سرطان القولون والمستقيم يتزايد بين الشباب والفحص بسنّ مبكرة أمر بالغ الأهمية

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- قد يخال البعض أنّ إمكانية إصابتهم بسرطان القولون ضئيلة، إلا أنّ التوجه الراهن يميل نحو تشخيص الشباب، نظرًا لمدى أهمية الاطلاع الاستباقي. ويصادف شهر التوعية على سرطان القولون والمستقيم في مارس/ آذار، وبالتالي يعتبر الوقت المناسب لتوعية الناس حول هذا المرض السائد والقاتل ربما، والمتزايد.

ويوصي الخبراء بأن يشرع معظم الأشخاص بإجراء فحص تنظير القولون عند بلوغهم من العمر 45 عامًا. وقد تحتاج مجموعة محددة البدء قبل 45 عامًا، فالحديث مع طبيبك الأساسي حول هذا الأمر  قد يساعدك على وضع خريطة طريق حول موعد البدء، وبأي وتيرة.

مخاطر الإصابة بسرطان القولون

تقدر جمعية السرطان الأمريكية أنه سيكون هناك تشخيص لحوالي 106.590 حالة جديدة من سرطان القولون في الولايات المتحدة هذا العام، موزعة بالتساوي تقريبًا بين الرجال والنساء. وقد انخفض معدل تشخيص سرطان القولون بشكل عام منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي، ويرجع ذلك أساسًا إلى خضوع الأشخاص للفحص، وتغيير عوامل الخطر المرتبطة بنمط الحياة. لكن هذا التراجع يظهر في الغالب لدى كبار السن. بالنسبة للأفراد الذين تقل أعمارهم عن 55 عامًا، زادت المعدلات بنسبة 1٪ إلى 2٪ سنويًا منذ منتصف تسعينيات القرن العشرين.

في العموم، يبلغ معدل خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم مدى الحياة حوالي 1 من 23 للرجال و1 من 25 للنساء. لكن الخطر الفردي أعلى أو أقل من ذلك، اعتمادًا على عوامل الخطر للإصابة بسرطان القولون والمستقيم. لا يحتاج الجميع إلى إجراء تنظير القولون في سنّ مبكرة، لكن يجب أن يكون الجميع على دراية بعلامات المرض وأعراضه وفوائد الفحص.

فهم القولون الخاص بك

سرطان القولون والمستقيم
Credit: SDI Productions/E+/Getty Images

 يلعب القولون، أو الأمعاء الغليظة، دورًا حاسمًا في جهازنا الهضمي، فهو على نحو أساسي يشكل مركز معالجة النفايات وإعادة تدويرها في الجسم. فبعد تفكيك المعدة والأمعاء الدقيقة للطعام وامتصاص العناصر الغذائية، يقوم القولون بإدارة ما تبقى. وتتمثّل وظيفته الأساسية بإزالة الماء والأملاح من هذه المادة، وتحويلها من الحالة السائلة إلى فضلات صلبة أو براز.

بالإضافة إلى إدارة النفايات، يحتوي القولون أيضًا على ميكروبيوم معقّد، يلعب دورًا رئيسيًا في صحة الجهاز الهضمي بشكل عام، ووظيفة المناعة، وحتى تنظيم المزاج. يبلغ طول القولون بأكمله حوالي 5 أقدام (150 سنتمترًا) وينقسم إلى خمسة أجزاء رئيسية، والمستقيم هو الجزء التشريحي الأخير قبل فتحة الشرج. ولهذا السبب يطلق عليه شهر التوعية على سرطان القولون والمستقيم وليس فقط التوعية على سرطان القولون. يمكن أن يصيب السرطان أي من هذه الأعضاء، ما يسلط الضوء على أهمية إجراء تنظير القولون الشامل عند الحاجة.

مغامرة التحضير لتنظير القولون

قد يكون التحضير لتنظير القولون الجزء الأكثر تميّزًا في العملية. إنه أقل من إجراء طبي وأكثر من طقوس عبور. في اليوم السابق، تبدأ بتناول كوكتيل لتنظيف الأمعاء يهدف إلى تنظيف القولون من أجل الحصول على رؤية مثالية أثناء تنظير القولون.

المرحلة "الإعدادية" ليست سيئة كما قد يتصوّر المرء. قد يحدث الجفاف والإرهاق، وقد لا يتمكن المرء من النوم في الليلة السابقة لحاجته لـ "دخول الحمام".

إجراء تنظير القولون

يقوم منظار القولون، وهو عبارة عن كاميرا مثبتة على أنبوب مرن، بجولة عبر القولون، وينقل صورًا حية تسمح للطبيب باكتشاف أي تشوّهات.

إذا وجد الأطباء أمرًا مريبًا، مثل ورم، فيمكنهم أخذ خزعة و/أو إزالته على الفور، ما يمنع حدوث مضاعفات مستقبلية محتملة. هذا النهج الاستباقي لا يقتصر على التشخيص فحسب، إنه شكل قوي من أشكال الوقاية التي تمنحك راحة البال، واستراتيجية علاج قابلة للتنفيذ، في ما يتعلق بصحتك.

ماذا يجب أن تفعل بعد ذلك؟

تنصح فرقة العمل المعنية بالخدمات الوقائية في الولايات المتحدة البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 45 و75 عامًا بإجراء فحوص منتظمة لسرطان القولون والمستقيم، مع التركيز على أهمية الكشف المبكر.

يجب على من لديهم مخاطر مرتفعة، ربما بسبب تاريخ العائلة أو عوامل أخرى، استشارة مقدم الرعاية الصحية الخاص بهم لتحديد أفضل جدول فحص، وطرق مصممة خصيصًا لتلبية احتياجاتهم الخاصة.

ورغم هذه التوصيات، فإن جزءًا كبيرًا من السكان المؤهلين يترددون في المشاركة بالعروض. تشمل العوائق الشائعة الانزعاج المرتبط بالاختبارات المعتمدة على البراز، والتحضير المطلوب للإجراءات، والقلق المحيط بفحوص تنظير القولون.

قد يساهم هذا التخوف في بقاء حوالي 60٪ فقط من المؤهلين لإجراء فحوص سرطان القولون والمستقيم على اطلاع دائم من خلال الاختبارات الموصى بها. 

في تطور واعد، أظهر اختبار فحص الدم الجديد لسرطان القولون فعالية بنسبة 83٪ في الكشف عن المرض، وفقا لدراسة نشرت في 13 مارس/ آذار، في مجلة نيو إنغلاند الطبية. يحدّد هذا الاختبار علامات الحمض النووي التي تطلقها الخلايا السرطانية في الدم، خصوصًا بسرطان القولون والمستقيم. ورغم أن هذا الاختبار لا يحل محل تنظير القولون، إلا أن النتيجة الإيجابية لهذا الاختبار تشير إلى الحاجة لإجراء مزيد من الفحص. والأمل هو أنه بمجرد موافقة إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، فإن اختبار الدم هذا سيزيد من فحص سرطان القولون والمستقيم.