إيمان.. قصة مغربية تحدت إعاقتها وحققت جزءًا من أحلامها رغم الظروف الصعبة

العالم
نشر
3 دقائق قراءة
إيمان.. قصة مغربية تحدت إعاقتها وحققت جزءًا من أحلامها رغم الظروف الصعبة
إيمان في الوسط.Credit: facebook

إسماعيل عزام ، المغرب (CNN)-- آمنت إيمان بأحلامها حتى وهي تقضي جزءًا كبيرًا من حياتها فوق كرسي متحرك، تمسكت بأملها وهي تواجه يوميًا الكثير من الصعوبات إلى أن نالت شهادة الإجازة في الاقتصاد وتسيير المقاولات من جامعة مدينة أكادير( جنوب المغرب)، وبعدها نالت دبلومًا في الطبع المعلوماتي. لم تتحقق كل الأماني ما دامت إيمان لم تجد بعد العمل الذي يفتح أمامها أبواب النجاح المهني، لكن رغم ذلك، ينضح الطموح من صوت فتاة لم تقهرها الصعوبات.

في حديثها لـCNN  بالعربية، عادت إيمان الكوش، ابنة مدينة أولاد تايمة (قرب أكادير)، إلى اليوم الذي أصيبت فيه بمرض الوهن العضلي، كان ذلك في عامها السابع، أوّل سنواتها في مقاعد الدراسية، شيئَا فشيئًا بدأ الألم يحتل جسدها إلى أن أجبرها وهي في عامها الـ14 على قبول مساعدة كرسي متحرك، بعدما صار حمل حقيبتها عبئًا لا طاقة لها به.

أكملت إيمان دراستها حتى وهي تخسر سنتين من عمرها في دهاليز الجامعة. السبب كثرة العراقيل التي واجهتها، خاصة في النقل، إذ كان الكثير من سائقي سيارات الأجرة يرفضون التوقف لها، ثم في قلّة الممرات الخاصة بالمعاقين وقلة التسهيلات المخصصة لهم في الحياة العامة، لذلك كانت كثيرة الغياب، ممّا تسبّب لها في تفويت الكثير من الامتحانات، زيادة على معانتها من المرض، لا سيما مع غياب التغطية الصحية واضطرارها لشراء أدوريتها من مالها الخاص.

نالت إيمان شهادة الإجازة عام 2013، وقرّرت بعدها أن تدرس تخصصًا مهنيًا لكسب لقمة العيش، غير أن ذلك لم يشفع لها في تحقيق المراد: " لم أجد العمل الذي أريد. الوظائف العمومية شبه غائبة، والأجور في القطاع الخاص متدنيّة، إذ عُرضت عليّ وظائف بأجر شهري لا يتجاوز 1500 درهم (حوالي 158 دولار). لذلك أعمل حاليًا لحسابي الخاص انطلاقًا من المنزل" تقول إيمان.

ترفض إيمان بشدة أن تعمل الدولة على مساعدة المعاقين بتخصيص منح شهرية لهم: "لا أطلب صدقة شهرية بقدر ما أطلب أن تعمل الدولة على دعمنا معنويًا وتفهم أحوالنا حتى نحقق ذواتنا في المهن التي نريد. أطلب بحقي كمواطنة في تكافؤ الفرص عند التقدم للوظائف مع مراعاتي حالتي الجسدية" تقول إيمان التي عانت كثيرًا كذلك من ظروفها الأسرية الصعبة بعد طلاق والديها، واضطرارها إلى السكن بالعاصمة الرباط عند شقيقها، ثم عودتها إلى أكادير مرة أخرى.

لكن رغم كل الصعوبات، تطلب إيمان من أبناء بلدها ذوي الاحتياجات الخاصة ألّا يفقدوا الأمل: "قرّرت أن أجرّب حظي في برنامج للمقاولين الشباب ستطلقه الحكومة نهاية العام الجاري. مع كل العراقيل التي تعترضنا، إلّا أن بلدنا يقدم بعض الفرص التي يجب استغلالها. لذلك على كل المعاقين أن يتشبتوا بأحلامهم، والعمل دون كلل على تحقيقها، فلا مستحيل مع الحياة".