سيارة رباعية الدفع للطرق الوعرة تعبر المغرب بواسطة الطاقة الشمسية

سياحة
نشر
7 دقائق قراءة
سيارة رباعية الدفع عبرت المغرب بواسطة الطاقة الشمسية!
Credit: STE/Bart van Overbeeke

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تزداد شعبية السيارات الخالية من الانبعاثات، ولكن قيادة السيارة الكهربائية أمر أقرب إلى المستحيل في الأماكن ذات البينة التحتية المحدودة للشحن.

لكن، قد تتمكن "ستيلا تيرا" من تغيير ذلك. حيث تستخدم سيارة الدفع الرباعي ذات اللون الكاكي الأخضر الألواح الشمسية على سطحها المائل لشحن بطاريتها الكهربائية، ما يعني أنها تستطيع القيادة لمسافات طويلة مدعومة بالكامل بأشعة الشمس.

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE/Bart van Overbeek

وقال ثيمي بوسمان، مدير الفعاليات في فريق من الطلاب بجامعة أيندهوفن للتكنولوجيا (TUE) تمكنّ من بناء أول مركبة تعمل بالطاقة الشمسية للطرق الوعرة في العالم، إن "هذه السيارة يمكن أن تساعد في ربط المناطق النائية حيث الطرق أقل تطورًا وشبكات الطاقة لا يمكن الاعتماد عليها"، فضلًا عن تأمين المساعدات الطارئة وعمليات التسليم.

وقد اختبر الفريق السيارة في المغرب بوقت سابق من هذا الشهر، حيث قطعت مسافة تزيد عن 1000 كيلومتر (621 ميلاً) بين الساحل الشمالي للبلاد والصحراء الكبرى في الجنوب.

وأوضح بوسمان أنّ "المغرب يتمتّع بتنوع كبير في المناظر الطبيعية والأسطح المختلفة في إطار مسافة قصيرة جدًا"، مضيفًا أنه تم اختبار السيارة "على كل أنواع الأسطح التي قد تواجهها".

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE/Bart van Overbeek

تبلغ السرعة القصوى المسموح بها للسيارة على الطريق 145 كيلومترًا (90 ميلًا) في الساعة. وفي يوم مشمس، يبلغ نطاق بطاريتها حوالي 710 كيلومترات (441 ميلًا) على الطرق، وحوالي 550 كيلومترًا (342 ميلًا) على الطرق الوعرة، بحسب السطح الذي تسير عليه. وفي الظروف الغائمة، يقدر الفريق أن المدى قد يكون أقل بـ50 كيلومترًا.

وأشار بوسمان إلى أنّ السيارة أثبتت أنها أكثر كفاءة بنسبة الثلث مما كان متوقعا في الرحلة، وأن تصميمها الخفيف الوزن جعلها أقل عرضة للتعثر على الأراضي الوعرة، كما وضع ضغطا أقل على نظام التعليق الخاص بها.

الابتكار الشمسي

وتُعتبر سيارات الدفع الرباعي الكهربائية أثقل من السيارات الكهربائية القياسية، وتتطلب بطاريات أكبر وأثقل لتشغيلها.

وشرح بوسمان: "بينما يبتكر سوق سيارات الدفع الرباعي حاليًا الطرازات السابقة، فإننا نبدأ حقًا من الصفر ونصمّم كل شيء بأنفسنا"، موضحًا أنّ تقليل وزن السيارة كان أمرًا ضروريًا، وركز الفريق المكوّن من 22 طالبًا على جعل كل عنصر فيها فائق الكفاءة. وتزن "ستيلا تيرا" 2,645 رطلاً (1,200 كيلوغرام) فقط، وتزن "ستيلا تيرا أي" ما نسبته 25% أقل تقريبا من متوسط ​​سيارات الدفع الرباعي متوسطة الحجم.

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE/Bart van Overbeek

أما بوب فان جينكل، المدير الفني لشركة "ستيلا تيرا"، فقد أشار إلى أن التصميم الديناميكي الهوائي يقلّل أيضًا من السحب، ويستخدم موادًا مركبة "خفيفة الوزن وقوية" لخفض الوزن.

وأضاف أن "(إحدى) فوائد الألواح الشمسية الموجودة في الأعلى تتمثل بأنه يمكننا الحصول على بطارية أصغر بكثير لأننا نقوم بالشحن أثناء القيادة".

ولفت فان جينكل إلى أنّ سائقي سيارات الدفع الرباعي التي تعمل بالطاقة الشمسية، لديهم القدرة للسفر على الطرق الوعرة، من دون الحاجة إلى نقاط شحن، ويتمتعون بالحرية للذهاب إلى أي مكان يريدونه. لكن القيد الوحيد يتمثل بـ"ماذا سيفعلون عندما يريدون النوم؟"

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE/Rien Boonstoppel

للإجابة على هذا السؤال، تعتمد "ستيلا تيرا" على فكرة العربة العاملة بالطاقة الشمسية التي أُنتجت سابقًا في الجامعة، وقام المصممون بجعل عناصر السيارة الرياضية متعددة الاستخدامات وصالحة للعيش، خلال القيام برحلات طويلة ومتعددة الأيام: على سبيل المثال، مقاعد السيارة قابلة للإمالة بالكامل لتتحول إلى سرير. وعندما تكون السيارة ثابتة، يمكن تمديد الألواح الشمسية لتحقيق أقصى قدر من الشحن، مع مضاعفة استخدامها كمظلة.

ولفت بوسمان إلى أنّ الفريق صمم أيضًا محولات الألواح الشمسية عالية الكفاءة التي يأمل أن تكون مفيدة لصناعة الطاقة الشمسية على نطاق أوسع.

من قمم الجبال إلى الكثبان الصحراوية

سيارة ستيلا تيرا
Credit: Bart van Overbeeke

وبعد الكشف عن النموذج الأولي لسيارة الدفع الرباعي في سبتمبر/ أيلول، سافر الفريق إلى المغرب لاختبار السيارة على مجموعة من التضاريس الوعرة.

انطلقوا من طنجة، مرورًا بسلسلة جبال الريف الوعرة، حيث كان الصعود والهبوط السريع بمثابة اختبار لـ"ستيلا تيرا" في أول تحدٍ لها على الطرق الوعرة.

وبالتوجه جنوبًا عبر فاس، اختبر الفريق السيارة على المسارات الجبلية في ميدلت، إحدى أعلى المدن في المغرب، وأنهى رحلته في الصحراء الكبرى، متحديًا "ستيلا تيرا" على مسارات رملية أكثر مرونة.

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE / Bart van Overbeeke

وأشار بوسمان إلى أنّ أهمّ ما يميز الرحلة كان "الغنى الهائل بالمناظر الطبيعية والأسطح التي سرنا عليها. لقد كانت كل ساعة من القيادة مختلفة تمامًا. لقد سمح لنا ذلك حقًا باختبار الكثير، لكن بالنسبة للفريق كانت رحلة مذهلة أيضًا للمجيء إلى هنا".

وتابع أن الرحلة لم تتأثر بالزلزال المدمّر الذي ضرب المغرب في أوائل سبتمبر/ أيلول، لكن بسبب الأثر الكبير الذي خلفته الكارثة على البلاد، قرر فريق "ستيلا تيرا" توحيد جهوده مع الصليب الأحمر في حملة تمويل جماعي لمساعدة المتضررين.

من المفهوم إلى الواقع

أوضح بوسمان أن مختبر ابتكار السيارات التابع لشركة "TUE" يقوم باختبار المركبات التي تعمل بالطاقة الشمسية منذ أكثر من عقد، وينتج سيارات نموذجية تتفوق عادةً على السوق بخمس إلى عشر سنوات.

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE / Bart van Overbeeke

يتمثل التحدي الرئيسي في تحويل السيارة النموذجية إلى سيارة يمكن إنتاجها بكميات كبيرة. وأعلن خريجو أول فريق طلابي لبرنامج "TUE Solar" في عام 2022، أن شركتهم "Lightyear" بدأت بإنتاج سيارة مزودة بألواح شمسية. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت الشركة إفلاسها، قبل إعادة إطلاقها بعد أشهر للتركيز على نموذج جديد أرخص.

سيارة ستيلا تيرا
Credit: STE / Bart van Overbeeke

ويأمل بوسمان وزملاؤه أن يتم إنتاج مفهوم سيارات رباعية الدفع بكميات كبيرة في المستقبل القريب. وقال بوسمان: "نحن نهدف أيضًا ليس فقط إلى إلهام الأشخاص العاديين، لكن أيضًا نسعى إلى صناعة السيارات، وسيارات فورد وكرايسلر في العالم، للتفكير مجددا في التصاميم والابتكار بشكل أسرع".

وخلص إلى أن "الأمر متروك للسوق الآن، الذي لديه الموارد والقوة اللازمتين لإحداث هذا التغيير والتحول إلى مركبات أكثر استدامة".