بعد تراجع الاقتصاد العالمي: العلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين لم تعد واعدة

اقتصاد
نشر
4 دقائق قراءة
بعد تراجع الاقتصاد العالمي: العلاقات الاقتصادية بين روسيا والصين لم تعد واعدة
Credit: cnn money

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تبدو الصين وكأنها اصطحبت روسيا في موعد ولم تتصل بها مجدداً! فبعد أن تأثرت بالعقوبات التي فرضها عليها الغرب، تحولت روسيا العام الماضي باتجاه جارتها الآسيوية القوية، إلا أن المخططات باتجاه علاقات اقتصادية أعمق لا يبدو أنها ستنجح.

فالتباطؤ الصيني يجعل من الصعب على بكين أن تفي بالوعود التي قطعتها لموسكو، كما ان المستثمرين الصينيين يتخوفون من الأزمة الاقتصادية العميقة في روسيا. إلا أن فلاديمير بوتين لا زال يأمل الآن أن تأخذ العلاقة فرصة ثانية، فزار الصين مؤخراً برفقة مجموعة من كبار الموظفين ورجال الأعمال، إلا أنه يواجه مهمة شاقة للأسباب التالية:

1 - انخفاض التبادل التجاري:

توقع بوتين العام الماضي أن يتجاوز التبادل التجاري بين روسيا والصين هذا العام حاجز 100 مليار دولار بعد أن بلغ 95 ملياراً عام 2014، آملاً أن يصل إلى 200 مليار دولار على المدى البعيد. إلا أن قيمة التبادل التجاري بين البلدين شهدت في الواقع انخفاضاً حاداً. وقالت ليزا ايرمولينكو من كابيتال ايكونوميكس إن الصادرات الصينية الى روسيا "تراجعت بسبب انخفاض الطلب المحلي في روسيا، التي تعاني اليوم ركوداً عميقاً".

وتشير الاحصاءات الرسمية إلى أن التبادل التجاري انخفض حتى الآن بنسبة الثلث تقريباً هذا العام، وهو التراجع الأكبر بين كل شركاء الصين التجاريين. حيث بلغت قيمة التبادل في النصف الأول من العام 31 مليار دولار، بما يقل بكثير عن الرقم المنشود.

2 - تراجع الاستثمارات:

تعاني الاستثمارات الصينية المباشرة في روسيا هي الأخرى. حيث تراجعت، بحسب تصريح وزارة التجارة الصينية، بنسبة 25% في النصف الأول من عام 2015، الوقت الذي كانت فيه الصين تستثمر أموالها بارتياح في دول أخرى حيث ارتفعت قيمة استثماراتها الخارجية بأكثر من 29%.

وكان البلدان قد روجا لمشاريع طموحة في البنى التحتية، كإنشاء خط للقطار السريع ما بين بكين وموسكو، إلا أنها لم ينفذ منها الكثير حتى الآن. وقالت ايمولينكو:"نحن نشكك بشكل عام بروايات ازدهار الاستثمار الصيني في روسيا" وأضافت: "لا تبدو الصين شديدة الحماس، فهناك بضعة مشاريع، إلا أنها صغيرة نسبة الى الصورة العامة للأشياء وتبدو ذات طابع سياسي أكثر من كونها اهتماماً بالغاً للصين بالاقتصاد الروسي".

3 - التشكيك بتنفيذ خط أنابيب الغاز:

عام 2014 وقع البلدان اتفاقاً تاريخياً للغاز، وتم الاحتفاء به كمثال عن حقبة جديدة من التعاون. وبموجب الاتفاق تبدأ روسيا بتصدير 30 مليار متر مكعب من الغاز سنوياً من سيبيريا الى الصين عام 2018، مع امكانية زيادة الشحنات إلى 60 مليار متر مكعب سنوياً. إلا أن المخططات لبناء خط أنابيب ثان لزيادة الإمدادات الى الصين أصبح يعاني تصدعات جدية.

وقد واجه البلدان صعوبة في الاتفاق على التمويل نتيجة الركود العالمي في أسعار النفط. هذا ولم يعلن عملاق الغاز الروسي غازبروم، المسؤول عن هذا المشروع، أي توضيح عن وضع المفاوضات. وتقول وسائل اعلام روسية ان مشروع خط الأنابيب الثاني وقيمته 55 مليار دولار قد تأجل الى أجل غير مسمى.

4 - مصادر تمويل جديدة:

تقدمت الصين باتجاه روسيا في منطقة واحدة وهي إقراض المال للأعمال الروسية.

فهناك عدة شركات روسية تكافح لإعادة دفع ديونها الأجنبية، لأنها حرمت على نحو كبير من مصادر التمويل الأوروبية والأمريكية. وأصبحت الصين المقرض الأجنبي الأكبر للشركات الروسية. إذ بلغت القروض 11.6 مليار دولار عام 2014 مقابل 7.5 ملياراً عام 2013.

إلا أن الدور الصيني لا يزال صغيراً نسبة إلى القروض الغربية السابقة للعقوبات. حيث اقترضت الشركات الروسية عام 2013 مثلاً 22 مليار دولار من بريطانيا وحدها.

نشر