النظام الغذائي الأطلسي.. ما هو وهل يتفوق على حمية البحر الأبيض المتوسط؟

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- بحسب دراسات أجريت في أوروبا، فإن النظام الغذائي التقليدي لشمال البرتغال وشمال غرب إسبانيا، المعروف باسم النظام الغذائي الأطلسي التقليدي لجنوب أوروبا، أو اختصارا النظام الغذائي الأطلسي، قد يحمل بعض الأدلة لتحسين صحة القلب وتقليل خطر الوفاة المبكرة بسبب السرطان، أو أمراض القلب، أو أي سبب آخر.

ووجدت أحدث دراسة نشرت أخيرًا، في الدورية الطبية JAMA Network Open، أن النظام الغذائي الأطلسي يقلّل بشكل طفيف من حدوث متلازمة الأيض، وهي عبارة عن مجموعة من المشاكل التي تحدث معًا، وتشمل ارتفاع ضغط الدم، وارتفاع السكر في الدم، والدهون الثلاثية، ودهون البطن، التي تزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب، ومرض السكري، والسكتة الدماغية وغيرها من الحالات الصحية الخطيرة.

ويعتمد النظام الغذائي الأطلسي على الأطعمة المزروعة أو الموجودة في ذلك الجزء من أوروبا، تماما مثل حمية البحر الأبيض المتوسط.

من جهته، أوضح الباحث البارز في مجال التغذية الدكتور والتر ويليت، أستاذ علم الأوبئة والتغذية بكلية تي أتش تشان للصحة العامة في جامعة هارفارد، وأستاذ الطب بكلية الطب في جامعة هارفارد ببوسطن، لـCNN، أن "هذه دراسة تعد مهمة لأنها تؤكد أن مبادئ حمية البحر الأبيض المتوسط التقليدية (التي دُرست بشكل مكثف للغاية) قد تسري على الثقافات الأخرى أيضًا".

وأشار مؤلفو الدراسة إلى أنّ النظام الغذائي الأطلسي يساعد أيضًا على حماية الكوكب، لاعتماده على النباتات ومن مصادر محلية، وبالتالي المساهمة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة.

وقال الدكتور ديفيد كاتز، المتخصص في الطب الوقائي وطب نمط الحياة، الذي أسس مبادرة الصحة الحقيقية غير الربحية، وهي تحالف عالمي يضمّ خبراء متخصّصين بطب نمط الحياة القائم على الأدلة، وغير المشارك في الدراسة، إنّ هذا النظام الغذائي يشكّل "نموذجًا رائعًا لأنه يركّز على المصادر المحلية إلى أقصى حد ممكن، ويوفر فوائد للناس والكوكب على حد سواء. وهذا أمر جيد".

ما هو النظام الغذائي الأطلسي؟

يشمل النظام الغذائي الأطلسي الأسماك الطازجة، لا سيما سمك القد، مع بعض اللحوم الحمراء ومنتجات لحم الخنزير، ومنتجات الألبان، والبقوليات، والخضار الطازجة، والبطاطس التي يتم تناولها عادة في حساء الخضار، وخبز الحبوب الكاملة، واستهلاك النبيذ المعتدل.

وفي حين أن بعض الأطعمة قد تكون فريدة من نوعها في ذلك الجزء من البرتغال وإسبانيا، إلا أنه يمكن العثور على نظام غذائي مماثل في بعض مناطق جمهورية التشيك، وبولندا، والمملكة المتحدة، وفق للخبراء.

وبالمقارنة، فإن النظام الغذائي المتوسطي الحائز على جوائز، يعتمد على النباتات، إذ تركز غالبية كل وجبة على الفاكهة، والخضار، والحبوب الكاملة، والفاصولياء، والبذور، مع القليل من المكسرات، والتركيز الشديد على زيت الزيتون البكر.

وتستخدم اللحوم الحمراء باعتدال، عادةً فقط لإضافة نكهة على الطبق. ويتم تشجيع تناول الأسماك الزيتية الصحية، المليئة بأحماض أوميغا 3 الدهنية، في حين يتم تناول البيض ومنتجات الألبان والدواجن على نحو أقل بكثير من النظام الغذائي الغربي التقليدي.

وإسوة بحمية البحر الأبيض المتوسط، يركّز النظام الغذائي الأطلسي على الطعام المطهو في المنزل، والتفاعلات الاجتماعية بين الأصدقاء والعائلة. 

ويعد الأكل اليقظ، والتواصل الاجتماعي أثناء تناول الوجبات، والمشي أو ركوب الدراجات يوميًا، أساسًا في حمية البحر الأبيض المتوسط،  وأكثر أهمية من الأطعمة المستهلكة.

المزيد من الأبحاث

وجدت دراسة نشرت في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أنّ الالتزام الكبير بالنظام الغذائي الأطلسي، المعروف أيضًا باسم النظام الغذائي لجنوب أوروبا الأطلسي، قلّل من خطر الوفاة لأي سبب على مدى 14 عامًا في إسبانيا، وجمهورية التشيك، وبولندا، والمملكة المتحدة لأشخاص لا يعانون من أمراض مزمنة حادة. 

كما قلّل اتباع النظام الغذائي الأطلسي من خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان لنحو 36 ألف مشارك في الدراسة، تتراوح أعمارهم بين 18 و96 عامًا.

وقال الباحثون إن الأبحاث السابقة تشير إلى بعض الأسباب التي تجعل هذه المجموعات الغذائية مفيدة. ويرتبط تناول المزيد من الأسماك، والبقوليات، والخضار بانخفاض مستويات البروتين المتفاعل C، وهو علامة على وجود التهاب في الجسم.

وكان تناول سمك القد والبقوليات والخضار مفيداً في خفض ضغط الدم، بينما تساعد الأسماك بشكل عام على تقليل مستويات الدهون الثلاثية، وهي دهون في الدم تساهم بتصلب الشرايين وأمراض القلب.

وكان سبق وأظهرت دراسات أخرى أنّ تناول النظام الغذائي الأطلسي في الغالب قد يخفض الأنسولين، ومقاومة الأنسولين، وضغط الدم الانقباضي، والكوليسترول الكلي، ومؤشر كتلة الجسم (BMI)، ومحيط الخصر. ووجدت دراسة أجريت عام 2021، أن الالتزام بالنظام الغذائي الأطلسي لمدة ثلاث سنوات أدى إلى انخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب بنسبة 14٪ على مدى 10 سنوات لدى البالغين الذين تفوق أعمارهم 60 عامًا.