دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- يتقلص متوسّط عرض مقاعد الطّائرات منذ عقود، وذلك رُغم زيادة الأجسام حجمًا في جميع أنحاء العالم، إذ يتوقّع الخبراء معاناة أكثر من نصف سكان العالم من زيادة الوزن أو السّمنة بحلول عام 2035.
ويعني ذلك أنّه من المرجّح أن يواجه المزيد من الركّاب صعوبةً في الجلوس على مقاعد الطائرة.
وتميل السّياسات المتعلّقة بالمسافرين من ذوي الحجم الزّائد إلى الاختلاف بين شركة طيران وأخرى.
وبينما تُطالب العديد من شركات الطيران، بما في ذلك خطوط "يونايتد" الجويّة، العملاء "الذين يحتاجون إلى مقاعد إضافية" بشراء مقعدٍ إضافي مُقدَّمًا، يحرص بعضها على رد المبلغ في حالة توفّر مقعد واحد أو أكثر بعد إقلاع الطائرة.
ومع ذلك، لا يوجد معيار عالمي يتم اتّباعه.
سياسات مُربِكة
وفي أبريل/نيسان، أطلقت المؤثِّرة في مجال السفر، جايلين تشيني، وهي من أصحاب الوزن الزائد، عريضةً تَحثّ إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) على تكليف جميع شركات الطيران بتطبيق سياسة شاملة للعملاء من أصحاب الحجم الكبير تعمل على "منح الأولويّة لراحة ورفاهيّة جميع الرّكاب".
وقالت تشيني لـCNN: "نحن بحاجة لأن تكون السّياسات مُوحَّدة بدرجةٍ أكبر إلى حدٍ ما"، مضيفة: "يجب أن تتمتّع كل شركة طيران بسياسة تُرشِد أصحاب الحجم الكبير بشأن كيفيّة التّعامل مع خطوط الطيران الخاصة بها".
ووافقها في الرّأي تشارلز ليوتشا وهو المُؤسِّس المشارك لمجموعة "ترافيلرز يونايتد" للدّفاع عن عملاء شركات الطيران،
وأوضح ليوتشا: "سيشعر جميع الركاب من أصحاب الحجم الزّائد بالامتنان لمعرفة القواعد".
مساحة ضيّقة
ومن المطالب المُدرجة ضمن عريضة تشيني، والتي تلقّت أكثر من 17 ألف توقيع حتّى وقت كتابة هذا التقرير، ضرورة توفير جميع شركات الطيران "مقاعد إضافية يمكن الوصول إليها للعملاء من أصحاب الحجم الكبير"، والذين قد يحتاجون إلى مساحة أكبر.
وأفادت العريضة: "يجب تزويد هؤلاء الركاب بمقعد إضافي مجاني، أو حتّى مقاعد متعدّدة، لتلبية احتياجاتهم، وضمان راحتهم، وسلامتهم، والأشخاص من حولهم أثناء الرحلة".
ووصفت تشيني سياسات شركات الطيران، والتي تُطالب المسافرين من أصحاب الوزن الزائد بشراء مقعد إضافي أثناء الطيران، بـ"التمييزية"، مشيرةً إلى أنّ الركاب من أمثالها "يدفعون ضعف السعر مقابل التجربة ذاتها".
قضايا حقوق الإنسان
ويرى المدافع عن حقوق ركاب الرحلات الجوية في كندا، غابور لوكاكس، أن فرض الرّسوم على الرّكاب الأكبر حجمًا لشغلهم مقعدين، تُعتَبر من قضايا حقوق الإنسان.
وقال لوكاكس لـ CNN: "كونك شخصًا كبير الحجم ليس خيارًا كما يعتقد الكثير من الأشخاص بشكلٍ خاطئ"، موضحًا أن هناك "الكثير من الاهتمام السلبي والتحيّز ضد الأشخاص من ذوي الحجم الزائد".
وأكّد لوكاكس: "لذا من خلال عدسة حقوق الإنسان هذه، لا أرى أي مبرّر لفرض أجرة مضاعفة على هؤلاء الأشخاص".
