الرباط، المغرب (CNN)— في فيديو أثار ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي بالمغرب، ظهر الأمين العام لجماعة العدل والإحسان، محمد عبادي، وهو يتحدث عن ضرورة تطبيق الخلافة، متحدثًا عن أنه لا يحل للمسلمين البقاء ثلاثة أيام دون خلافة على منهاج النبوة، وهو ما خلق انتقادات كبيرة لهذه الجماعة، في وقت قال فيه متحدث باسمها إن الفيديو "وقع بتره وأسيء تأويله".
الفيديو الذي التقطته قناة الشاهد، وهي قناة إلكترونية خاصة بجماعة العدل والإحسان، وهي تنظيم إسلامي معارض، أظهر عبادي وهو يقول إن "المذاهب الأربعة أجمعت على وجوب إقامة الخلافة لتضم شتات المسلمين، وإن هذا الإجماع ثبت عند الصحابة، بدليل أن الخليفة عمر بن الخطاب، كلف الصحابة ثلاثة أيام لإيجاد خليفة له عندما طُعن، وطلب بأن يتم ضرب عنق من يخالف ذلك".
وتابع عبادي أن لا أحد من الصحابة اعترض على ما قال عمر، وهو ما يعني أن المسلمين لا يحل لهم أن يبيتوا ثلاثة أيام دون خلافة، أما الآن، يستطرد عبادي، مرت على المسلمين أزيد من ثلاثة قرون والخلافة على منهاج النبوة غائبة.
الفيديو الأصلي لكلام عبادي، أتى على شكل مقابلة معه، وتصل مدته إلى حوالي نصف ساعة، كما تم بثه على اليوتيوب في وقت مبكر من اليوم الخمس، غير أن فيديو من دقيقة وعشرين ثانية تم اقتطاعه من المقابلة هو ما خلق الجدل، وأثار عاصفة من الانتقادات.
وكتب سامي المودني، صحافي: "أفضل أن أهاجر إلى أقصى دولة في الكرة الأرضية على أن أعيش في دولة الخلافة كما يتصورها محمد عبادي، الأمين العام لجماعة العدل والإحسان. المهم اللهم أدم علينا نعمة الملكية".
كما كتبت سارة سوجار، ناشطة سياسية: "على العدل و الاحسان أن توضح حالًا ماقاله عبادي، لأنه يعتبر تبريرًا للعنف والارهاب. مثل هذه الخرجات ليست بريئة، وتستلزم توضيحا سياسيا لأن عاقبته ليست باليسيرة".
وكتب محمد حمزة حشلاف، صحافي: "بعض اليسار كان يظن أن الجماعة راجعت أفكارها ومواقفها بخصوص مشروع الخلافة، ما دامت تقبل الحوار وتجالس اليساريين وتتحدث في الديمقراطية والمؤسسات، الخ. لكن الحقيقة غير ذلك، الجماعة لم تعبّر يوما بشكل رسمي عن أية "مراجعات"، ولم تقم بنقد ذاتي يجعلها تقطع بشكل جذري مع فانطازم الخلافة ومشروع الأمة".
في الجانب الآخر، أوضح حسن بنجاح، قيادي في الجماعة، أن الفيديو "أسيء فهمه"، متحدثًا عن أن مفهوم الجماعة للخلافة "مُخالف تمامًا لما ترّسب في عقول الناس حول هذا المفهوم، خاصة لنماذج الحكم السيئة التي حملت اسمه"، معتبرًا أن الخلافة هي "روح جوهرها عدم استبدادية الحكم، وليست شكلًا معينًا للنظام السياسي، فهذا الأخير قابل للتغيّر والتطوّر حسب نمط عيش الشعوب واختياراتها".
ويضيف بنجاح لـCNN بالعربية: "الخلافة هي نظام سياسي يحترم العدل وحريات الإنسان والحق ويفصل بين السلطة والثروة ويربط المسؤولية بالمحاسبة والحكم بصناديق الاقتراع، ويمكن أن تكون على شكل الاتحادات الكبرى التي يعرفها العالم كالاتحاد الأوروبي"
ويستطرد بنجاح:"جماعتنا قامت منذ عقود ولم تدع قط للعنف، فنحن تنظيم سلمي. ما قاله عبادي يأتي في سياق حديثه عن رغبة عمر بن الخطاب في عدم وقوع صراعات بين الصحابة لأجل تحديد خليفته، بمعنى معاقبة من يختلق هذه الصراعات ويرفض البت بسرعة في اسم الخليفة لما لذلك من انعكاسات خطيرة على وحدة المسلمين، ويُفهم من ذلك أن المسلمين الآن بحاجة إلى تكتل قوي موّحد يجمعهم في وجه التحديات العالمية".