بسبب التغير المناخي.. هل ستصبح عطلات التزلج من الماضي؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- كان لدى المنظمين في كأس العالم للتزلج الريفي في "نوفي ميستو نا مورافي" الشهر الماضي ما يكفي من الثلج ليغطي 4 كيلومتر من مسارات التزلج. وأما مشكلتهم، فتكمن في كون واحدة من الأحداث الرئيسية في المسابقة عبارة عن سباق طوله 15 كيلومتر.

ووفقاً لإرشادات الاتحاد الدولي للتزلج (ISF)، يتطلب هذا الحدث حلقة تزلج طولها 5 كيلومتر على الأقل.

وجعلت درجات الحرارة الدافئة في جمهورية التشيك صناعة الثلج الاصطناعي أمراً صعباً في الفترة التي سبقت الحدث.

ولذلك، قام المنظمون باستغلال مخزونهم من ثلوج العام الماضي كي يضاعفوا قسماً من الحلقة من أجل إنشاء حلقة ثانية أقصر في داخلها، ومعاً، بلغت الحلقتان الطول المطلوب للمسار، وهو 5 كيلومتر.

وعندما لا تكون الطبيعة بجانبك، يجب أن تتحلى بالإبداع.

ورغم مواجهة هذا التحدي، قال الأمين العام للمسابقة، جان سكريكا، لـCNN: "كنا نعلم أن الحدث سيستمر، ولم يكن هناك شك في ذلك".

ورغم الأسابيع الصعبة التي واجهها سكريكا مع فريقه لحل المشكلة، إلا أن الحدث كان ناجحاً في النهاية، مع مجيئ الآلاف من المتفرجين لتشجيع النخبة في مجال التزلج.

ربما تُنسى التحديات التي واجهت المسابقة عمّا قريب، ولكن، لن تختفي المشكلة.

قد تصبح عطلات التزلج أمراً من الماضي بسبب التغير المناخي
قول الخبراء إنه من المحتمل أن تعاني الرياضات الثلجية بشكل أكبر في المستقبل بسبب تغير المناخ. Credit: CHRISTOF STACHE/AFP/Getty Images

ويقول الخبراء إن من المحتمل أن تعاني الرياضات الثلجية بشكل أكبر في المستقبل بسبب تغير المناخ. 

وتُشير درجات الحرارة المرتفعة على مستوى العالم إلى أن مواسم التزلج قد تصبح أقصر بشكل ملحوظ.

مواسم التزلج سوف تُصبح أقصر

وتدرك اللجنة الأولمبية الدولية (IOC) هذه المشكلة جيداً، وفي تقرير يستكشف تأثير التغير المناخي على الألعاب الشتوية المستقبلية، حذّرت اللجنة من إمكانية ارتفاع خط الثلج مع زيادة درجات الحرارة.

ويعني ذلك وجود عدد أقل من الأماكن المناسبة للتزلج والقيام برياضات شتوية أخرى حول العالم. 

قد تصبح عطلات التزلج أمراً من الماضي بسبب التغير المناخي
تُشير درجات الحرارة المرتفعة على مستوى العالم إلى أن مواسم التزلج قد تصبح أقصر بشكل ملحوظ. Credit: CHRISTOF STACHE/AFP/Getty Images

ويتوقع تقرير اللجنة أن من شأن زيادة درجة مئوية واحدة (1.8 درجة فهرنهايت) دفع خط الثلج إلى الأعلى بمقدار 150 متر.

وقالت اللجنة إن موسم التزلج قد يتأخر شهرا، وربما ينتهي قبل موعده الاعتيادي بـ3 أشهر. 

وعندما درس علماء من المعهد الملكي الهولندي للأرصاد الجوية بيانات عمق الثلوج من ألف و131 محطة جوية في جميع أنحاء أوروبا، وجدوا أن متوسط عمق الثلوج انخفض بنسبة تزيد عن 12% خلال العقد الواحد على مدار الأعوام الـ66 الماضية. 

وذكرت اللجنة أن درجات الحرارة المرتفعة سوف تؤثر بشكل خاص على منتجعات التزلج التي تقع على ارتفاع  أقل من ألف متر، مثل مدينة "نوفي ميستو نا مورافي" الواقعة على ارتفاع 600 متر.

وقبل عامين، أدركت المدينة أن من الصعب التنبؤ بظروفها الثلجية المحلية، وشجعها ذلك على بناء منشأة عملاقة لتخزين الثلج لاستخدامه عند استضافة مسابقات الرياضات الشتوية الكبرى.

سوف يزداد الأمر سوءاً

ويهدف اتفاق باريس لتغير المناخ، والذي وقعت عليه معظم الدول حول العالم، إلى إبقاء انبعاثات ثاني أكسيد الكربون أقل من درجتين مئويتين، وفقاً لمستويات ما قبل زمن الصناعة بحلول نهاية القرن. 

ويُعد هذا الهدف طموحاً، ويتطلب من معظم البلدان في جميع أنحاء العالم خفض انبعاثات الكربون فيها بشكل كبير في الأعوام القادمة.

وانسحبت الولايات المتحدة، وهي ثاني باعث لثاني أكسيد الكربون بالعالم، من الصفقة تحت رئاسة دونالد ترامب.

ووجدت أبحاث استكشفت الظروف المناخية المتغيرة في 21 مدينة استضافت الألعاب الأولمبية الشتوية في السابق أنه حتى في حال انخفاض الانبعاثات، والحد من الاحتباس الحراري، سوف تظل 13 مدينة فقط مناسبة للرياضات الشتوية بحلول عام 2050.

نشر