ألق نظرة داخل أكبر حي في العالم منشأ بتقنية الطباعة ثلاثية البعد.. أين يقع؟

ستايل
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتم بناء أكبر مجتمع من المنازل المنشأة وفق تقنية الطباعة ثلاثية البعد في العالم، وتحديدًا في ولاية تكساس الأمريكية.

ورُفع الستار أخيرًا عن أول منزل مكتمل من أصل 100 منزل. ومن المقرر أن يُرّحب الحي بالسكان بدءًا من شهر سبتمبر/ أيلول.

ويعتبر المجتمع جزءًا من تطوير أوسع في "جورج تاون"، تكساس، وهو يُعرف باسم "وولف رانش".

ويقع على بعد حوالي 30 ميلاً شمال مدينة أوستن، عاصمة الولاية.

وهذا المشروع هو ثمرة تعاون بين شركة الإنشاءات في تكساس ICON، وشركة بناء المنازل Lennar، وشركة الهندسة المعمارية الدنماركية Bjarke Ingels Group (BIG).

وقالت المتحدثة باسم ICON، كارا كولكنز، لـCNN، إن مشترين محتملين قد تجوّلوا في المنزل النموذجي أثناء الافتتاح الكبير للمشروع، السبت، وبيعت بعض الوحدات بالفعل.

أمريكا
من المتوقع أن يستقبل الحي، الذي يتألف من 100 منزل، سكانه الأوائل في شهر سبتمبر/ أيلول 2023. Credit: ICON

وتُظهر صور المبنى المكتمل حديثًا، الذي تشاركه الشركة، تصاميم داخلية ذات إضاءة زاهية وجدران رمادية منحنية.

وصنعت الجدران من مزيج خرساني يُعرف باسم Lavacrete.

وبعد طباعة الجدران، يتم تثبيت الأبواب والنوافذ والأسقف، وجميعها مجهزة بألواح شمسية.

وتقول ICON إنه تمت طباعة أكثر من ثلث جدران المنازل. ويتم بيع العقارات المعروضة حاليًا بسعر يتراوح بين 475 و599 ألف دولار.

وتتراوح أحجام المنازل المصنوعة وفق تقنية الطباعة ثلاثية البعد بين 1,500 و2,100 قدم مربع، وتضم بين 3 و4 غرف نوم.

أمريكا
صورة تعكس التصميم الداخلي لأحد المنازل. Credit: ICON

أسرع وأنظف وبأسعار معقولة

عندما أعلنت ICON عن المشروع في عام 2021، وصفه المؤسّس المشارك والرئيس التنفيذي للشركة، جيسون بالارد، بأنه "لحظة فاصلة في تاريخ التنمية على مستوى المجتمع".

وقال إن الطباعة ثلاثية البعد توفر منازل عالية الجودة بشكل أسرع وبتكلفة أقل من طرق البناء التقليدية.

وفي الوقت عينه، أفاد مارتن فويلكل، الشريك في Bjarke Ingels Group، في بيان، أنّ المباني المنشأة وفق تقنية الطباعة ثلاثية البعد كانت بمثابة "خطوة مهمة نحو تقليل النفايات في عملية البناء، وكذلك نحو جعل منازلنا أكثر مرونة واستدامة واكتفاءً ذاتيًا من الطاقة".

ويشير بحث مستقل إلى أن دور الطباعة يمكن أن يقلل من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ومخلفات البناء.

ويمكن للطابعات ثلاثية البعد تشييد المباني من دون قالب بناء، وهي قوالب خرسانية يصب فيها الأسمنت عادة، ما يقلّل بشكل كبير من الاستخدام الكلي للمادة.

أمريكا
تعمل طابعات "فولكان" الآلية من ICON، التي يبلغ عرضها 46 قدمًا، على إنتاج مزيج خرساني يسمى Lavacrete. Credit: ICON

ويعتبر الأسمنت مسؤولًا عن حوالي 8٪ من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون العالمية سنويًا.

ووجدت دراسة أجريت في سنغافورة عام 2020، أنّ وحدة الحمام التي تم إنشاؤها باستخدام الطباعة ثلاثية البعد كانت أرخص بنسبة 25.4٪، وتنتج 86٪ أقل من ثاني أكسيد الكربون من تلك المصنوعة باستخدام طرق البناء التقليدية.

ومع ذلك، أشار النقّاد إلى أن المنازل المنشأة وفق هذه التقنية لا تزال تعتمد على الخرسانة كثيفة الكربون. كما أن قوانين البناء التي تتناول سلامة الهياكل واستقرارها لم يتم تبنيها على نطاق واسع حتى الآن.

ويعد "وولف رانش" هو أكبر مشروع لشركة ICON حتى الآن، رغم أن الشركة استخدمت بالفعل الطباعة ثلاثية البعد لبناء مساكن اجتماعية أو مدعومة في المكسيك وتكساس.

وكان بالارد أخبر CNN عام 2019، أنه في الإمكان استخدام تكنولوجيا شركته أيضًا لمكافحة التشرد أو توفير المأوى عقب الكوارث الطبيعية.

وقال: "الطباعة ثلاثية البعد ليست خيالًا علميًا.. لقد تجاوزنا هذه العتبة من الخيال العلمي إلى الواقع".

وتابع: "وفي المستقبل، رهاننا أن هذا سيكون أفضل أمل للبشرية لحل سكني يتناسب مع قيمنا".