الرباط، المغرب (CNN)— خلقت حالة وفاة طالب مغربي من الحركة الأمازيغية موجة كبيرة من الاستنكار في المغرب، حيث دّق حقوقيون ناقوس الخطر في ما تعرفه بعض الجامعات من مواجهات بين الطلبة، سيما أنه الوفاة الثانية في ظرف أيام قلية، بعدما توفي تلميذ بأكادير متأثرًا بجراحه.
وتوفي الطالب عمر خالق، البالغ من العمر 25 سنة، صباح أمس الأربعاء بمستشفى مدينة مراكش، إذ لم تنقذه العملية الجراحية التي أجراها، إثر تعرّضه للضرب، بواسطة قضيب حديدي في عدة مناطق من جسده، ممّا سبب له نزيفًا دمويًا حادًا، وذلك أثناء مواجهات بين فصائل طلابية في جامعة القاضي عياض بمراكش.
هذه المواجهات التي شهدها محيط الجامعة الأولى في المغرب من حيث التصنيف الدولي، شهدت كذلك إصابة خمسة طلبة آخرين بجروح، بينما ألقت قوات الأمن القبض على أربعة طلبة مشتبه بهم في جريمة القتل، وذلك أيامًا قليلة على القبض على طالب مشتبه به في مقتل تلميذ بمدينة أكادير متأثرًا بجراحه، أصيب على مستوى الرأس أثناء وجوده بالحي الجامعي في زيارة لبعض أصدقائه.
وأصدر التنسيق الوطني الأمازيغي بيانًا ندد فيه بمقتل الطالب عمر خالق، متهمًا طلبة مسلحين "يحملون طروحات عروبية وانفصالية" باغتياله، معربًا عن تنديده الشديد "بهذا العمل الإجرامي والاغتيال الجبان، وبكافة أشكال العنف التي تعرفها المواقع الجامعية"، محملًا الدولة "مسؤولية الأمن وضمان السلامة الجسدية للمواطنين والمواطنات، وتحديد المسؤوليات ومعاقبة الجناة".
ودعا التنسيق جميع طلبة وطالبات الحركة الثقافية الأمازيغية إلى "ضبط النفس وعدم الانزلاق وراء الاستفزازات، والتحلي بالحكمة والفيم الإنسانية والحضارية"، معتيرًا أن هذه الهجمة "استمرارية لسلسلة من التضييقات والقمع والحصار التي يعاني منها الحراك الأمازيغي في الجامعات".
وشارك مئات الأشخاص في مدينة تنغير، مسقط رأس الطالب الأمازيغي بجنوب شرق المغرب، حاملين شعارات تدعو إلى محاسبة الطلبة الذين شاركوا في الجريمة، كما تبادل نشطاء أمازيغ وسم "إزم"، وهو لقب الطالب الراحل، وذلك في وقت لا تزال فيه قوات أمنية مغربية، قريبة من المنطقة الجامعية بمراكش، تحسبًا لأي انفلات جديد.
وتشهد الجامعات المغربية مواجهات دامية بين عدة فصائل طلابية من حين لآخر، وكذا مواجهات بين بعض هذه الفصائل وقوات الأمن، وقد أعادت هذه الوقائع الأخيرة ذكرى مقتل طالب إسلامي عام 2014 في مدينة فاس على أيدي طلبة راديكاليين، ممّا دفع برئيس الحكومة وعددًا من وزراء الحزب إلى حضور جنازة الطالب والتأكيد على الضرب بيد من حديد على آفة العنف الجامعي.