تفكيك طائرتي بوينغ 787 دريملاينر لم تبلغا عامهما العاشر بعد.. لماذا؟

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- إذا كنت ترغب بشراء طائرتين من طراز بوينغ 787-8s ذات الهيكل العريض، وغير مستخدمتين كثيرًا، فمن الأفضل لك أن تتوجّه إلى اسكتلندا فورًا قبل أن يتم تفكيك الطائرتين التابعتين لشركة طيران نرويجية، وبيع قطع غيارهما.

ويقل عمر كل من الطائرتين عن 10 أعوام، حيث تم تسليمهما في شهري يونيو/ حزيران وأغسطس/ آب من العام 2013.

وهما أولى طائرات "دريملاينر" المتقاعدة، اللتين يتم تفكيكهما في مطار بريستويك بالقرب من غلاسكو، اسكتلندا.

وقال كين فيتزجيبون، الرئيس التنفيذي لشركة EirTrade، التي تدير العملية وتتخذ من دبلن مقراً لها: "يتم العمل بالطائرتين في الوقت عينه.. قد يستغرق الأمر بين ثلاثة وأربعة أشهر على الأرجح".

وتابع: "عملية التفكيك تشبه خط الإنتاج، لكنها هندسة عكسية.. وفي النهاية، نهدف إلى إعادة تدوير حوالي 95٪ من الطائرة".

وتتمتع EirTrade بخبرة سابقة في التخلص من الطائرات الصغيرة ذات الهيكل العريض، إذ عملت على طائرات A380 المتقاعدة لدى الخطوط الجوية السنغافورية والخطوط الجوية الفرنسية، التي بلغ عمرها أيضًا حوالي عقد من الزمان.

وأشار لي كاري، نائب رئيس إدارة الأصول لدى Eirtrade، إلى أنّ تكاليف الصيانة تمثّل أحد أسباب تفكيك الطائرتين: "شارفتا على فحص الـ12 عامًا، وهو أكبر حدث صيانة تخضع له هذه الطائرات".

وذكّر أنّ الطلب على قطع الغيار سيرتفع، ما يجعل العملية مجدية اقتصاديًا.

وأوضح كاري: "أُزيلت محركات هذه الطائرات قبل أسابيع.. بدأنا بعد ذلك بعملية إزالة الوقود للتأكد من إزالة أي وقود خطير والتخلص منه بشكل صحيح".

وبعد ذلك، تم سحب الطائرة إلى حظيرة خاصة لتفكيكها. ويملك فريق التفكيك "قائمة حصاد" بالمواد القيّمة التي يريدونها.

وأخيرًا، يتم إصلاح المواد بعد تفكيكها وإعادتها إلى الشكل المطلوب.

ويتم بيعها في ما بعد لشركات الطيران، أو شركات الصيانة، أو مصنّعي المعدات، أو شركات تأجير الطائرات في جميع أنحاء العالم، لدعم أسطول 787 العالمي.

بعد أقل من 10 أعوام.. تفكيك طائرتين من طراز بوينغ 787 دريملاينر
صورة تظهر عملية تفكيك داخلية لطائرة A320 في حظيرة الطائرات EirTrade، في مطار نوك غرب ايرلندا. Credit: EirTrade Aviation

ضحايا الجائحة

وكانت الطائرتان وصلتا إلى موقعهما الحالي في مطار بريستويك، اسكتلندا، لتخزينهما، في صيف عام 2019. وكانتا جزءًا من مجموعة 35 طائرة بوينغ 787 أوقفت عن العمل بسبب مشاكل في شفرات محركها، كانت تتصدّع أو تتآكل قبل أوانها.

ورغم إيجاد الحل، لم تدخل الطائرتان مجال الخدمة مجددًا. وبعد ذلك، تفشت جائحة فيروس كورونا المستجد.

وفي عام 2020، كانت الشركة النرويجية تكافح من أجل البقاء، وأعلنت إفلاسها.

ومعلوم أنه كلما طالت مدة بقاء طائرات 787 على الأرض، زادت كلفة إعادتها للطيران مجددًا، بسبب أعمال الصيانة المطلوبة. ونتيجة لذلك، لم تعودا صالحتين للطيران.

وأوضح كونور دايفر، كبير المحللين لدى شركة تحليلات الطيران Cirium: "تعتبر بريستويك مكانًا مريعًا حقًا لتخزين طائرة، لأنها باردة ورطبة وممطرة.. ربما كانوا يخططون لإصلاحهما فقط، لكن بعد ذلك وقعت أحداث أخرى".

ويحتمل أن تكون حالة الطائرة قد لعبت دورًا كبيرًا في حقيقة عدم تقدم أي شركة طيران لشرائها.

وقال دايفر: "صيانة هيكل عريض وحديث أمر مكلف للغاية"، موضحًا أن قطع الغيار قد تكون أكثر قيمة من الطائرة نفسها.

ويبلغ متوسط قيمة طائرة بوينغ 787-8، بعمر مماثل، حوالي 30 مليون دولار.

وعند النظر إلى حالة الطائرتين، فكانت قيمتهما أقل وأقرب إلى 20 مليون دولار، بحسب دايفر. لذلك، أصبح تفكيكهما لأجزاء خيارًا أكثر جاذبية.