021. 

ومنذ ذلك الحين، بدأت Synchon في تسجيل المرضى وإخضاعهم لعمليات الغرس في تجربة مختبرية.

وقالت رئيسة جمعية علم الأعصاب البريطانية، تارا سبايرز-جونز،  لمركز الإعلام العلمي، ومقرّه المملكة المتحدة، الثلاثاء: "فكرة واجهات الدماغ والجهاز العصبي تتمتّع بإمكانيات كبيرة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات عصبية في المستقبل".

وأضافت: "مع ذلك، غالبية هذه الواجهات تتطلب جراحة عصبية عميقة التوغّل، ولا تزال في المراحل التجريبية، وبالتالي من المحتمل أن تمر أعوام عديدة قبل أن تصبح متاحة بشكلٍ شائع".