"مهرجان الرجل العاري" باليابان.. هكذا يطهّر المشاركون "أجسادهم من الشر"

سياحة
نشر
4 دقائق قراءة
gettyimages-2019068658.jpg
يطهّر المشاركون أنفسهم بالماء البارد على ضفاف نهر ياماوتشيغاوا، وذلك خلال مهرجان سومين ساي الذي يقام في معبد كوكوسيكيجي في محافظة إيواتي، اليابان في 17 فبراير/ شباط 2024.Credit: The Asahi Shimbun/Getty Images

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- في درجات حرارة شتوية تقترب من التجمّد، يكتفي عدد كبير من الرجال بمآزر بيضاء اللون، ويتصارعون سعيًا منهم للحصول على تعويذة، وذلك خلال مهرجان "سومين ساي" في اليابان، المعروف باسم "مهرجان الرجل العاري".

وأُقيم هذا الحدث الذي يُزعم بأنه ينظّم منذ أكثر من 1000 عام، للمرة الأخيرة السبت، في معبد كوكوسيكيجي المنعزل، ليُصبح بذلك أحدث تقليد ياباني يقع ضحية أزمة الشيخوخة السكانية في البلاد.

وفي منشور عبر الإنترنت، أقر منظمو المهرجان بأنهم لم يتمكنوا من العثور على عدد كافٍ من المشاركين الشباب المستعدين لتخفيف الضغوط المفروضة على السكان المحليين المسنين، غير القادرين على مواكبة متطلبات الطقوس.

وكتب دايغو فوجينامي، رئيس كهنة معبد كوكوسيكيجي، على الموقع الإلكتروني للمزار: "يعود هذا القرار إلى شيخوخة الأفراد المشاركين في المهرجان والنقص بالخلفاء".

ويشهد عدد سكان اليابان تراجعًا مطردًا منذ ازدهارها الاقتصادي في ثمانينيات القرن العشرين، حيث بلغ معدل الخصوبة 1.3، أي أقل بكثير من معدل 2.1 المطلوب للحفاظ على استقرار عدد السكان.

كما تجاوز عدد الوفيات الولادات المسجّلة في اليابان لأكثر من عقد، ما يشكل مشكلة متنامية بالنسبة لقادة رابع أكبر اقتصاد في العالم. وهم يواجهون راهنًا، تضخما في عدد المسنّين وتقلصًا في القوى العاملة، ما يشكّل لهم تحديًا لتمويل معاشات التقاعد والرعاية الصحية، مع تزايد متطلبات السكان المسنين.

مهرجان سومين-ساي
يكتفي المشاركون بارتداء مئزر "فوندوشي" فقط في مهرجان سومين ساي الذي يقام بمعبد كوكوسيكيجي في محافظة إيواتي، اليابان، في 17 فبراير/ شباط 2024.Credit: The Asahi Shimbun/Getty Images

كان مهرجان "سومين ساي" واحدًا من ثلاثة مهرجانات رئيسية لـ"الرجل العاري" أو مهرجانات هاداكا ماتسوري التي أقيمت في البلاد. ويُنظم سنويًا باليوم السابع من العام القمري الجديد، في معبد كوكوسيكيجي بمحافظة إيواتي الشمالية الشرقية.

وذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون الوطنية (NHK) أن هذه الطقوس تحظى بشعبية كبيرة بين السياح الراغبين بإلقاء نظرة على ممارستها، وقد اجتذبت ما يقدر بنحو 3000 زائر.

تختلف التفاصيل الطقسية لكلّ من مهرجانات هاداكا ماتسوري الثلاثة الكبرى في جميع أنحاء البلاد، لكنها تتشارك بالروح: إذ أنه احتفال بالحصاد الوفير، والازدهار، والصحة الجيدة، والخصوبة.

أصبح هذا المهرجان معروفًا باسم مهرجان العراة لأنّ المشاركين الذكور يرتدون مئزرًا يابانيًا يُسمى "فوندوشي"، وزوجًا من الجوارب البيضاء تُعرف بـ"تابي".

شهد مهرجان "سومين ساي" هذا العام، مئات المشاركين يحملون فوانيس كاكوتو، وهي عبارة عن فوانيس مربعة الشكل نُقشت عليها البركات، وهتفوا عبارة "جاسو جوياسا!" (اذهب بعيدًا أيها الشرّ)، وهم يتدفقون إلى المياه الباردة لنهر ياموتشيغاوا لتطهير أجسادهم استعدادًا للتحضير.

ثم يصلون في المعابد من أجل الصحة والحصاد الجيد قبل أن يصل المساء إلى ذروته بالتدافع للحصول على كيس من التعويذات الخشبية التي باركها رئيس الكهنة.

وكان الفائز في المسابقة هو كيكوتشي توشياكي، 49 عامًا، أحد السكان المحليين، والعضو في جمعية المحافظة على التراث في المهرجان. إذ قال: "من المحزن أن ينتهي المهرجان. لقد شاركت على أمل أن يكون مهرجانا لا ينسى".

ومن المقرّر أن يتم تنظيم اثنين من  مهرجانات "هاداكا ماتسوري"، في معبد سايدايجي كانونين في مقاطعة أوكاياما، وضريح كورونوما في مقاطعة فوكوشيما، في العام المقبل.