اكتشاف ظاهرة مفاجئة بجبال الهيمالايا قد تؤدي لإبطاء آثار تغير المناخ..ما هي؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- تذوب الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا بسرعة، لكن أوضح تقرير جديد أن ظاهرة مذهلة تحدث في أعلى سلسلة جبلية في العالم، يمكن أن تساعد في إبطاء آثار أزمة المناخ العالمية.

وعندما تصل درجات الحرارة المرتفعة إلى كتل جليدية معينة على ارتفاعات عالية، فإن ذلك يؤدي إلى رد فعل مفاجئ، يؤدي إلى هبوب رياح باردة قوية أسفل المنحدرات، وفقًا للدراسة التي نشرت في 4 ديسمبر / كانون الأول في مجلة "Nature Geoscience".

وأوضحت فرانشيسكا بيليتشيوتي، وهي أستاذة علم الجليد لدى معهد العلوم والتكنولوجيا في النمسا والمؤلفة الرئيسية للدراسة، أن المناخ الدافئ يخلق فجوة أكبر في درجات الحرارة بين الهواء المحيط فوق الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا والهواء البارد الذي يتلامس مباشرة مع سطح الكتل الجليدية.

وقالت بيليتشيوتي في بيان صحفي:"هذا يؤدي إلى زيادة في التبادل الحراري المضطرب على سطح النهر الجليدي وتبريد أقوى للكتلة الهوائية السطحية".

وتتدفق الكتلة الهوائية أسفل المنحدرات إلى الوديان، ما يسبب تأثير التبريد في المناطق السفلية من الأنهار الجليدية والنظم البيئية المجاورة.

ومع وجود الجليد والثلوج من سلسلة الجبال التي تغذي 12 نهرًا تمثل مصدر المياه العذبة لنحو 2 مليار شخص في 16 دولة، من المهم معرفة ما إذا كانت الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا قادرة على الحفاظ على تأثير التبريد المحفوظ ذاتيًا، حيث تواجه المنطقة ارتفاعًا محتملاً في درجات الحرارة خلال العقود القليلة المقبلة.

ذوبان الأنهار الجليدية

اكتشاف ظاهرة مفاجئة بجبال الهيمالايا قد تؤدي لإبطاء آثار تغير المناخ..ما هي؟
في هذه الصورة يناقش العلماء النتائج خلال رحلة ميدانيةCredit: Franco Salerno/The Institute of Science and Technology Austria

وأظهر تقرير صدر في يونيو/حزيران الماضي أن الأنهار الجليدية في جبال الهيمالايا ذابت بنسبة 65% بشكل أسرع في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين مقارنة بالعقد السابق، ما يشير إلى أن ارتفاع درجات الحرارة يتمتع فعليًا بتأثير في المنطقة.

من جانبها قالت فاني برون، وهي عالمة الأبحاث في معهد علوم البيئة في غرونوبل بفرنسا، إن التأثير الرئيسي لارتفاع درجة الحرارة على الأنهار الجليدية يتمثل في زيادة فقدان الجليد بسبب زيادة الذوبان.

وأضافت أن إطالة وتكثيف موسم الذوبان يتسببان في ترقق الأنهار الجليدية وتراجعها، ما يؤدي إلى تدهور المناظر الطبيعية التي تميل إلى زيادة درجة حرارة الهواء بسبب امتصاص السطح للطاقة بشكل أكبر.

يتم تحديد امتصاص الطاقة على السطح من خلال ما يُسمى "العاكِسِيَّة"، عندما تعكس الأسطح "البيضاء" مثل الثلج والجليد النظيف المزيد من ضوء الشمس (بياض مرتفع) مقارنة بالأسطح "المظلمة" مثل الأرض المكشوفة مع تراجع الأنهار الجليدية، والتربة، والمحيطات.

اكتشاف ظاهرة مفاجئة بجبال الهيمالايا قد تؤدي لإبطاء آثار تغير المناخ..ما هي؟
قام مختبر بيراميد الدولي/محطة المرصد المناخي الموجودة على جبل إيفرست بتسجيل بيانات الأرصاد الجوية كل ساعة منذ نحو ثلاثة عقود.Credit: Franco Salerno/The Institute of Science and Technology Austria

وبشكل عام، أوضحت برون أن هذه الظاهرة يتم تفسيرها على أنها حلقة ردود فعل إيجابية، أو عملية تعزز التغيير، لكنها بشكل عام لم تتم دراستها بشكل جيد ويصعب قياسها كميًا.

مع ذلك، عند قاعدة جبل إيفرست، بدت قياسات متوسطات درجات الحرارة الإجمالية مستقرة بشكل غريب بدلاً من الزيادة. وكشف التحليل الدقيق للبيانات عما كان يحدث بالفعل.

وقال فرانكو ساليرنو، المؤلف المشارك للتقرير والباحث في المجلس الوطني للبحوث في إيطاليا: "في حين أن درجات الحرارة الدنيا كانت في ارتفاع مستمر، فإن درجة الحرارة السطحية القصوى في الصيف كانت تنخفض باستمرار".

ومع ذلك، فحتى وجود هذه الرياح الباردة ليس كافيًا لمواجهة درجات الحرارة المتزايدة وذوبان الأنهار الجليدية بشكل كامل بسبب تغير المناخ.

وقال توماس شو، وهو جزء من مجموعة أبحاث ISTA مع بيليتشيوتي، إن السبب وراء ذوبان هذه الأنهار الجليدية بسرعة يعد معقدا.

وأوضح شو إن "التبريد محلي، لكنه ربما لا يزال غير كاف للتغلب على التأثير الأكبر للاحتباس الحراري والحفاظ على الأنهار الجليدية بشكل كامل".

وأشارت بيليتشيوتي إلى أن الندرة العامة للبيانات في المناطق المرتفعة في جميع أنحاء العالم هي ما أدى إلى تركيز فريق الدراسة على استخدام سجلات المراقبة الأرضية الفريدة في محطة واحدة في جبال الهيمالايا، لافتة إلى أن "العملية التي سلطنا الضوء عليها في الورقة البحثية من المحتمل أن تكون ذات أهمية عالمية، ويمكن أن تحدث بأي نهر جليدي في جميع أنحاء العالم حيث يتم استيفاء الشروط".

وأكدّت بيليتشيوتي أن الدراسة الجديدة توفر دافعًا مقنعًا لجمع المزيد من البيانات طويلة المدى عالية الارتفاع والتي تُعد ضرورية بشدة لإثبات النتائج الجديدة وتأثيراتها الأوسع.