دراسة: تقليل الملح أو استخدام بديل له يخفض من خطر الوفاة المبكرة

علوم وصحة
نشر
6 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- توصّلت دراسة جديدة إلى أنّ استخدام كميات أقل من الملح في طعامك يعود عليك بمكاسب صحية كبيرة، منها انخفاض خطر الوفاة.

وارتبط استخدام بديل الملح عند الطهي بانخفاض خطر الوفاة المبكرة لأي سبب، وخصوصًا أمراض القلب والأوعية الدموية، بحسب ما توصلت إليه دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Annals of Internal Medicine".

وقال كبير مؤلفي الدراسة الدكتور لؤي البرقوني، الأستاذ المساعد بمعهد الرعاية الصحية المبنية على الأدلة في جامعة بوند بأستراليا: "نحن متحمسون لأنّ لدينا القدرة على تقديم دليل على أنّ بدائل الملح فعّالة في تحسين نتائج القلب والأوعية الدموية عند استخدامها على المدى الطويل، لغاية 10 سنوات". ولفت إلى أنّ  "التوليفة السابقة كانت تميل إلى التركيز على النتائج قصيرة المدى، لمدة أسبوعين فقط".

تخفيف الملح
Credit: iStockphoto/Getty Images

والدراسة عبارة عن مراجعة منهجية لـ16 تجربة عشوائية محكومة تم نشرها قبل 23 أغسطس/ آب 2023، وبلغ مجموع المشاركين 35251 مشاركًا يبلغ عمرهم حوالي 64 عامًا في المتوسط، وكان لديهم خطر أعلى من المتوسط للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. وأجريت التجارب بشكل رئيسي في الصين، والباقي في المملكة المتحدة، وتايوان، وبيرو، وهولندا، والنرويج. 

وأوضح البرقوني أنه بما أنّ ثلثي النتائج جاءت من الصين، فإنّ المؤلّفين "فوجئوا بمدى قلّة الأبحاث التي أجريت حول استبدال الملح خارج الدول الآسيوية". وتابع: "هذا هو السبب جزئيًا وراء تصنيفنا للأدلة على أنها ذات يقين منخفض إلى منخفض جدًا بالنسبة للسكان الغربيين، ببساطة لا توجد أدلة كافية للتحقّق من أن بدائل الملح ستكون فعالة بالقدر ذاته في السياق الغربي". 

ووجد الباحثون أن استبدال الملح كان مرتبطا أيضا بانخفاض الصوديوم في البول وضغط الدم، وهذا التأثير مماثل لأدوية ضغط الدم. وقال البرقوني إن ذلك قد يفسر انخفاض خطر الوفاة.

وأقرّ المؤلفون أنه في التجارب، لم يتم التحقق من بعض بدائل الملح، وتم شراء بعضها من قبل المشاركين عوض تقديمها لهم من قبل الباحثين.

قارنت التجارب استخدام الملح العادي، المصنوع من نسبة 100% من كلوريد الصوديوم تقريبًا، وأحيانًا مع إضافة اليود، باستخدام بديل ملح يتكون من 25% إلى 30% من كلوريد البوتاسيوم و60% إلى 75% من كلوريد الصوديوم.

ورأى البرقوني أن سببًا آخر لصعوبة تطبيق النتائج على السياق الغربي يتمثّل بأنّ أنماط استهلاك الملح في أمريكا الشمالية "مدفوعة بالأطعمة المصنعة والوجبات الجاهزة، في حين أنّ الاستهلاك في سياق البحث يكون مدفوعًا بشكل أكبر بالكمية الكبيرة من الملح المضافة أثناء إعداد الطعام في المنزل". 

وقال الدكتور أندرو فريمان، طبيب القلب الوقائي ومدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية بالمركز الوطني اليهودي للصحة في دنفر: "هذه ليست الدراسة الأقوى التي يمكن بناء الكثير من الاستنتاجات عليها في هذه المرحلة، غير أنها تضيف إلى مجموعة الأدلة والإشارات أن التخلص من ملح الصوديوم في نظامك الغذائي يُعد ميزة كبيرة، وأن الحصول على البوتاسيوم في نظامك الغذائي أفضل".

وأضاف فريمان، غير المشارك في الدراسة: "بينما نعلم أن البوتاسيوم مفيد، فإن الملح هو الملح, إذا كان كلوريد الصوديوم أو كلوريد البوتاسيوم أو كلوريد المغنيسيوم، فجميعها ملح. وأفضل طريقة للحصول على البوتاسيوم في جسمك تتمثل بتناول الفاكهة والخضار، حيث يتوفر البوتاسيوم بكثرة.

تقليل تناول الملح

أما الحدّ اليومي المثالي للصوديوم الذي حدّدته جمعية القلب الأمريكية، فيبلغ 1500 ملليغرام يوميًا لمعظم البالغين، خصوصًا الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولا يزيد عن 2300 ملليغرام يوميًا.

وقال البرقوني: "إذا كان طعامك مصدره الأطعمة المعلبة أو أغذية المطاعم، فيحتمل أن يكون تناولك للصوديوم مرتفعًا للغاية". "هناك بعض العلامات الجسدية التي قد تشير إلى تناول الكثير من الصوديوم، مثل الانتفاخ أو التورم، والتعب، وارتفاع ضغط الدم، وزيادة العطش و/ أو التبوّل". 

وأضاف البرقوني أنه إذا كنت قلقًا بشأن ما تتناوله، فيمكنك طلب المشورة الطبية أو الغذائية من أحد المتخصصين.

عند شراء الأطعمة المعلبة، تحقق من محتوى الصوديوم الموجود على الملصقات. وقال فريمان إن بعض الأطعمة قد تحتوي على كمية من الصوديوم أكثر مما تعتقد، مثل الدواجن أو الحبوب. وأضاف أن المخلل بالحجم القياسي يحتوي عادة على حوالي 1500 ملليغرام من الملح.

وأوضح الخبراء أنه إلى جانب تقليل استهلاك الملح من خلال التخلص من الملح في الطبخ المنزلي، يمكنك أيضًا تجربة شراء بدائل الملح بتركيبة مثل تلك المستخدمة في الدراسة أو استخدام التوابل الخالية من الملح لإضافة المزيد من النكهة إلى الطعام بدلاً من ذلك.

واعترف المؤلفون بأن هناك حاجة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتأكيد ما إذا كان استبدال الملح من النوع الذي شملته الدراسة آمنًا للمرضى "الحساسين لمعالجة المغذيات الدقيقة"، ضمنًا من لديهم حساسية للبوتاسيوم مثل الأشخاص الذين يعانون من قصور كلوي.

وخلص البرقوني: إلى أنه "من المهم أيضًا أن نتذكر أن تقليل تناول الصوديوم هو وسيلة واحدة فقط لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية من دون دواء. مثل تغيير النظام الغذائي، والتوقف عن التدخين، وزيادة الحركة، وكل ذلك يمكن أن يكون له تأثير أيضًا. 

ولا تُعتبر بدائل الملح الكأس المقدسة للقضاء على أمراض القلب والأوعية الدموية، لكنها قطعة واحدة من اللغز الذي يمكن أن يساعد.