علامة فارقة بتاريخ طلات جوائز الأوسكار.. ما سر فستان ليزي غاردينر؟

ستايل
نشر
6 دقائق قراءة
231122150909-01-lizzy-gardiner-credit-card-dress.jpg
Credit: Barry King/Hulton Archive/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- هل تتذكرون عندما أثارت مصمّمة الأزياء الأسترالية ليزي غاردينر ضجة في حفل توزيع جوائز الأوسكار السابع والستين، حين مشت على السجادة الحمراء بثوب مصنوع من 254 بطاقة أمريكان إكسبريس ذهبية اللون؟

وضعت وشاحًا طويلًا لامعًا وارتدت ملابس داخلية ذهبية وحذاء مطابقًا، فشكّلت علامة فارقة لا تمحى بتاريخ أزياء حفل توزيع جوائز الأوسكار. وبالنسبة لمن يتساءلون إن كانت جميعها أصلية أو منتهية الصلاحية، من نوع Amexes، ذكرت مجلة تايم أنه رغم أن كل بطاقة تحمل اسم غاردينر، إلا أنّ كلّ منها كانت تفتقر إلى رقم، ما يجعلها غير صالحة. 

سُجّل هذا الحدث عام 1995، وكانت غاردينر حينها غير معروفة في هوليوود حينها، وقد ترشحت لجائزة أفضل تصميم أزياء عن عملها في فيلم "مغامرات بريسيلا، ملكة الصحراء". لقد وضعت تصوّرًا لفستان من بطاقات الائتمان كي يرتديه أحد أبطال الفيلم الثلاثة الذين يرتدون ملابس مغايرة أساسًا، لكن يُقال أن أمريكان إكسبريس والعديد من الشركات المصرفية الأخرى رفضت فرصة ظهور بطاقاتهم في الإنتاج. (انتهى بها الأمر باستخدام فستان مصنوع من النعال عوض ذلك).

فستان غاردينر

ونقل عن غاردينر أنها أخبرت مراسلي السجادة الحمراء عن أصل ملابسها في حفل توزيع جوائز الأوسكار: "أنا مفلسة، ولم يكن لدي أي شيء أرتديه. لذلك قمت بمراجعة قائمة الأفكار الجيدة السابقة". وقالت لاحقًا لصحيفة نيويورك تايمز إنها كانت "تبحث عن رمز أمريكي"، وأضافت: "كان يمكن أن تكون زجاجة كوكا كولا أو ميكي ماوس أمرًا سخيفًا، وكان القيام بأي شيء بالعلم الأمريكي سيكون بمثابة إهانة، وكانت أغطية إطارات كاديلاك مجرد شيء غير مريح للغاية". 

وعندما صعدت هي وزميلها مصمّم الأزياء تيم تشابل على خشبة المسرح لتسلم جائزتهما، قال المضيف ديفيد ليترمان مازحا: "أقول لك إن أمريكان إكسبريس لا يمكنها دفع ثمن دعاية  بهذا القدر".

منحت الشركة، هذه المرة، غاردينر الإذن باستخدام بطاقاتها. وقالت صحيفة التايمز إن شركة أمريكان إكسبريس التي كانت، بالمناسبة، أحد رعاة الحدث، أرسلت أكثر من 300 بطاقة قامت هي وسلفادور بيريز، مصمم من لوس أنجلوس، بتجميعها في ثوب خلال 12 ساعة تقريبًا.

وبعد شهر من الحدث، أوضحت متحدثة باسم أمريكان إكسبريس سبب موافقة الشركة على فستان غاردينر لجوائز الأوسكار، وليس الفيلم، قائلة: "الأمر مختلف. إنها لا تُلبس شخصية. إنها ترتدي ملابسها بنفسها".

وبعد فترة ليست بطويلة، قالت شركة أمريكان إكسبريس إنها اشترت الفستان من غاردينر بسعر لم يكشف عنه، وفقًا لصحيفة لوس أنجلوس تايمز.

الثوب/ البيان

تم تفسير فستان غاردينر على نطاق واسع على أنه ضربة ساخرة لتجاوزات هوليوود. وقد أكدت ذلك في الآونة الأخيرة، بأنها كانت بالفعل "احتجاجًا على الملابس"، وفق ما صرّحت لمجلة هوليوود ريبورتر هذا العام، مشيرة إلى أنّ بطاقات الائتمان "تعكس ثروة شخص ما ومكانته".

كما لاقى الفستان اللافت للنظر استحسانًا في تلك الليلة، حيث أثنى النقاد على اختيارها للأزياء باعتباره أكثر جرأة من اختيار المشاهير الأكثر شهرة على السجادة الحمراء. في ذلك الوقت، كتبت صحيفة نيويورك تايمز أنه في "أمسية تميزت بافتقارها إلى الملابس الفاحشة" تمكنت غاردينر من "ترك انطباع حي".

وكان البعض الآخر أقل مجاملة. إذ وصفت مجلة تايم الفستان لاحقًا بأنه أحد أسوأ الفساتين بتاريخ حفل توزيع جوائز الأوسكار، وبأنه "مبتذل"، وتساءلت "كيف تمكنت من الجلوس؟" لكن تأثير الفستان كان له صدى في عالم الموضة حتى يومنا هذا. 

فستان غاردينر
الفستان معروض بمركز باسيفيك للتصميم في لوس أنجلوس، في عام 2004.Credit: Amanda Edwards/Getty Images

في عام 2017، قامت العلامة الأمريكية Vaquera بتكريم غاردينر من خلال إعادة وضع تصّور لتصميمها (مع بطاقات الائتمان الوهمية التي تحمل علامة Vaquera) على المدرّج. لاحظت مجلة Vogue في ذلك الوقت أن التصميم تناول "مواضيع بلوغ سن الرشد من زاوية عبثية". حتى أن نسخة طبق الأصل من فستان غاردينر الشهير، الذي ابتكرته المصممة وأمريكان إكسبريس، وجدت طريقها إلى مبنى المزاد في كريستيز لإجراء مزاد خيري، بيع خلاله بمبلغ 12650 دولارًا.

وعلقت غاردينر لاحقًا على هذا الزي في مقابلة أجريت معها عام 2017، بالقول لقناة ABC News الأسترالية إنه "أزعج الكثير من الناس حقًا"، مضيفة: "أعتقد أن الكثير من النساء، شعرن بالغرور أو الغضب لأنني لم أكن آخذ الأمور على محمل الجد كما ينبغي".

اليوم، نجد هذا الفستان الأيقوني بمعرض فيكتوريا الوطني في أستراليا، وهو قطعة من تاريخ الموضة وتذكير بأنك لست بحاجة إلى أن تكون اسمًا مألوفًا لتحدث إعجابًا على مسرح هوليوود الأروع.

أما بالنسبة لحجم الدعاية الذي حصدته أمريكان إكسبريس من هذه الروعة؟ فهذا لا يقدر بثمن.