استيقظوا في البلد الخطأ..كيف أفسدت العاصفة "إيشا" خطط آلاف المسافرين؟

سياحة
نشر
5 دقائق قراءة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- استيقظ الآلاف من المسافرين في جميع أنحاء أوروبا صباح أمس في الوجهة الخطأ، بعدما تسببت العاصفة "إيشا" بإحداث فوضى في الرحلات الجوية، مع عشرات الإلغاءات، والتحويلات، ورحلات الالتفاف في أوروبا الغربية.

عادة ما يكون السفر بالطائرة أسرع طريقة للانتقال من النقطة "أ" إلى النقطة "ب" في الرحلات الطويلة، ولكن بالنسبة لأولئك الذين سافروا من وإلى أيرلندا والمملكة المتحدة ليلة أمس الماضية، أصبح الطيران بمثابة ملحمة. 

وتأثرت المطارات في كل من أيرلندا والمملكة المتحدة بشكل بالغ من جراء العاصفة، حيث بلغت سرعة هبوب الرياح 145 كيلومترا في الساعة عبر مدرجات المطار.

وحوّلت العديد من الطائرات المتّجهة غربًا مسارها إلى وجهات أكثر أمانًا في أوروبا القارية، وذلك غالبًا بعد أن قطعت المسافة إلى الوجهة ولكنها فشلت في الهبوط.

استيقظوا في البلد الخطأ..كيف أفسدت العاصفة "إيشا" خطط آلاف المسافرين؟
الرحلة المتجهة من بلدة شانون في أيرلندا إلى إدنبرة في اسكتلندا انتهى بها المطاف في مدينة كولونيا بألمانيا Credit: FlightRadar

وتأثرت شركة طيران "رايان إير" بشكل خاص، نظرا لأن مقرها في دبلن، حيث ألغيت 166 رحلة طيران داخلية وخارجية يوم الأحد، وفقًا لكيفن كولينان، رئيس مجموعة الاتصالات لدى شركة DAA، التي تشغّل مطار دبلن الدولي.

وشهد المطار أيضًا 36 رحلة تحويل و34 رحلة دائرية، حيث تخلت الطائرات عن الهبوط في منتصف العملية وقررت "الالتفاف" لمحاولة أخرى.

وتشرح الأرقام المشاهد التي تكشّفت عندما حاولت الطائرات إكمال رحلاتها من وإلى أيرلندا.

وكانت رحلة تابعة لشركة طيران "رايان إير" متجهة من جزيرة لانزاروت في جزر الكناري إلى دبلن، قد وصلت تقريبا إلى العاصمة الأيرلندية، قبل أن تستدير وتحوّل مسارها إلى مدينة  بوردو في فرنسا، من دون محاولة للهبوط.

وكان من المفترض أن تستغرق رحلة أخرى تابعة لشركة "رايان إير"، نصف ساعة من مدينة مانشستر إلى دبلن. وبعد الدوران في مكان قريب بوضع الانتظار، حاولت الطائرة الهبوط في دبلن، ولكنها اضطرت لتحويل مسارها إلى مطار باريس بوفيه، واستغرقت ساعتين ونصف الساعة.

واضطرت طائرة تابعة لشركة الطيران الألمانية "لوفتهانزا"، والتي كانت متجهة من ميونيخ إلى دبلن، أن تعود أدراجها إلى العاصمة الألمانية.

وشهدت مدينة كورك، في أيرلندا، 13 عملية إلغاء للرحلات يوم الأحد، بالإضافة إلى 6 عمليات تحويل مسار وسبع رحلات التفاف وعودة.

كما تضررت المملكة المتحدة بشدة. وكان هناك أكثر من 100 رحلة التفاف وعودة في مطارات المملكة المتحدة، وفقًا لشركة NATS، التي تشغّل مراقبة الحركة الجوية في المملكة المتحدة.

استيقظوا في البلد الخطأ..كيف أفسدت العاصفة "إيشا" خطط آلاف المسافرين؟
رحلة جوية من مانشستر إلى دبلن حاولت الهبوط في دبلن، وبلفاست، وجلاسكو قبل أن تهبط في مدينة ليفربول.Credit: FlightRadar

وألغيت 44 رحلة في إدنبره، وفقاً لمتحدث باسم المطار، الذي وصف عمليات يوم الأحد بأنها "صعبة". وتم تحويل ثماني رحلات جوية.

وشهدت مانشستر 14 عملية إلغاء رحلات، ولكن رحلات الالتفاف والعودة كانت أقل مقارنة بالمطارات الأخرى بسبب اتجاه الرياح، وفقًا لما ذكره متحدث رسمي. 

وألغت شركة الطيران المحلية "لوجان إير" جميع رحلاتها أمس في المطار.

وشهد مطار غاتويك في لندن 22 عملية تحويل مسار، مع ذلك تمكن من استقبال خمس رحلات تم تحويلها من مطارات أخرى، وفقا لما أوضحه متحدث باسم المطار. 

وكان مطار ستانستد، الذي يقع شمال شرق لندن، أقل تأثرا، حيث تم إلغاء 9 رحلات ولكن تم تحويل 31 منها.

قطعت رحلة تابعة لشركة الطيران البريطانية "إيزي جيت" من أنطاليا في تركيا، إلى مانشستر، مسارها إلى المملكة المتحدة قبل أن تستدير وتهبط بأمان في مدينة ليون بفرنسا.

وحاولت إحدى الطائرات الهبوط في المملكة المتحدة بدلاً من مواصلة طريقها.

استيقظوا في البلد الخطأ..كيف أفسدت العاصفة "إيشا" خطط آلاف المسافرين؟
رحلة من مانشستر إلى دبلن انتهى بها المطاف في العاصمة الفرنسية باريسCredit: FlightRadar

 وشوهدت رحلة "رايان إير" رقم 718 المتجهة من مانشستر إلى بودابست، وهي تهبط إلى ارتفاع 1200 قدم في مطار لندن ستانستيد قبل أن تصعد مرة أخرى، وتستمر في مسارها إلى بودابست.

كما أصبح معتادًا عندما تكون هناك عاصفة في المملكة المتحدة، كان يتواجد المدون جيري داير، صاحب قناة Big Jet TV على منصة "يوتيوب"، في مطار هيثرو، يراقب الطائرات، وهي تصل خلال فترة ما بعد الظهر.

ورغم أن الرياح لم تصل إلى ذروتها - أوقف داير البث عندما حل الظلام، إذ التقط بالكاميرا طائرة تكافح مع الرياح وتقوم بهبوط صعب - مثل رحلة طيران المكسيك من مكسيكو سيتي، التي بدأت "تتأرجح" أثناء هبوطها من جانب إلى آخر.

وقد شاهد أكثر من 350 ألف شخص المشاهد التي رصدها داير لعمليات الهبوط وسط العاصفة "إيشا".