رئيس مجلس النواب الأمريكي يكتب لنا: كيف نمنع 11 سبتمبر آخر؟

العالم
نشر
7 دقائق قراءة
رئيس مجلس النواب الأمريكي يكتب لنا: كيف نمنع 11 سبتمبر آخر؟
Credit: getty images

كاتب المقال هو رئيس مجلس النواب الأمريكي منذ 2011 جون بوينر وما يرد فيه يعكس فقط رأيه ولا يعبر عن وجهة نظر CNN

قبل ثلاثة أسابيع، كان لي امتياز زيارة زعمائنا المدنيين وقادتنا العسكريين، وكذلك قواتنا، في أفغانستان. لقد كانت رحلتي الراعبة إلى هناك وكانت مختلفة بدرجة كبيرة عن زيارتي الأولى عام 2007.

وأنا أحلّق فوق كابول ليلا، صدمت بحجم التغييرات التي حدثت: أضواء كهربائية وحركة السير كانت واضحة على امتداد السهل. لقد أثار في ما شاهدته وما استمعت إليه من السفير جيمس كننغهام والجنرال جوزيف دنفورد جونيور مشاعر التشجيع.

فالأفغان يستلمون الآن دور القيادة فيما يتعلق بأمنهم ويبدون الآن مصممين على النجاح في عملية الانتقال إلى حكومة جديدة للمرة الأولى في تاريخهم.

وبعد 13 عاما، مازلت أتلقى أسئلة عن السبب الذي يجعل من أفغانستان موضوعا مهما بالنسبة إلينا. فالعالم مازال يشهد نموا بكيفية أكثر تعقيدا يوما إثر يوما ومن وجهة نظري، بكيفية أخطر --جون بوينر-رئيس مجلس النواب الأمريكي . وتقع على كاهل القادة في واشنطن مسؤولية تذكير الشعب الأمريكي بمسألة كيف أنّ إنهاء مهمتنا في أفغانستان بالكيفية الصحيحة يبقى أمرا مهما.

وتبرير ذلك بسيط: فأفغانستان، لم تكن فقط معقل التخيط لهجمات 11 سبتمبر التي أودت بحياة 3 آلاف أمريكي، ولكن البلد مازالت معرضة لتهديد حقيقي في أن تصبح معقلا للإرهابيين من جديد إذا لم نتم عملنا فيها بهدف تمكين الأفغان وقوات الأمن والحكومة من وسائل حماية بلادهم.

فمهمتنا بسيطة جدا وهي أن نمنع هجوما إرهابيا آخر--جون بوينر-رئيس مجلس النواب الأمريكي .

ولكن هناك أيضا سبب آخر لا نتناوله بكيفية مضطردة ولكنه يبقى مهما بنفس الدرجة. فأعداؤنا وأصدقائنا يرقبون ما إذا كانت بلادنا تملك كل وسائل إنهاء المهمة بنجاح أو أنها ستفشل سواء بسبب الإرهاق أو لأسباب سياسية. ولذلك فإن للأمر تداعيات ليس فقط على أفغانستان ولكن أيضا على مناطق أخرى للولايات المتحدة فيها مصالح أمن قومي استراتيجية.

وتبقى أفغانستان معركة شرسة. وما تحقق مهم وواضح ولكن تبقى هناك عقبات وارتدادات تواجه البلد فالعنف، على غرار إطلاق النار مؤخرا في مستشفى بكابول، سيستمر والمنظمات الإرهابية ستستمر في محاولاتها تنفيذ هجمات واسعة النطاق واستعراضية لعرقلتنا.

ولكن بفضل شجاعة وتضحيات رجالنا ونسائنا المنتشرين هناك، من الجيش والمدنيين، فإنني متفائل بكوننا سنحقق أهداف مهمتنا بنجاح إذا لم تبعثر واشنطن هذا التقدم الحاصل.

وخلال زيارتي، قلت إنني آملت أن تكون كل من واشنطن وكابول جديرتين بالتضحيات المشتركة وجهود قواتنا، والمجتمع الدولي والشعب الأفغاني. وخلاصة رحلتي إلى هناك أن أكبر خطر يمكن أن نواجهه في أفغانستان، الأكثر احتمالا في أن يتسبب في أضرار وأيضا هو الأكثر قابلية للتجنب، أن نغادر قبل بلوغ الخط النهائي.

إنه لأمر أساسي أن لا نكرر في أفغانستان نفس الأخطاء التي تم ارتكابها في العراق. وقبل نهاية هذا العام، يتعين على إدارة الرئيس باراك أوباما أن تتوصل لاتفاق أمني ثنائي مع الحكومة الأفغانية يفترض أن يعزز التزامنا مع الشعب الأفغاني وقوات أمنه.

وبمساهمة قادتنا على الأرض، على الأرجح أن ينص الاتفاق على الاحتفاظ بحضور قوات بكيفية ذات مصداقية هناك للمساعدة على الاستمرار في إحباط الشبكات الإرهابية وتوفير مستويات ملائمة من التدريب والمشورة لقوات الأمن الأفغانية وهي مستمرة في النمو وبلوغ النضج لتصبح قوات قتالية فعالة ومستقلة.

وبصفتي رجل أعمال صغيرا في السابق، فقد أعجبني تشبيه استمعت إليه بشأن جهودنا في تدريب ومساعدة قوات الأمن الأفغانية: فقد ساعدناهم على افتتاح مشروع ونحتاج الآن إلى تعليمهم كيفية إنجاحه وتوفير الوسائل الضرورية لذلك للإبقاء عليه.

ولدى قواتنا العسكرية خطة واضحة ومتفاهم عليها لإخراج أنفسهم من ذلك المشروع في نهاية العملية فالأهم كما تعرفون ليس أن ننهي الحروب وإنما أن نعرف كيف ننهيها.

وهناك شعور متنام بأن الولايات المتحدة غادرت العراق بأسرع مما كان يفترض، وهناك قلوب تنفطر لرؤية الأعلام السود وهي ترفرف في أنجاء واسعة من العراق وهي نفس الأماكن التي تحتوي على أغلى كنوزنا: دماء مواطنينا --جون بوينر-رئيس مجلس النواب الأمريكي . ولا نستطيع أن نسمح بذلك أن يحدث في أفغانستان. وعلى كل اتفاق ثنائي أن يضمن أن لا يشتت النجاحات التي حققناها هناك وأن لا تلقى نفس المصير الذي انتهت إليه في العراق.

وأعداء وأصدقاء الولايات المتحدة، دولا وغير دول، يراقبون بكثير من الاهتمام كيفية مغادرتنا أفغانستان، وينتظرون ليروا ما إذا كنا سنغادر بعد تأمين مصالحنا وتنفيذ التزاماتنا أو أننا سنغادر ببساطة.

وخلال العام الماضي، تحدث قائدنا الأعلى في مناسبات عديدة أكثر حول مغادرة أفغانستان أكثر من كيفية تحقيق أهداف مهمتنا هناك.

وجميعنا يريد إعادة قواتنا المتبقية بأسرع ما يمكن ولكن النجاح في أفغانستان يعد أمرا حيويا لمصالح أمن أمتنا القومي وينبغي أن لذلك الأولوية في جدول أوقاتنا. وتقع على عاتق رئيسنا مسؤولية توضيح ذلك بكيفية أفضل للشعب الأمريكي، وإذا قرر ذلك فأنني سأدعمه--جون بوينر-رئيس مجلس النواب الأمريكي .

ولأكثر من عقد من الزمان، كان موظفونا المدنيون وقواتنا العسكرية يكافحون لإعادة الأمن والسلام لأفغانستان، ولضمان أن لا يتم استخدام أراضيها مرة ثانية لتكون ملجأ آمنا للإرهابيين لشن هجمات على الولايات المتحدة. ولقد ضحّى الكثير من الأمريكيين لتأمين تلك الأهداف بل إن الكثير منهم ضحوا بحياتهم أو بأجزاء من أجسادهم.

وعلى واشنطن وكابول أن يعملا جنبا إلى جنب لتأمين الإنجازات التي حققناها معا وإنهاء مهمتنا.

كاتب المقال هو رئيس مجلس النواب الأمريكي منذ 2011 جون بوينر وما ورد فيه يعكس فقط رأيه ولا يعبر عن وجهة نظر CNN