دراسة: ارتفاع عدد المصابين بمرض الزهري.. وأعراضهم غير مألوفة وشديدة

علوم وصحة
نشر
7 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أعلن محققو الأمراض في مدينة شيكاغو الأمريكية أنهم لاحظوا اتجاهاً مثيراً للقلق نتيجة الأعراض غير العادية التي يختبرها المرضى المصابين بمرض الزهري الذي ينتقل من خلال الاتصال الجنسي

وأبرز هذه الأعراض: 

  1. مشاكل في الرؤية والعينين، 
  2. الصداع، 
  3. فقدان السمع، 
  4. الدوخة.

ويعرف الأطباء منذ فترة طويلة أن مرض الزهري قد يُضر  برؤية الشخص وسمعه بشكل دائم، وقد يؤدي حتى إلى تغيّرات نفسية. لكن هذه الأعراض ترتبط عادة بالمرض غير المشخّص لسنوات وبالتالي لم يعالج. 

وفي دراسة جديدة عرضت خلال مؤتمر خدمة استخبارات الأوبئة لعام 2024، الذي أقيم في ولاية أتلانتا، الأربعاء، أشار الباحثون إلى أن هناك أكثر من 20 حالة ظهر عليها هذا النوع من الأعراض في شيكاغو العام الماضي. ونحو ثلث الحالات كانت في المراحل الأولى من الإصابة.

وكان أكثر من ثلثي هؤلاء المرضى، أي نسبة 68%، يفتقرون إلى أعراض مرض الزهري النموذجية، مثل الطفح الجلدي أو القرحة، التي قد تلفت انتباه الأطباء إلى العدوى.

ومن جانبها، قالت مؤلفة الدراسة الرئيسية الدكتورة إيمي نهام التي تشغل منصب ضابطة في خدمة استخبارات الأوبئة، أو "محققة للأمراض"، المعينة بإدارة الصحة العامة في شيكاغو: "يحتاج مقدّمو الخدمة بالتأكيد إلى إجراء المزيد من الفحوص وإدراك أنّ هذا هو ما نشهده".

وتتزايد حالات مرض الزهري في جميع أنحاء الولايات المتحدة. وفي عام 2022، سجّلت أكثر من 207 آلاف حالة إصابة بهذا المرض، وهو أعلى رقم منذ خمسينيات القرن الماضي، وفق المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والسيطرة عليها.

عادةً ما يكون الرجال الذين يمارسون الجنس مع الرجال، الأكثر عرضة للإصابة بمرض الزهري في الولايات المتحدة، وما زال هذا الأمر ساريًا، مع ذلك خلال السنوات الأخيرة، تغيّرت التركيبة السكّانية للعدوى، وتضاعفت الإصابات بين الرجال والنساء من جنسين مختلفين منذ عام 2019، إضافة إلى أن مرض الزهري الخلقي، حيث تنتقل العدوى من المرأة الحامل إلى مولودها، آخذ في الارتفاع.

ولفتت نهام إلى أنّ المشرفين عليها في إدارة الصحة العامة في شيكاغو طلبوا منها النظر في حالات مرض الزهري ذات الأعراض غير العادية، المعروفة بـNOO، وترمز إلى كل من الزهري العصبي، والزهري العيني، والزهري الأذني، بعدما أبلغ مقدمو الخدمات في جميع أنحاء المدينة أنهم يشهدون المزيد منهم.

وقد بحثت نهام في مستودع السجلات الطبية على مستوى المدينة للبحث عن حالات المرضى الذين ظهرت عليهم علامات أو أعراض تتوافق مع مرض الزهري NOO، ووقعت على 28 شخصًا اختبروا أعراض الحالة التي تبحث عنها.

وكان معظمهم، أي نسبة 75% منهم من الرجال، و71% منهم من أصحاب البشرة السمراء. وتراوحت أعمار المرضى بين 23 و82 عامًا. وكان 6 منهم رجالاً مثليين، لكن نصفهم تقريباً قالوا إنهم من جنسين مختلفين.

وكان واحد من كل ثلاثة مصابين بفيروس نقص المناعة البشرية، وهي نسبة أدنى ممّا توقعته نهام، بالنظر إلى أن الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية يعانون بشكل عام من أعراض مرض الزهري الأكثر خطورة.

وفي أحدث بيانات مراكز مكافحة الأمراض، كان أكثر من ثلث الرجال المثليين المصابين بمرض الزهري الأولي والثانوي، مصابين أيضًا بفيروس نقص المناعة البشرية.

ووجدت دراسة نهام أن الأعراض الأكثر شيوعًا التي يعاني منها المرضى هي الصداع، وتغيّرات الشخصية أو تغيّر الحالة النفسية، ومشاكل العينين مثل فقدان الرؤية، أو الحساسية للضوء، أو تورّم العينين.

وأوضحت نهام أنّ تلك الأعراض ليست الأكثر تحديدًا، مضيفة "لهذا السبب من المهم أن يقوم مقدمو الخدمة بإجراء الفحص المناسب، وسؤال المرضى عن عوامل الخطر، وأمور مثل تاريخهم الجنسي".

ما أسباب الإصابة بمرض الزهري وما هي مراحله؟ 

ويحدث مرض الزهري بسبب بكتيريا تُسمّى اللولبية الشاحبة، ويتطوّر المرض على مراحل. ويعتبر الأطباء أن مرض الزهري عدوى ماكرة، لأنّ أعراضه تأتي وتذهب وقد تبدو مماثلة لكثير من الأمراض الأخرى، فوصفوه بـ"المقلّد العظيم".

ويصاب الناس بالمرض من طريق ملامسة قرحة مستديرة غالبًا ما تكون غير مؤلمة، وتظهر عادةً على الأعضاء التناسلية أو الشفاه أو اللسان.

  • وتمثّل القرحة المرحلة الأولى من العدوى، ويمكن أن تستمر هذه القروح لمدة تتراوح بين 3 و6 أسابيع، وقد تُشفى تلقائيا من دون علاج. وفي بعض الأحيان، قد لا يلاحظها الناس لأنها قد تكون صغيرة أو في مكان يصعب رؤيتها.
  • وبعد اختفاء القروح، قد يبدو الأمر وكأن العدوى قد اختفت، إلا أنها تدخل مرحلة ثانية. إذ قد يصاب المريض:
  1.  بطفح جلدي أثناء شفاء القرحة الأولى أو بعد أسابيع قليلة من شفائها.
  2. إلى جانب الطفح الجلدي، قد تظهر لدى الأشخاص أعراض مثل الحرارة، وتورّم العُقد اللمفية، والتعب، والتهاب الحلق، وآلام العضلات، وتساقط الشعر، وفقدان الوزن.

ويمكن أن يتطور مرض الزهري إلى المرحلة الثالثة إذا ترك من دون علاج. 

  • أما المرحلة الثالثة فتظهر بعد 10 إلى 30 سنة من الإصابة الأولية ويمكن يمكن أن تؤدي إلى مشاكل صحية خطيرة أو مهددة للحياة.

في أي مرحلة من الإصابة، يمكن للبكتيريا أن تغزو الجهاز العصبي ما يؤدي إلى إصابة الدماغ، والعينين، والأذن.

قد يشمل ذلك أعراضًا مثل الصداع، وتورم الدماغ المعروف بالتهاب السحايا، والسكتات الدماغية، والتغيرات العقلية.

قد تكون العيون حساسة للضوء أو منتفخة، أو قد يتأثر البصر. ويمكن أن يعاني الأشخاص أيضًا من فقدان السمع، أو الدوخة، أو طنين الأذن إذا وصلت العدوى إلى آذانهم.

وتركزت دراسة نهام على شيكاغو فقط، لكنها كانت تجمع تقارير الحالة وتقول إن الأطباء يرون حالات مماثلة في أجزاء أخرى من البلاد.

العلاج

ويتمثّل العلاج المفضل لمرض الزهري في حقنة من المضاد الحيوي البنسلين، يسمى Bicillin LA، الذي كانت شحيحة لمدة عام.

ونظرًا لأن الحقن هو العلاج الوحيد الفعال أثناء الحمل، فقد نصحت مراكز مكافحة الأمراض بأن يقوم مقدمو الرعاية الصحية بإعطاء الأولوية لهذه الحقن للحوامل والأطفال.

ويمكن للرجال تلقّي مضاد حيوي مختلف،أي الدوكسيسيكلين، لعلاج العدوى. والدوكسيسيكلين عبارة عن حبّة يجب تناولها مرتين يوميًا لأسابيع عدة حتى تكون فعالة، وبعض الأشخاص لا يكملون الدورة الكاملة، ما قد يسمح للعدوى بالتفاقم.

واستنتجت نهام أنه قد يكون هناك زيادة في عدد المرضى الذين لم يتلقوا العلاج أو لم يخضعوا للعلاج على نحو كاف، ما يؤدي إلى نتائج أكثر خطورة لمرض الزهري".