هل يتحول الـ"هايبرلوب" إلى حقيقة؟ هذا ما قد يبدو عليه التنقل بالمستقبل

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة
من الطائرات الكهربائية إلى الـ"هايبرلوب".. هذا ما قد يبدو عليه التنقل بحلول عام 2050
Credit: Mathieu Lewis-Rolland/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يُعد قطاع النّقل من أكبر القطاعات المُساهِمة في إنتاج الكربون، وهو مسؤول عن حوالي 37% من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالميّة.

ومع تطلّع مخططي المدن إلى المستقبل، يركّز الكثير منهم على الاستدامة، والابتعاد عن المركبات التقليديّة المُشغّلة بالوقود.

وبصفتها المديرة الإداريّة لشركة "Newlab Detroit"، وهي مركز عالمي للابتكار في مجال النّقل، تُعد أليسين مالك جزءًا من فريق يجمع بين مختلف الخبرات لإنشاء حلول في مجال النقل.

وتحدّثت CNN مع مالك مؤخرًا بشأن ما سيبدو عليه السّفر بحلول عام 2050.

(تم تعديل المقابلة التالية لغرض الطول والتوضيح فقط).

السؤال: ما هي بعض الرّكائز الأساسيّة لقطاع النّقل؟

مالك: بعض الرّكائز الأساسيّة التي تُعتبر ضروريّة حقًا لنجاحه تتمثل بإمكانيّة الوصول إليه.

وما مدى سهولة الوصول إلى حلول النّقل؟ وما وتيرة تشغيل الخدمات؟ وما هي المناطق التي يتم تغطيتها؟ وهل يمكن للأشخاص حقًا الوصول إلى حيث يحتاجون الذّهاب إليه، أو جلب بضائعهم إليهم بسهولة؟

ويتمحور الأمر حقًا حول التّأكد من تمتّع كل شخص بعدّة خيارات.

ومع تطلّعنا إلى المستقبل، نحتاج أيضًا إلى التّفكير بالنّقل المستدام.

السؤال: كيف تتخيلين تنقّل الأشخاص من النقطة "أ" إلى "ب" في عام 2050؟

مالك: عند التفكير بعام 2050، وكيفية تنقّلنا، فإن الأمر الذي يُشعِرني بالحماس يتمثل بتنوّع الخيارات التي ستتوفّر لدينا حينها.

وسيستمر الأشخاص بركوب الدّراجات، واستخدام الحافلات، ولكن يتعلّق الأمر حقًا بالقدرة على القيام بالخيار الأفضل للرّحلة التي يحتاجون إليها.

وعندما أفكّر بعام 2050 وأنواع التّقنيات التي يمكن استخدامها في النّقل، أعتقد أنّنا سنرى أشكالاً متكرّرة للأشياء التي نراها اليوم بالفعل، مثل الكهربة (عملية استبدال التقنيات التي تستخدم الوقود الأحفوري بتقنيات تستخدم الكهرباء كمصدر للطاقة).

كما أعتقد أنّنا سنبدأ برؤية تقنيّات جديدة أخرى، تبدأ بشقّ طريقها.

السؤال: أصبحنا نشهد بالفعل خضوع مركبات ذاتيّة القيادة للاختبار بمناطق في العالم اليوم. أين ترين هذه التكنولوجيا في عام 2050؟

مالك: يتعلّق الكثير ممّا نسمعه في الأخبار اليوم بالسّيارات ذاتيّة القيادة، وهذه التّقنيات قيد الاختبار والتّطوير، وأعتقد أنّ رؤية التّقدم مثيرة جدًا.

ولكن مع تطلّعنا إلى عام 2050، أعتقد أنّ المكان الذي سنشهد فيه انطلاق هذه التّكنولوجيا حقًا هو المساحة التجاريّة، حيث تكون لديك رحلات أقصر.

وعندما نفكّر بالقدرة على القيادة في كل مدينة، وكل طريق ترابي وسريع في البلاد، فإن محاولة تحقيق ذلك أمرٌ صعب.

ولذلك عندما نفكّر في المكان الذي يمكن أن تتوسّع فيه هذه الخيارات أولاً، سيتحقّق الأمر في هذه المناطق الأكثر بساطة.

السؤال: ما انطباعك عن طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائيّة (eVTOL) أو سيارات الأجرة الجويّة؟

مالك: التكنولوجيا موجودة بالفعل، وهي تعمل.

ونحتاج إلى التّأكد من أنّها آمنة، وموثوقة، إضافةً للتصديق عليها بالطّرق ذاتها التي تخضع لها الطّائرات.

وعندما تفكّر في نقل الرّكاب بطرقٍ جديدة، هناك معيار أعلى بكثير يجب التقيدّ به عندما يأتي الأمر للسلامة، وهذا جزء من العمل الذي يتم إنجازه حاليًا.

ولكن أعتقد أنّنا سنشهد استخدام المزيد من طائرات الإقلاع والهبوط العمودي الكهربائيّة في نقل البضائع خلال الأعوام العشرين القادمة.

السؤال: هل سنشهد تشغيل شبكة "هايبرلوب" بحلول عام 2050؟

مالك: عند التفكير في تحويل الـ"هايبرلوب" إلى واقع، عليك أن تبدأ في التّفكير بكيفيّة بناء تلك البنية التحتيّة، وكيفيّة جعلها مُتاحة، وكيفيّة تناسبها مع دراسة جدوى، والتّأكد من أنّها مرنة أمام التغييرات.

وهكذا عند النّظر إلى الفرصة المستقبلية للـ"هايبرلوب"، فإنها ليست كذلك.

ولكن "هل التّكنولوجيا جاهزة؟" سأقول إنّها متوفّرة.

ويتعلّق الأمر حقًا بما إذا كانت البنية التحتيّة جاهزة، إضافةً لكيفيّة الاعتماد عليها ونشرها.

السؤال: هل تعتقدين أنّ السّفر الجوّي الأسرع من الصّوت سيعود؟

مالك: لقد رأينا طائرات تفوق سرعة الصّوت في الماضي، وأعتقد أنّنا سنراها في المستقبل.

وعند تفكيرنا في التّطورات وتزايد السّفر العالمي، أعتقد أنّه يوجد طلب.

ويتمثل الأمر الذي تغير عن العقد الأول من القرن الـ21 عندما شهدناها (التقنيّة) سابقًا، بالتّشجيع نحو الاستدامة.

والآن، لم يعد الأمر يتعلّق بما إذا كنّا سنرى طائرات تفوق سرعة الصّوت فقط، بل ما إذا كان سيتم تغذيتها بوقود كربوني صافي الصّفر؟

وأعتقد أنّ هذا يحتاج حقًا إلى أن يكون جزءًا مهمًا من المحادثة أثناء تطلّعنا إلى تلك الفرصة في المستقبل.